الخرطوم- هبة علي
تصاعد مستمر في الموقف الأمريكي لوقف الحرب في السودان فبعد فرض حزمة من العقوبات على شخصيات وشركات تتعلق بطرفي النزاع في البلاد، عيّنت الولايات المتحدة مبعوث خاص بصلاحيات واسعة الأمر الذي أعتبره مراقبون ينم عن قلق أمريكي واضح تجاه اتساع رقعة القتال من السودان للمنطقة مما يهدد مصالحها ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، متوقعين سياسة أكثر حسماً في سياستها لإيقاف الحرب، إلا أن هناك ما يرى أن تعديل الشخصيات من مبعوث إلى سفير أشبه بالمثل “خمرة قديمة في قوارير جديدة”، من واقع أن السياسية الأمريكية لم تعد ذات فعالية كبيرة.
بريليو مبعوثاً خاصاً
وسمت وزارة الخارجية الأمريكية مبعوث خاص جديد للسودان، السفير توم بريليو بعد أشهر من مطالبة المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين بتعيين خبير كبير في حل المشكلات للمساعدة في منع واحدة من أكبر الدول في أفريقيا من الانزلاق بشكل أعمق في الحرب الأهلية والتطهير العرقي. ، وواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتأتي هذه الخطوة بعد أكثر من تسعة أشهر من انهيار عملية التحول الديمقراطي في السودان، حيث اندلعت اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا سودانية قوية، تعرف باسم قوات الدعم السريع، في أبريل/نيسان، مما أدى إلى موجة جديدة من العنف في بلد لقد كانوا داخل وخارج الصراع لعقود من الزمن. ويتزامن ذلك أيضًا مع قرار السفير الأمريكي لدى السودان، جون جودفري، بصفته المبعوث غير الرسمي، بالتنحي عن منصبه خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لعدة مصادر دبلوماسية بحسب موقع ديفيكس.
يُذكر أن السفير جون جودفرى وصل إلى السودان في أغسطس ٢٠٢٢ ليكون أول سفير لبلاده منذ 25 عاما.
التركيز على ثلاث نقاط
وتم إختيار السفير توم بريليو بعناية للمهمة غير اليسيرة، فالرجل له خبرة في الملف السوداني بحكم عمله في الإدارة الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية ومُنح صلاحيات واسعة لأداء مهمته.
و أوضح الرئيس السابق لمركز الدراسات الأفريقية بجنيف د. عبد الناصر سلم بحديثه لـ”النورس نيوز” أن الصلاحيات الجديدة اللممنوحة لبريليو سترتكز على ثلاث نقاط، تتمثل في القدرة على تقديم اسماء أشخاص تعرقل التوصل لإتفاق سلام الأمر الذي يُمكٍِن من فرض عقوبات على هذه الشخصيات،لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تدفع بصورة او بأخرى المحمكة الدولية إلى الإسراع في إصدار مذكرات اعتقال لمن ارتكبوا جرائم في دارفور.
وأشار سلم الى أن المبعوث الجديد سيقود في الفترة القادمة حملة الضغوطات على طرفي النزاع للتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل وهنالك حديث بأن مفاوضات جدة ستعود في هذا الشهر بفريق أمريكي كامل ومتخصص في الشأن السوداني.
وأضاف: امتداد أمد الحرب والأزمة السودانية التي يعاني منها السودان وتأثير اللاجئين بدول الجوار كل هذا دفع الولايات المتحدة لممارسة ضغوط لوقف الحرب، وجدية الولايات المتحدة ستقود بقية الأطراف المساهمة في الصراع او التي تغذيه من الخارج أن تتوقف.
وتابع: المرحلة القادمة أعتقد أن الأمريكان يصرون على عدم إستمرار الصراع في السودان لتأثيره على المنطقة بصورة كاملة.
سياسة توحيد الرؤية
أما المحلل السياسي بروفيسور صلاح الدين الدومة قال لـ”النورس نيوز” إن الولايات المتحدة لديها نقاط ثابتة في العديد من القضايا خاصة القضية السودانية وتعمل عليها بدقة متناهية.
وأردف: من الأسباب التي عطلت الجهود الأمريكية تظهر للوجود بقوة الخلافات بين البيت الأبيض و وزارة الخارجية، لافتاً إلى أن الأخيرة كانت أقل حماساً للبت في القضية السودانية قبل فترة قصيرة بينما كان البيت الأبيض عكس ذلك
الكونغرس الأمريكي يقف بالكامل مع الشعب السوداني وضد النظام الانقلابي.
وأبان الدومة أن المجهودات والعقوبات كانت تسير بشكل بطئ بسبب الانقسام ولكن الآن تسارعت بسبب توحد الرؤية داخل الإدارة الأمريكية بالبيت الأبيض و الكونغرس والخارجية، قاطعاً بأنها سوف تُثمر.
وأضاف: الآن بدأ الأمريكان ذات عمل لجنة الثلاثين من يونيو ولكن على مستوى عالمي وماحظر شركة زادنا وإلقاء القبض على عبد الباسط حمزة ومكافآة الإرشاد لأحمد هارون.
و أوضح الدومة أن الصلاحيات الواسعة يقصد بها توسع في سياسة الجزرة والعصاة، أي يكون لديه صلاحيات يعطي بها وعود بقيمة أكبر كماً وكيفاً، وتابع: أما بالنسبة للعصاة صلاحيات بالتهديد بأشياء تكون نافذة في المستقبل.