همس الحروف
سفير الإنسانية من مملكة الخير يجسد دور الفرد في ترسيخ معاني الدبلوماسية
✍️ د. الباقر عبد القيوم علي
إنتشرت في الآونة الأخيرة حزمة من الظواهر السيئة و السالبة التي أصبحت محل رواج و إنتشار في بلادنا و قد أصبحت كابوساً مقلقاً يهدد قيمنا و حياتنا، و هي الآن صارت مرضاً عضالاً يقطّع أوصالنا ويلوث أخلاقنا ويزيد من نشر الأدواء والآفات بيننا .
و من أخطر هذه الأمراض هو نسج و صناعة الإشاعات والترويج لها واختلاق المعلومات الكاذبة والأخبار الملفقة و الزائفة ، ذات الأجندة المعلومة و الأخطر من ذلك هو سرعة تناقل هذه الصناعة الفاسدة و القيام ببثها و ترويجها بغرض خلق البلبلة لتحقيق مكاسب خبيثة يقع ضررها على مستوى الفرد والمجتمع و على المستوى العام والخاص .
الإستهداف الممنهج للعلاقات الدولية السودانية له ما بعده ، و يُعتبر هذا السلوك من أخطر أساليب الحروب على الإطلاق ، لأنه يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الدولية و عزل السودان عن محيطه الإقليمي و الدولي الشيء الذي سيحدث معه الكثير من التوترات السياسية و الاقتصادية إذا ما تباطأت الدولة في حسم هذه الظاهرة الخطيرة التي تشكل مهدداً أمنياً كبيراً على سياسة بلادنا الخارجية، و يعتبر هذا الإنحراف من أدوات الفتنة التي تؤثر سلباً على العلاقات الدبلوماسية التي تؤدي إلى العزل الدولي ، الشيء الذي سينعكس سلبًا على الاقتصاد والأمن القومي للدولة إذا ما تم فصل بلادنا عن محيطها الدولي ، فيرتد ذلك على خنق السياسات الخارجية ، و إنعدام الثقة في بناء التحالفات الدولية من جراء حملات الشيطنة التي تنعكس إيضاً على تقليل التعاون المشترك مع المجتمع الدولي في مجالات التجارة والأمن و السياسة و التنمية و المساعدات بدوافع إنسانية .
لم يتفاجئ أحد مما حدث في مثل هذه الظروف الإستثنائية من المسلك الإجرامي الذي قامت به قلة قليلة من قصري البصر و البصيرة ، الذين تدعمهم أجندات معلومة للجميع ، فسعوا جاهدين في محاولة فاشلة منهم مستهدفين قيادة المملكة العربية السعودية (مملكة الخير و العطاء) و سفيرها الرجل الإنسان سعادة علي بن حسن جعفر ، فعمدوا في حملتهم هذه إلى بث الأكاذيب و الاضاليل و الأباطيل و ترويجها من أجل الإساءة لقيادات مملكة العطاء بصورة قمئة ، و هي من المؤكد أصوات نشاذ تنعق بما لا ينفع و لا يسمع داخل جرة ، و لن تتجاوز أصواتهم بأي حال من الأحوال محيط حناجرهم المشروخة ، فالمملكة أكبر من أن يتحدث عنها أمثال هؤلاء النكرات الذين لا يحسنون الإستنجاء و الإستبراء من الحدث ، ومن المؤكد أنهم في حالة إنسداد معرفي ولهذا نجدهم يهرفون بما لا يعون و يعرفون .
فالمملكة هي المملكة ذات الجذور الراسخة مع بلادنا منذ النشأة و التاسيس و التي تقوم سياستها على الاحترام المتبادل الذي يحفظ السيادات و الكيانات ، و يمنع التدخل في شئون الغير إلا بالخير و للخير ، فهي دولة تقدر إنسان السودان قيادة وشعباً ، و لم تقف مكتوفة الأيدي منذ إندلاع شرارةالحرب في بلادنا ، تدخلت عبر منبر جدة من أجل سلامة الشعب السوداني داعمة لجهود السلام و إخراس صوت المدافع إلا أن التعنت و المتاريس التي إنهجتها المليشيا في عدم الإنصياع لمخرجات المنبر حالت دون الحلول السلمية ، و كما نجدها في صعيد آخر تنشيء جسور الإنسانية بحراً و جواً و ما زالت ممتدة ، فلم تبخل على شعبنا بأي شيء في إستطاعتها فعله من أجل مشاركة شعبنا لتخفيف آثار تداعيات الحرب عليه .
و أما سفيرها فهو ذاك الرجل الإنسان الذي يعرف نفسه بأنه سعوداني ، و الذي رسم ملامح الدبلوماسية بشقيها الرسمي و الشعبي في أعظم سفر سيخلده له التأريخ في صفخات من ذهب و سيكون مدرسة لنهج الدبلوماسية الراشدة في الإقليم العربي .*
*فإذا سمح لي المقام الذي يفرضه واقع الحال على شخصي الضعيف ، فلابد أن يكون للمقال مكان حال ، فنيابة عن الشعب السوداني الأصيل أتقدم بأحر آيات الإعتذار للمملكة العربية السعودية قيادة و شعباً عن ما نالها من تقريح و تجريح من مواطنين سودانيين في فضاءات الميديا ، و أختم بكلمات الأفوه الأودي في نبيح الكلاب على السحاب :
له هيدب دان و رعد و لجة
و برق تراه ساطعاً يتبلج
فباتت كلاب الحي ينبحن مزنه
و أضحت بنات الماء فيها تعمج