د. مزمل ابو القاسم يكتب: عذراً إن عجزت عن التعبير بما لا يليق..
في هذا المقام المهيب تعجز الكلمات وكل حروف اللغة عن التعبير وينعقد اللسان وتختلط المشاعر..أمام مقبرة شهداء معركة الكرامة داخل معسكر جبل سركاب..
هنا يرقد شهداء الوطن..
هنا يستكين فرسان (أمن يا جن)..رحمة الله عليهم.. ها هنا يغفو من بذلوا أرواحهم رخيصة وفدوا وطنهم وأهلهم بالدماء والنفوس ثم احتضنوا بعضهم ومضوا إلى رحاب ربهم، شهداء بإذن الله..
وقفنا في حضرتهم مطرقين وخشعت القلوب منا ودمعت العيون..
لا توجد في كل قواميس اللغات كلمات يمكن أن تصف تلك اللحظات..فعذراً إن عجزت عن التعبير بما يليق..
اللهم تقبلهم الشهداء عندك بإذن الله..
زرناهم وترحمنا عليهم وكانت القذائف تتساقط حولنا على معسكر جبل سركاب من كل صوب.. وكنا في معية ثلة من الشهداء الأحياء..أشهد الله مااهتزوا ولا ارتعشوا ولا رفّ لهم جفن..ثبتوا كعادتهم فقلدناهم وشعرنا بالضآلة في حضرتهم..
ثبات مدهش..وشجاعة لا توصف.. يتضاحكون ويداعبون بعضهم بعضاً ثم ينصرفون لمتابعة مجريات المعارك وإدارة تفاصيلها غير آبهين بالتدوين..
..