بورتسودان: هبة علي
في حديث مع مجموعة من الإعلاميين أمس الأحد في مدينة بورتسودان طرح نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار خارطة طريق لإنهاء الحرب والتوصل لاتفاق سلام بين الفرقاء يُجنب البلاد مخاطر الانهيار، وتأتي خارطة عقار في وقت تعددت فيه المبادرة و توحدت به نتيجة فشلها، فهل يفلح عقار؟
ماذا جاء بالخارطة؟
وقال عقار إن الخطة تتضمن ثلاث مراحل، تبدأ الأولى بوقف الأعمال العدائية والفصل بين القوات المتحاربة، ولتحقيق ذلك يجب الاتفاق على آليات محددة تخص انسحاب القوات ومواقع تمركزها والجهة التي ستشرف على العملية.
وتركز المرحلة الثانية على الجانب الإنساني، ويتم العمل خلالها على الاستجابة للحاجات المستعجلة ومواجهة حالات سوء التغذية التي تحدق بملايين السودانيين.
وفي المرحلة الثالثة وهي المرحلة الأصعب وفقا لعقار- سيتم بحث مصير دمج القوات وهي النقطة التي توقع أن تستغرق وقتا طويلا في ظل وجود عدد كبير من الأجانب ضمن قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما يطرح صعوبات بشأن فرز السودانيين من غيرهم في تلك القوات ومدى تجاوب الدول التي قدموا منها من أجل استعادتهم بحسب “الجزيرة نت”.
وتنتهي تلك المرحلة بتوافق سياسي، يرى نائب مجلس السيادة أنه يجب أن لا يقع في الأخطاء التي ارتكبت في 44 اتفاقا سياسيا عبر تاريخ السودان الحديث، وخاصة ما تعلق منها بالدور الأجنبي والإملاءات الخارجية في صياغة بنود الاتفاق، وأكد أن الحل والتوافق لن ينجح سوى إن كان بين السودانيين دون أي دور لغيرهم يتعدى حدود الوساطة والدعم في التوصل للاتفاقات.
لا جديد بها
مراقبون يرون أن المبادرة عبّرت عن سعي حكومة السودان لإحلال السلام بحل أزمة البلاد من الداخل الأمر الذي تمسك به عدد من مؤيدي ومعارضي الحكومة، بيد أن المبادرة في حد ذاتها لم تحمل جديد، وفي هذا الاتجاه يمضي المحلل السياسي عادل الباز، مؤكداً أن لا جديد في خارطة الطريق التى ذكرها لنائب مجلس السيادة امس في بعض التفاصيل بكل فقرة من فقرات الخارطة.
وأشار الباز بحديثه لـ”صدى السودان” إلى أن ما سمعوه من النائب امس أكد أن هناك إرادة حقيقة لوقف الحرب ولكن باستحقاقات اتفاق جدة.
مزايدة وعبث حقيقي
من جانبه يرى المحلل السياسي محمد لطيف أن المبادرة تتحدث عن وقف إطلاق النار والذي أصدرها طرف في إطلاق النار، مشدداً على أن الأجدى أن يقوم هذا الطرف مباشرة بوقف إطلاق النار امتثالاً لمبادرته ويعلن أنه سيقوم بهذا الخطوة مع تحديد يوم لها وهذه المرحلة الأولى، و واصفاً المبادرة بأنها مجرد مزايدة وعبث حقيقي.
وأضاف لطيف بحديثه لـ”صدى السودان” : عقار يتحدث عن المخاطر المترتبة على دول الجوار نتيجة لانهيار السودان و كان يجب أن يتحدث أولا عن المخاطر التي ترتبت فعلياً على المواطن وماترتب عملياً على الأرض من الحرب والأثمان التي يدفعها المواطن سواء كان نازح او لاجئ او ما يزال تحت نيران الحرب والحصار.
فلاش باك
وتقابل أزمة السودان باهتمام دولي وإقليمي ومحلي لأجل وقف الحرب، وانعكس ذلك بعدد من المبادرات والدعوات والمنابر بيد أنها لم تخرج بنتيجة حتى الآن رغم دخول الحرب عامها الثاني مُخلفةً أكبر كارثة إنسانية بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأكثر من عشرة ملايين نازح ولاجئ إضافة إلى مجاعة اطلت بمخالبها على اجساد السودانيين.