القضارف …. كرم بالجملة
كتب/ مزمل صديق
دعا والي القضارف المكلف اللواء ركن (م) محمد احمد حسن أحمد المنظمات الاممية والدولية بولاية القضارف إلى التدخل الفوري في مجال توفير المواد الايوائية والصحية للنازحين من ولاية سنار والذين وفدوا إلى القضارف بسبب الحرب جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده بمكتبه ظهر اليوم مع بعض مديري المنظمات الاممية والدولية العاملة بالقضارف بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي الشباب الناشطين في العمل الإنساني بالولاية حيث اكد الوالي المكلف أهمية التدخل السريع لمقابلة موجة النزوح التي تزامنت مع بداية هطول الامطار وتحسين وزيادة الخدمات المقدمة بالمراكز التي حددت لاستقبال هؤلاء النازحين والمراكز الثانوية الأخرى مطالبا برفع تقرير شامل عن عمل المنظمات بالولاية في النصف الأول من العام الحالى وقال إن الوضع الراهن يتطلب زيادة وتيرة التدخلات في المجالات كافة لامتصاص التداعيات الناتجة عن الحرب .
أكدت حكومة القضارف وشعبها على أصالة الشعب السودانى ومتانة العلاقات الانسانية السامية ، ويقول المثل (الخيل الحرة بتجي فى اللفة) ، وكانت القضارف فى الموعد وضربت اروع الأمثلة وهى تقتطع من ايراداتها رغم الظروف الاستثنائية لتقدم يد العون ، ممثلة فى وزارة المالية والاقتصاد(التى تصنع من الفسيخ شربات كما يقال) نسبة لصمودها فى مواجهة التحديات بما فيها استقرار مرتبات العاملين وقطار التنمية والخدمات بجانب تفردها فى دعم الباحثين عن الامان ، ولم تكن المالية بمعزل عن ديوان الزكاة بالولاية والذى وجه صرفه نحو دور الايواء باروع ما يكون بل يكون فى استقبال النازحين.
* حركة النزوح الواسعة التى خلفتها الحرب العبثية والتى وجهت باحكام متقن فى مواجهة المواطن البسيط الاعزل من قبل مليشيات الدعم السريع وسط مرأى ومسمع القوات المسلحة السودانية ، ادت تلك الحركة الواسعة والتى كان آخرها ولاية سنار الى معاناة لا يمكن وصفها بالعبارات، فقد ادمت القلوب وجردت الاحاسيس من معانيها لما لها من قساوة.
استوقفتنى حالات عزل الاسر من اطفالها بجانب عزل اسر بأكملها لتدخل الحرب المواطن الاعزل فى مشاهد اكثر اثارة ربما ترتفع وتيرتها للحد الذى بعده يمكننا القول (كان هنا مواطن ) .
التحية مثنى وثلاث ورباع لولاية الخير والنماء ولاية القضارف التى شمرت عن سواعد بنيها حكومة وشعبا فى مشاهد انسانية تؤكد على أصالة ونبل الشعب السودانى .
* وقفت قرية ام شجرة ارض البوادرة باكملها اطفالا وشبابا ورجالا لأجل إكرام النازحين بالطرقات وتخصيص ساحة لاطعامهم، ويقف الاطفال والشباب على طول جغرافية الطريق العابرة بقرية ام شجرة وهم يدعون العابرين لشرب الماء مع تقديم وجبات سريعة (لك الله يا وطنى ) ، ولا نقول لأهل ام شجرة شكرا ولكن نقول لهم ياها المحرية فيكم …
بالمقابل فتحت قرية الرواشدة ارض الكرم والشهامة أبوابها لاستقبال العشرات من المركبات التى تحمل النازحين من ولاية سنار بكرم لا يمكن وصفه بالعبارات.
* اما رجال المال والاعمال يستحقون تعظيم سلام لما لهم من تبارى واضح وسباق محموم لأجل مد يد العون ودونكم على سبيل المثال لا الحصر مبادرة الصادق الشريف ومبادرة قدح ضيوف القضارف وغيرها من المبادرات التى اثبتت بالفعل ان (السودان بخيرو) طالما المعانى السامية راسخة والإنسانية فى أبهى صورها تمشي بين الناس .
كما لا يفوتنى مبادرة رجل الأعمال وجدي ميرغني محجوب، رئيس مجموعة شركات ومؤسسات محجوب أولاد، الذي خصص مزرعة في مساحة 80 فدانًا بمنطقة ود الحوري مجهزة بمصادر المياه والكهرباء لتكون مقرًا لاستضافة النازحين وأسرهم، بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة بالولاية. مع تخصيص مكاتب الشركة بالمنطقة لتكون مقرًا إداريًا لمتابعة يوميات النزوح وتقديم خدمات غذائية عاجلة للنازحين ، واتمنى ان توجه المنظمات الدولية كافة مشاريعها نحو مبادرة وجدى ميرغنى وذلك من خلال توفير خيم بالمساحة المخصصة مع تكملة النواقص .
* ختاما نقول لولاية القضارف حكومة وشعبا Excellent بكل ما تحمل الكلمة من معنى ونسأل الله تعالى أن يتقبل منكم وان يعيد الامن والامان لبلادنا الحبيبة .