آراء و مقالات

يوسف عبد المنان … يكتب… بابنوسة هل هي آخر معارك الملشيا؟؟

بابنوسة هل هي آخر معارك الملشيا؟؟

الخرطوم؛ يوسف عبد المنان

أخرس فرسان المسيرية السن عديدة رمتهم بشائنة مولاة المليشيا وإدارة ظهرهم للقوات المسلحة ولمجاهدات هذه القبيلة من أجل السودان الموحد قبل تقسيمه ومن أجل ابيى
ومن أجل القومية سفر ناصع البياض سجله فرسان المسيرية في صحائف التاريخ من المهدية وحتى معركة بابنوسة الأخيرة التي كتبها أبناء المسيرية سواء أن كانوا من منسوبي الفرقة ٢٢او من قوات الاحتياط التي لاتزال هناك تحتفظ بشوكة المجاهدين وتضحيات المرابطين وقوات المقاومة الشعبية الوليدة
السن عديدة رمت المسيرية بتبعية ال دقلو ودولة حلمهم (العطاوه) ولكن الرجال الشرفاء كانت لهم كلمتهم من نيالا البحير جاء الخبر شايلو النسيم عن بطولة وفراسة العميد حسين جودات ومن بابنوسة تحدث الحاضر ويكتب التاريخ العسكري عن القائد حسن ردمود ومن فضاء السياسية خرج أحمد صالح صلوحه عن صمته وشق بتسجيلاته الصمت المطبق على الكثيرين حتى دفع ثمن موقفه أن قدم ابنه وفلذة كبده شهيدا مغدورا من قبل المليشيا وفي الأبيض كان حسين موسى أو اللواء حسين جيش اول من بلغ لقيادة الهجانه بتطوعه من أجل البلاد وقاد فضل محمد عبيدالله عشيرته من المسيرية لاسناد الجيش والقتال إلى صفه ووقف إسماعيل حامدين الأمير الأمير مخالفا كثير من زعماء الإدارة الأهلية ممن باعهم عبدالرحيم دقلو بثمن بخس وكان فيهم من الزاهدين ومئات بل آلاف المقاتلين الشرفاء اخوان البنات وأولاد الإشراف الإحرار دافعوا عن بابنوسة دفاع الرجال وقدم الشباب من الشهداء أرواحهم رخيصة من أجل البلاد وحفر أبطال الفرقة ٢٢باظافرهم في كتاب التاريخ بأنهم لم يهنوا أو يضعفوا في وجه آلة عسكرية تفرقهم عدت وعتاد من طيران مسير ومدافع ال١٢٠ والهاونان والثنائي والرباعي واخر ماانتجته مصانع السلاح في الغرب وجلبته إمارات الشر لاراقة دماء الشعب السوداني ودفعت المليشيا بالعميد عبدالرحمن جمعه الملطخ كل جسده بدماء الاهل المساليت وقاتل الأطفال ووالي الجنينه جاء لاستلام بابنوسة (القمير) لكنه وجدها غير تلك المدن التي تساقطت كأوراق الخريف مع دخول نسمات الشتاء
بابنوسة المدينة المثقفه تكتب الشعر وتقرأ الروايات وتشجع ريال مدريد وبرشلونه وتعرف ليفربول وتغني مع حمد الريح إلى مسافرة وتقرا لبدر شاكر السياب تولستوي ومكسيم جوركي وتضرب حسناواتها الدلوكه متين ياربي تاني تلمنا وهي رئاسة السكة حديد القطاع الغربي مدينة عمالية تمردت على الطائفية وعرفت الحزب الشيوعي وعرفت البعث العربي من صلاح الدين البيطار إلى مشيل عفلق وانتمت لمدرسة التيار الإسلامي واحبت سيد قطب وحفظ اسلامييها أشعار محمد إقبال وهاشم الرفاعي وبذلك بابنوسة مدينة مثقلة بالعلم والثقافة والتمرد والعصيان والفراسة والرجولة والكبرياء ترفض ان تبيع نفسها للملشيا التي تقاتل من أجل مملكة مصنوعة من بقايا الأشياء الساقطة
نفضت بابنوسة عن ذؤابتيها السكون وخرج خمس الاف من أبناء المسيرية ليوجهون ١٢ الف حشدهم دقلو وحشرهم في جحور أفعى المسيرية فكانت معركة الايام الثلاثة التي كتبت لهذا الجيش تاريخا وضئيا في كتاب السودان الجديد القادم من رماد الفشل إلى زروة النجاح ودفنت بابنوسة في آمالها رفاة الاعراب القادمين من وراء الحدود ليلقون مصيرهم في مدينة يعشقها أهلها ويدعونها بالقمير وهي تصغيرا للقمر ومن يحب القمر بازخا لا يركن إلى النجوم الافلة
عزرا جميله بوحريد
ليس كل رجال الأرض رجال
وليس كل نساء الأرض اماء
وليس كل حاميات الجيش مثل الفرقة ٢٢وليس كل المدن مستحيل خدش شرفها مثل بابنوسة القمير فهل اوفيتك بعض مما في أعناقنا من دين ياسمراء الرمل وجعداء الغبيش يازرقاءكردفان مثل قلب الابنوس يابابنوسه

يوسف عبد المنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *