عبدالماجد عبدالحميد يكتب.. الحديث ما ستراه المليشيا.. لا ما ستسمعه

في مسارح العمليات المختلفة تحقق قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية الأخري أهدافها الكلية للحرب وفق خطة استراتيجية واضحة أثبتت نجاعتها وتفوقها التكتيكي علي مليشيات التمرد السريع..
خلال شهري مايو ويونيو الجاري تكبدت مليشيات التمرد خسائر في الجنود والعتاد بطريقة لايتصورها عقل المتابع العادي لسير المعارك الحربية.. ويتضح ذلك في حالة الوهن والضعف التي صارت ملازمة لطريقة حشد المليشيات للهجوم والفزع هنا.. أو هناك.. ففي منطقة بحري وشرق النيل فشلت المليشيا ولأكثر من مرة في تفويج فزع لدعم قواتها المحاصرة في عدة مواقع قرب مصفاة الجيلي.. وبعيداً عن الخرطوم تعرضت المليشيات لنكسات متتالية في مناطق مثل الضعين ونيالا وبابنوسة والأبيض..
في الآونة الأخيرة بدأت مليشيات التمرد في الدفع بعدد من قادتها الذين ظلوا متخندقين داخل المنازل والشقق الفاخرة في أحياء الخرطوم الراقية مثل الرياض والمنشية والمجاهدين والمعمورة الأمر الذي يؤكد نضوب معين المتمردين لجهة الدفع بمقاتلين لمحرقة الجيش السوداني التي أكلت أخضر ويابس عصابات حميدتي المجرمة..
طيلة أشهر معركة الكرامة بدا واضحاً أن خطة الإستنزاف الدفاعي التي إنتهجها الجيش السوداني قد أثمرت وتم قطافها حيث هلك آلاف المتمردين علي أسوار القيادة العامة وسلاح الإشارة والمدرعات وموقف شندي فضلا عن قلاع الصمود الأسطوري في الأبيض وبابنوسة وأخيراً الفاشر التي أدهشت العالم بخطة دفاع وهجوم خلطت كل أوراق مليشيا التمرد وكلاب صيدها من العملاء والخونة والمأجورين..
ومع هذا أيضاً تمسك قواتنا المسلحة بزمام المبادرة في متحركات المناقل.. الفاو.. سنار.. وتقوم بعمليات هجوم ناجحة في محاور أم درمان وبحري والخرطوم..
الحقيقة التي يعلمها من يساندون عصابات ومليشيات التمرد أن الجيش السوداني والأجهزة العسكرية والأمنية الأخري قد سحقوا تماماً النسخة الأولي والقوة الصلبة للدعم السريع.. والحقيقة أن الذين يقاتلون ضد الجيش والشعب السوداني في الخرطوم وولاية الجزيرة والفولة وبابنوسة ليسوا جنود ولاضباط النخبة من التمرد السريع.. من يقاتلون الآن هم بقايا مليشيات وقطاع طرق مرتزقة ومعتادي إجرام وجدوا ضالتهم في صفوف مليشيا تعطي البندقية لكل مجرمٍ.. وسافل ومنبوذ..
المرحلة القادمة ستشهد تطوراً نوعياً في الإدارة الكلية للحرب ضد مليشيا التمرد.. من حق السودان ان يستخدم أي سلاح نوعي لردع أعداء الداخل والخارج.. والحديث ما ستراه المليشيا.. لا ما ستسمعه..

Exit mobile version