تقرير : النورس نيوز
يقول مراقبون لمسار الأزمة السودانية ما بعد تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة في أبريل الماضي أن الزيارة الرسمية لرئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى الجزائر والتي بدأت يوم الأحد وتستغرق يومين توحي بأن الرجل يسعى للسلام وأنه لا يزال وجهاً مقبولاً على الصعيد الإقليمي.
إستقبال رسمي
ووصل رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان يوم الأحد، إلى العاصمة الجزائرية ، في زيارة رسمية تتعلق بتعزيز وترقية العلاقات الثنائية، وجرت لسيادته مراسم استقبال رسمية بالقصر الرئاسي بحضور الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ورافق البرهان وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق ، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل ، ومدير عام منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغنى إدريس سليمان.
تطور مهم
وتعليقاً على زيارة البرهان للجزائر قال الكاتب الصحفي أحمد البلال الطيب : “قلنا الثلاثة أسابيع المقبلة ستشهد تطورات هامة بملفى الحرب والسلم زيارة البرهان للجزائر واحدة من هذه التطورات وسيكون لها مابعدها”، وأضاف البلال في تغريدة على منصة X “كعلوم أن هناك مبادرة جزائرية، ومعلوم أنها ستتولى عضوية مجلس الأمن الدولى خلال الفترة المقبلة”.
مباحثات ثنائية
وأجرى الرئيسان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وعبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية، بالقصر الرئاسي بالجزائر، جلسة مباحثات ثنائية تعلقت بترقية وتطوير علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وآليات تقوية وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية، وأطلع رئيس مجلس السيادة، الرئيس الجزائري على تطورات الأوضاع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع على الدولة ومؤسساتها في 15 أبريل الماضي والفظائع التي ارتكبتها ضد المدنيين الأبرياء واستهدافها للأعيان المدنية والبنية التحتية، مشيراً للمجهودات التي بذلتها حكومة السودان بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب.
زيارة ذكية
وأعتبر الدبلوماسي الأمريكي كاميرون هدسون
أن زيارة البرهان للجزائر زيارة ذكية وقال إن الجزائر تولت الجزائر للتو مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتقوم بحملة لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وأضاف هدسون على منصة X “حرب في ساحة المعركة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، والآن في عواصم إقليمية مع وجود كل من البرهان وحميدتي في خارج السودان”.
تاريخ مشترك
وحيا البرهان الرئيس الجزائري وشعب الجزائر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة مشيداً بدعم الجزائر لقضايا السودان في المحافل الإقليمية والدولية، وأوضح البرهان أن السودان والجزائر تربطهما وشائج عميقة وتأريخ مشترك. وأبان أن المباحثات المشتركة تطرقت لعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأضاف : أنه لمس تفهماً كبيراً من الجانب الجزائري للأوضاع في السودان، مؤكداً ترحيب السودان بأي دور جزائري يسهم في معالجة الأزمة في السودان.
دور محوري
من جانبه رحب الرئيس الجزائري برئيس مجلس السيادة ووفده المرافق مبيناً أن العلاقات الجزائرية السودانية علاقات ضاربة بجذورها في عمق التأريخ، وقال إن بلاده ستقف بجانب السودان من أجل إيجاد حلول لمشاكله مشيراً إلى الدور المحوري للسودان في القارة الافريقية، مؤكداً ضرورة حل الخلافات بصورة سلمية، مع الإيمان بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف أنه على ثقة بأن السودان سيتجاوز هذه الأزمة الماثلة ويخرج منها وهو أقوى مبيناً أن بلاده ومن خلال عضويتها في مجلس الأمن ستبذل قصارى جهدها لحل قضايا السودان بإعتباره دولة شقيقة.