السودان يقترب من تشكيل الحكومة.. ما المعايير والتحديات؟
بورتسودان:هبة علي
اقترب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من تعيين رئيس وزراء وتكليفه بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، وفي هذا السياق دعا قادة الكتل والقوى السياسية إلى بورتسودان، العاصمة المؤقتة، للتشاور حول هذه الخطوة، فما هي أسس ومعايير الإختيار وفرص نجاح التشكيل لاسيما في هذا الظرف القاتم الذي تمر به البلاد..
مصادر سياسية كشفت للجزيرة نت أن البرهان عقد لقاءين في بورتسودان يومي الأربعاء والخميس مع قادة سياسيين دعاهم بشكل عاجل إلى بورتسودان من داخل البلاد وخارجها
وأشارت إلى أن البرهان أبلغ الزعماء السياسيين بنيته تعيين رئيس وزراء خلال أسبوعين، ومنحه مهمة تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة بسلطات كاملة لإدارة الدولة إلى أن يتم عقد مؤتمر للحوار السوداني-السوداني من أجل الوصول إلى توافق بشأن المرحلة ما بعد الحرب، والتصدي للتحديات الداخلية والخارجية.
ضرورة المرحلة الحالية
واعتبر القيادي بمجلس نظارات البجا أحمد موسى عمر، تشكيل حكومة قومية بصلاحيات واسعة، أحد ضرورات المرحلة الحالية بعد أن تعثرت الحكومة المكلفة الحالية في فهم مطلوبات المرحلة، مشيراً إلى تكرر مطالب الشعب بضرورة تشكيل حكومة قومية تقوم بمعالجة المشاكل التي تسببت فيها الحرب وتقديم الخدمات للمواطنين.
و شدد موسى بتصريحه لـ”النورس نيوز” على أن تشكيل الحكومة لابد أن يخضع لمعايير اهمها المقبولية لدى الشعب السوداني حتى تنال دعماً جماهيرياً، قاطعاً بأن ذلك لن يتأتي إلا عبر حكومة كفاءات مستقلة.
وأردف: (ثاني تلك المعايير هي الخبرة الفنية والدراية الكافية بمطلوبات المرحلة واحتياجاتها، فإدارة الدولة أثناء الحرب او بُعيد انتهاءها تختلف شكلاً وموضوعاً عن إدارتها في الظروف العادية، بالإضافة إلى الاستقلالية والخبرة والكفاءة والدراية يحتاج الأمر لبذل أقصى طاقة ممكنة لتنفيذ تلك المهام و التي تتمثل في عدة ملفات أبرزها الملف الأمني والاقتصادي والاجتماعي والدبلوماسي والقانوني لغرض اعادة بناء وترميم المكان والانسان والمؤسسات والعلاقات الخارجية.
ونوه موسى إلى أن الترميم يتطلب إجراءات دستورية مهمة حيث أن الوثيقة الراهنة الحاكمة تحدد طريقة إختيار رئيس الوزراء، والوزراء، و شكل وعدد الوزارات التي تقلصت كثيراً بموجب توصيات مرفوعة من لجنة مشكلة بواسطة مجلس السيادة و مشاركة شرق السودان.
وأضاف: حتى الآن لم تحدد بشكل قاطع نسبة مشاركة مكونات الشرق المختلفة ولكن يتوقع مشاركة مقدرة بما يساهم في تخفيف وتقليل إحتمالات الاعتراض على الحكومة الجديدة و تصبح مكونات الشرق معين للحكومة.
سباحة عكس التيار
وعلى العكس تماما قلل المحلل السياسي أحمد خليل من جدوى هذه الخطوة في ظل حالة الحرب، مشيراً إلى أنها بمثابة السباحة عكس التيار.
ولفت خليل من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن هنالك خلل كبير حدث منذ إنقلاب “25” أكتوبر وفي هذه الحرب وجدت حكومة الأمر الواقع نفسها أمام مأزق كبير في ظل الحوجة لإدارة الدولة.
ونفى خليل وجود عقبات أمام خطوة التشكيل لجهة أن هنالك تيار مدني يعمل مع البرهان، موضحاً أن التجاني السيسي ابرز المرشحين وهو من الذين عملوا على تقويض الفترة الإنتقالية، وذلك باستخدام هؤلاء المدنيين من قِبل العسكريين بالتالي التحديات ستكون كبيرة أمام هذه الحكومة اولها الوضع الاقتصادي ومشاكله بالإضافة إلى الاختيار فالحكومة موجودة ببورتسودان ومكونات الشرق لديها مطالب أبرزها أن يكون رئيس الوزراء منهم.