البرهان في الجزائر.. عن ماذا يبحث الجنرال؟
الخرطوم: هبة علي
ضمن جولاتة الخارجية وصل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى الجزائر أمس الأحد في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وتأتي الزيارة في وقت تشهد البلاد تراجعاً في الحضور الأفريقي الأمر الذي جعل البعض يفسر الزيارة بأنها لحصر التمدد الأفريقي لقوات الدعم السريع “المحلولة” باستغلال نفوذ الجزائر الأفريقي، فيما يذهب آخرون إلى تفسير الزيارة برحلة البحث عن سوق جديد للاسلحة لإمداد الجيش السوداني برغم حضور السلام ودعمه في الزيارة ..
رسمياً وبحسب إعلام مجلس السيادة فإن الزيارة ثبحث مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، من جهته قال البرهان إن “السودان يواجه مؤامرة بتواطؤ الشركاء الدوليين والإقليميين” وشكر الجزائر التي قال إنها كانت حاضرة في “كل نقاش أو مفاوضات عربية أو إقليمية”.
من جهته أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن دعمه لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقال إن الجزائر “تقف إلى جانب السودان لتجاوز الظروف الصعبة ومواجهة قوى الشر التي تستهدفه”.
“مؤكد أن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للجزائر تأتي في محاولة لمحاصرة تمدد قوات الدعم السريع وقائدها في عدد من الدول الأفريقية بالفترة الأخيرة” هكذا ابتدر المحلل السياسي طاهر المعتصم حديثه لـ”النورس نيوز”، مشدداً على أن تمدد قائد قوات الدعم السريع في عدد من الدول الأفريقية يدفع البرهان إلى عقد لقاءات بقادة أفارقة.
وأوضح المعتصم أن الجزائر دولة ذات نفوذ إفريقي إضافةً إلى أن علاقة السودان بالجزائر قديمة، ومستقرة وهذا مايدعها تقف مع مايحدث في السودان من صراع رغم ان الرئيس تبون أكد وقوفه مع السودان و مبادرات السلام.
وأضاف: مؤكد أن حديث البرهان بأن الجزائر يمكن أن تكون جزء من اي حل وهو في تقديري بحث عن حلول للصراع بعد أن فشلت الإيقاد ولم تتقدم مبادرة دول الجوار خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن الطاقم العسكري الذي كان مع البرهان كان معه في رحلات عدة سواء تركيا أو مصر وذلك يعود لطبيعة الوضع في السودان.
المحلل العسكري والأمني العميد ركن م/د. خالد محمد عبيد الله أشار إلى أن العلاقات الثورية بين السودان والجزائر قديمة ودعم السودان للثوار الجزائر تاريخ لايمحي.
و وأوضح عبيد الله بحديثه لـ”النورس نيوز” أن
زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان جاءت في وقت تنكرت له دول الجوار عدا القلة ودول الاقليم والمجتمع الدولي ممثل في أمريكا وبريطانيا ونقضت غزلها في جدة عبر الثلاثية فكان لا بد للقيادة العسكرية طرق باب ثالث غير متأثر لمصالح الجوار.
وبيّن عبيد الله ان تجربة الجزائر تُشابه السودان في وجود اليميينين واليسار ووضع التوافق السياسي وبناء الاحزاب سياسية كهدف عسكري سياسي اخفقت الاحزاب السياسية من استيعابه فسعت لكراسي السلطة عميأ ( وأريكا) وانتقمت وتفشت انتقاما بدون مسوق قانوني من مؤسسات الشعب وقادة الحزب الحاكم السابق دفع ثمنه العسكريين خاصة الذين تمردوا بحجة الانتقال الديمقراطي وهم يحاربون الشعب السوداني بجرائم انسانيه لم يسبق لها مثيل
في ظل ارتهان وعدم حيادية القرار في المنظمات الإقليمية اتحاد أفريقي وإيقاد، كان لابد من طريق ثالث أفريقي لديه تجربة انتقال ديمقراطي بدون سلاح.
ونوه إلى أن مرافقة الأجهزة الأمنية في الزيارة لجهة انها أجهزة ذات صبغة سياسية اكثر و هي الاكثر دراية بلعبة السياسية.
وأضاف: تظل الجزائر بلد المليون شهيد والانتقال من دكتاتورية إلى ديمقراطية بدون تمرد وهي نموذج لقيادة حزبية سياسية وعسكرية واعية بأهمية تماسك الوطن وتوافق الاحزاب نحو الاهداف الاستراتيجية وستكون كفة ميزان محوري لاي معادلة قادمة اقليمية او دولية.