التحركات الأفريقية في السودان.. “خمرة قديمة في قوارير جديدة”
القاهرة- هبة علي
لاتزال المساعي الإقليمية والدولية مستمرة لحل أزمة البلاد بإيصال المساعدات الإنسانية و وقف إطلاق النار والعدائيات بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث وافق مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي على تشكيل لجنة وساطة برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للتوسط وتنظيم لقاء بين البرهان وحميدتي، داعياً إلى عقد قمة استثنائية لمناقشة الوضع الحالي في السودان.
أوضح البيان الختامي للمجلس والذي صدر يوم أمسٍ الجمعة، أنه لا يمكن للنزاع الحالي أن يجد حلاً عسكرياً يمكن تنفيذه بشكل مستدام؛ وأن الحوار الشامل والجدي هو السبيل الوحيد لتحقيق حل دائم للوضع الراهن
وطالب البيان الأطراف المتحاربة بوقف فوري وغير مشروط للقتال من أجل استئناف المفاوضات ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني.
وأكد المجلس على الالتزام بالخريطة التي تم تبنيها في مايو 2023 لحل النزاع في السودان.
الاجتماع مع الإمارات
ويُعتبر مقترح مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي دعا لعقد لقاء مباشر بين السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وبين قائد الدعم السريع الفريق أول حميدتي يعتبر مقترح قديم سبق ان قدمته الإيقاد وفشل بسبب تخلف حميدتي عن الاجتماع ثم الغي تماماً بعد ان ساءت العلاقات بين السودان و منظمة الإيقاد.
ويرى المحلل السياسي د. الفاتح عثمان أن مجلس السلم والأمن الأفريقي يحاول احياء هذا المقترح من دون وجود ضمانات تؤكد امكانية عقد اللقاء في ظل شكوك حقيقية حول الحالة الصحية لقائد الدعم السريع ومدى تمتعه بالقدرة على اتخاذ القرار بانهاء الحرب.
وقطع عثمان من خلال حديثه لـ”صدى السودان” بضرورة التفاوض مباشرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة بدلاً من إضاعة الوقت في مفاوضات عبثية لن تنتج شيء.
وأضاف: ( الامارات متهمة من قبل لجنة خبراء الامم المتحدة بانها الجهة التي تمد الدعم السريع بالمال والسلاح والمرتزقة وهو ما يجعلها عمليا الجهة التي تمتلك قرار قيادة الدعم السريع بخصوص انهاء الحرب).
وتابع: (على مجلس السلم والأمن الأفريقي عقد لقاء يضم الإمارات وغيرها من الدول المؤثرة في الملف السوداني مع الحكومة السودانية وعندها فقط يمكن عمليا التوصل لوقف دائم لإطلاق النار).
الحرث في البحر
من جانبه لفت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا د. محمد خليفة، إلى أن الاتحاد الافريقي كوّن خلال الفترة الماضية الآلية رفيعة المستوى بشأن السودان برئاسة بن شمباس ووقفت هذه الآلية بدقة على الرؤى والأفكار بشأن وقف الحرب وإعادة السلام والاستقرار في السودان، مشيراً إلى أن رؤيتها تبلورت في حراكها في السودان وخارجه لدعم العملية التفاوضية بين الحكومة السودانية والدعم السريع في جدة الرامية إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية،كما حث القائمين عليها للاسراع في استئناف المحادثات بمشاركة كاملة من الاتحاد الأفريقي و”إيقاد”.
وأوضح خليفة بحديثه لـ”صدى السودان” أن الآلية حاولت وهي تمثل الاتحاد الافريقي أن تقترح مقاربة تقوم على عدم اقصاء أحد، وانتهاج سياسة الحياد الإيجابي ووقوفها على مسافة واحدة من جميع القوى والمكونات السياسية والمدنية السودانية وعدم الدعوة إلى إقصاء أحد بعكس كل المبادرات السابقة التي كانت تتحدث عن اقتصار الأمر على قوى معينة مع إقصاء آخرين.
مشدداً على أن الآلية تخلصت من التهم التي لاحقت مبادرات سابقة مثل الانحياز لطرف، وعدم الحياد في التعامل مع أطراف الأزمة.
وأضاف: (يمكن القول أن ماقامت به الآلية من جهود في هذا الصدد مكنها من بلورة تصور أولي للحل يمكن أن تطرحه على جميع الأطراف ويفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار بالبلاد، بعكس بيان مجلس السلم والأمن والذي يعني العودة لنقطة الصفر وحرث في البحر.