الخرطوم- هبة علي
تغييرات عديدة طرأت على نظام الحكم في السودان بالسنوات الأخيرة ظل فيها ثابتاً التدهور الدبلوماسي الذي وصل إلى أن عشرات السفارات والقنصليات العامة دون سفراء مثل سفارة لندن فما السبب وماهي مبررات غض الطرف السوداني عن هذا الفراغ الدبلوماسي رغم حوجة البلاد إلى ملئيه..
وبين مرحلة وأخرى من حكم البلاد كانت تصاب الدبلوماسية السودانية في مقتل، فمؤخرا وبتعيين “علي الصادق” بمنصب وكيل وزارة الخارجية وحل حكومة الفترة الإنتقالية بقيادة د. عبد الله حمدوك بالعام 2021 اعفى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان “6” سفراء من مناصبهم، بينهم سفراء لدى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وقد أحدث إستلام الجيش للسلطة وقتها انشقاقات في صفوف الدبلوماسية بين رافض للإنقلاب وآخر رآءه تصحيحاً للمسار..
ورغم التدهور الذي صاحب الدبلوماسية السودانية منذ تولي البروفيسور إبراهيم غندور للمنصب إبان حكم نظام الإنقاذ بسبب الظروف الاقتصادية وأسباب أخرى ثانوية، إلا أن تغيير النظام كان له أثره الواضح في الفراغ الدبلوماسي حيث اقالت لجنة التفكيك وإزالة التمكين، “109” من العاملين بوزارة الخارجية ضمنهم “42” سفيراً و”12″ وزيراً مفوضاً و”34″ دبلوماسياً..
و أوضح المحلل السياسي عثمان ميرغني أنه ومنذ إنقلاب أكتوبر 2021 تضعضع العمل الحكومي لغياب كثير من الوزارات والتي يعمل فيها وزراء بتكليف وكثير من المهام الحكومية الأخرى كلها في وضع مؤقت، منوهاً إلى أن هذا أدى إلى ضعضعت الهياكل الحكومية وتفكيك كثير من المؤسسية التي كانت موجودة بقدر ضئيل.
وشدد ميرغني بحديثه لـ”النورس نيوز” على أن إحدى المؤسسات التي تأثرت مؤخراً بالأحداث الجارية بالبلاد وزارة الخارجية رغم أنها تشكل رأس الدبلوماسية السودانية والموجه للسياسات الخارجية السودانية، قاطعاً بأنها تفتقر إلى العمل المؤسسي وعقول الخبراء والسفراء الذين يستطيعون فعلاً الإستفادة من خبراتهم السابقة وتكوين سياسات خارجية ذات بُعد استراتيجي، وأضاف: الآن هنالك مشكلة حقيقية في وزارة الخارجية أن معظم السفراء أصبحوا بعيدين عن الوزارة ولا تعمل الوزارة إلا بعدد ونطاق قليل من هؤلاء السفراء والبقية توزعوا في عواصم العالم ولا يرتبطون بعمل مباشر مع الوزارة وانقطعت صلاتهم حتى بالوزارات التي يتبعون إليها هذا الأمر أدى إلى ضعف كبير في المنظومة الدبلوماسية خاصة السفارات المهمة.
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا د. محمد خليفة يرى أن اشكالية الدبلوماسية من اشكالية البلد ذاته فالبلاد في حالة سيولة كاملة من ناحية أمنية وسياسية ولذلك العمل الدبلوماسي هو جزء من العمل السياسي الموجود بالبلاد.
وأشار خليفة بحديثه لـ”النورس نيوز” أن الفراغ الدبلوماسي بدأت منذ أيام الإنقاذ حيث كانت هنالك مشاكل في مرتبات السفراء وتسيير العمل الدبلوماسي حينها كان وزير الخارجية إبراهيم غندور وتحدث في البرلمان عن هذه الاشكالات وان بعض السفارات تجاوزت ٦ أشهر من غياب الرواتب
وبعدها حدث تقليص للسفارت السودانية بعدد من الدول وهذا كان له تأثير سالب كبير على البلاد لجهة أن هذه السفارات فتحت بعد دراسات وعمل كبير وتجهيزات فضلاً عن عمل السفارات في التنمية باستقطاب الاستثمارات.
ولفت خليفة إلى أن إشكالية هذا الفراغ أصبحت مركبة بعد أن أتى عمل لجنة إزالة التمكين، قاطعاً بأن الدبلوماسية تحتاج لمقتدرين ولديهم خبرة متراكمة وعملوا في أجواء معينة.
وشدد خليفة على أن الفراغ الدبلوماسي الآن أسبابه اقتصادية في المقام الأول ثم غياب الكادر واشكاليات إدارة العمل الخارجي الذي به عدد من التفصيلات كدبلوماسية القمة والتي يقوم بها رئيس مجلس السيادة وبعده وزير الخارجية ثم الفنيين وتعاني هذه من اشكاليات حالية فرئيس مجلس السيادة على مستوى القمة ولكن أيضا تحتاج إلى متابعة وتحتاج إلى ضبط وترتيب و وزير الخارجية الآن يتعامل كأنه موظف بسبب حالة الضعف العام في الدولة وان الحكومة مكلفة.
وتابع : الأمر يحتاج إلى عمل كبير و دؤوب معركة الدبلوماسية لا تقل عن المعركة الحربية لذك يجب أن تكون قدر التحدي وتنفض الغبار عن نفسها يمكنها ان تقوم بعمل لو تأخرت عنه ستعرض البلاد لمخاطر كبيرة والآن نشاهد مشاكل سببها غياب الفاعلين الدبلوماسين