آراء و مقالات

همس الحروف … قطع دابر الجريمة التي تؤثر في سمعة الشعب السوداني بالمملكة العربية السعودية و بقية الدول ✍️ الباقر عبد القيوم علي

همس الحروف

قطع دابر الجريمة التي تؤثر في سمعة الشعب السوداني بالمملكة العربية السعودية و بقية الدول

✍️ الباقر عبد القيوم علي

و أنا اتصفح الاخبار من المصادر الموثوق فيها ، فقد إستوقفني خبر أورده موقع سودان سوا ، و هذا الخبر أزعجني كثيراً ، و يعتبر من الأخبار التي ستهز وجدان الشعب و كما ستطعنه في مقتل ، و ذلك لأسباب تتعلق بظروف بلادنا الإستثنائية التي تمر بها ، و خصوصاً أن نوعية مثل هذه القضايا حساسة للغاية لانها تمس العصب الحي في سمعة الشعب ، و هي تمدد 9 طويلة إلى المملكة العربية السعودية، و يأتي عنوان هذا الخبر : القبض على سودانيين بالسعودية لارتكابهما عمليات سلب ، و في تفاصيله أوردت الشرطة السعودية على حسابها الرسمي في منصة إكس الذي قالت فيه أن إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض ألقت القبض على مقيمين من الجنسية السودانية، لقيامهما باستدراج أشخاص و سلب ما لديهم من مبالغ نقدية ومقتنيات شخصية تحت تهديد (السلاح الأبيض) ، و تم توقيفهما واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهما وإحالتهما إلى النيابة العامة ، إنتهى نص الخبر .

هذه القضية من القضايا الحساسة على الرغم من أنها تقع تحت بند التصرفات الفردية إلا أنها من المؤكد ستؤثر على السمعة العامة للشعب السوداني ، و خصوصاً بعد الحرب ، إذ شكل إنتشار أفراد الشعب السوداني في دول الجوار إنتشاراً ملحوظاً و ذلك بحثًا عن الأمن و الأمان و محاولة تحسين ظروفهم المعيشة إلى الأفضل حسب ما هو متاح ، و هذا الانتشار قد يؤثر سلباً أو إيجاباً علي الدول المستضيفة ، سيما و أنه سيؤدي إلى حدوث تحديات اجتماعية واقتصادية ضخمة في المجتمعات المستقبلة لهم ، و لهذا يجب على كل أفراد الشعب السوداني المنتشرين في هذه الدول ان يحسنوا تمثيل شعبنا و أن يكونوا سفراء ، أو على أقل تقدير الإلتزام بالمثل الشعبي الذي يقول : (يا غريب خليك أديب) ، و كما نرجو من شعوب تلك الدول عدم الخلط بين السلوك المنحرف الذي تمثل في مثل هذه الجريمة و أصالة الشعب الذي عرفت عنه منذ القدم ، و من الضروري عدم العمومية في إطلاق الأحكام والتأكد من عدم التعميم ، حيث أن هذه التصرفات القبيحة و التي لا يقرها أحد ، و خصوصاً أنها تندرج تحت طائلة السلوك الفردي و لا تمثل الشعب السوداني البتة ، و لا تشبهه .

هذا السلوك المنحرف غير مقبول بأي حال من الأحوال ويعتبر جريمة جسيمة في حق الشعبين السعودي و السوداني معاً ، و من الضروري تحميل المسؤولية كاملة للأفراد الفاعلين فقط دون أن يتخطي ذلك لمجتمع إشتهر منذ القدم بعوالي القيم و الأخلاق .

و ردعاً لنوعية هذه الجرائم يجب أن تتخذ السلطات السعودية الإجراءات القانونية اللازمة وفقاً للقوانين والمعايير المعمول بها في القانون مقابل هذا النوع من الجرم بناءً على خطورتها وظروفها و ثاثيرها على سمعة بلد بأكمله ، و لكن من المهم أن تتم المحاكمة وفقاً للقانون الذي يوفر شروط العدالة ، و كما نتمنى أن تكافئ هذه العقوبات نوع الجرم المرتكب بصورة رادعة تسهم في تأديب مرتكبيها و تمنع تكرار مثل هذ الجرائم في المستقبل بإذن الله تعالى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *