أسامه عبد الماجد… يكتب…. قبل مهاجمة (إيغاد)
*قبل مهاجمة (إيغاد)
*اسامه عبد الماجد*
¤ استغربت لتصفيق البعض لوزير الخارجية علي الصادق ومدحه امس.. عقب ازاحة الوزارة الستار عن قرار انسحاب السودان من (إيغاد).. واعتبره البعض انتصارا للسيادة ووصفوه بالقرار المحترم.. وتغزلوا في الوزير والوزارة .. وكدت اظن انهم يتحدثون عن وزير ودبلوماسية في دولة اخرى.. ولم يكلف احدهم نفسه طرح سؤال لماذا وصلنا مرحلة الانسحاب من ايغاد ومن اوصلنا الى هذا القرار الخاطئ.
¤ قبل اشهر قلائل دخلت الخارجية في اشتباك دبلوماسي مع المسؤول الرفيع بالاتحاد الافريقي محمد الحسن ود لبات.. وصفق البعض لعنتريات علي الصادق .. كتبت حينها تحت عنوان (ياشماتة ود لبات فينا).. سردت حزمة من خيبات الوزارة في حقبة الصادق.. وقلت (لن يحترمنا وزير الخارجية الموريتاني الاسبق وهو على علم باوضاع الخارجية السودانية وباكثر منها.. ولأن سفراء لبلادنا في بعض دول الإتحاد الأفريقي ورئاسته مقدمين لديه لوظائف ولأبناءهم.. واسالوا عن سفيرتنا لدي الايغاد بجيبوتي وابنتها وهل قدمتا لوظائف بالمنظمة.. وهل عرفتم لماذا عدد من سفراؤنا غير منفعلين بالقضية الوطنية ونصرة الجيش.. لن تحترمنا الايغاد او مفوضية الاتحاد الافريقي).
¤ بالفعل لم تحترمنا ايغاد والحكومة الكينية، وعلى لسان رئيسها ووزير خارجيته، عبّرت عن مواقف تمثل انتقاصا من سيادة السودان وتدخلا في شأنه الخاص.. ومع ذلك زار الرئيس البرهان كينيا، وكذلك رمانا رئيس وزراء اثيوبيا ابي احمد من قوس الانتقاص ورغم ذلك هبط البرهان في اديس أبابا.
¤ لاحظوا كيف اوصلنا الصادق الى مرحلة الانسحاب.. احتضنت جيبوتي الشهر الماضي قمة مهمة بشان السودان حضرها البرهان وفور عودته بورتسودان وبمعيته الوزير علي، صرخت الخارجية وانتقدت البيان الختامي الذي كان يتوجب على الوزير حراسته.. سيما وان سفارتنا بجيبوتي بلا سفير بعد انتهاء فترة السفيرة رحمة التي غادرت جيبوتي.. ولم يكلف الوزير نفسه بالقيام بابجديات التحضيرات لاي قمة، بابتعاث وفد مقدمة فني ينسق مع السفارة.. ولم يسبق الوزير البرهان الى جيبوتي.
¤ عنونت الزاوية حينها بـ (لا تلوموا وزير الخارجية).. لأن المسؤولية تقع على عاتق القيادة التي تبقي على امثاله حتى اليوم.. قلت (برع وزير الخارجية علي الصادق – وأرجو التفريق بينه واسرة الوزارة المغلوبة على امرها – برع في خداع الرأي العام وأبهامه إن (إيغاد) تآمرت على السودان، فانصب الهجوم على المنظمة الكسيحة، ¤ بينما ايغاد وأي منبر إقليمي أو دولي يعتبر ساحة للنزال الدبلوماسي والسياسي.. تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة المشروعة والمحرمة.. والذكي من يوظف المؤسسة لمصلحة بلاده، مثلما قامت مشكورة بعثة السودان بنيويورك بقيادة السفير الحارث ادريس بجهود جبارة، تكللت بانهاء مهمة (يونتامس) وإجبار فولكر – أحد المساهمين في اشعال الحرب – على حزم حقائبه.. (انتهى)
¤ في يونيو الماضي شارك نائب الرئيس مالك عقار في قمة (إيغاد) العادية بجيبوتي.. عاد عقار الى البلاد قبل صدور البيان الختامي، وكذلك فعل على الصادق.. وبعد اعلان البيان مارست الخارجية هوايتها في النواح.. رغم وجود السفيرة رحمة وقتها، لكنها مثل الوزير.. (مالهاش دعوة) بما يحل بنا من كوارث.
¤ تذكرون ايام الاحتجاج على ترؤس نيروبي اللجنة الرباعية (فوق راس الحكومة السودانية).. انعقد اجتماع باديس ابابا بقيادة كينيا.. اصدرت الخارجية بيانا قالت فيه “وصل وفدنا بالفعل إلى أديس أبابا صباح اليوم، ما يؤكد على جدية حكومة السودان للارتباط البناء والتواصل مع منظمات انتمائها الإقليمية”.. وأضافت: “للأسف، اتضح لوفدنا أن رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها، علما بأن حكومة السودان طالبت بتغيير رئاسة الرئيس وليام روتو رئيس جمهورية كينيا للجنة الرباعية”.
¤ تخيلوا ان الخارجية تفاجأت، وهكذا غالبية بياناتها تدعوا للريبة.. لا سفارات تتابع لا قيادة الوزارة مهتمة.. ان توجهات الوزير المشبوهة باتت مكشوفة اكثر من اي وقت مضى.. حتى لو خالفني البعض الرأي أن (ايغاد) مثل فتاة ليل ترتمي في احضان من يدفع ولو قليل.. لكن ماذا فعلت الخارجية لتحول دون ان تكون (ايغاد) بكل هذا الانحطاط.. كل دول العالم تتجة نحو التحالفات والتكتلات.. ولذلك يجب مراجعة قرار الانسحاب وتمتين السور الدبلوماسي الآيل للانهيار.. والعمل بقوة لاجل فك تجميد عضويتنا في الاتحاد الافريقي.
¤ ومهما يكن من أمر.. قلت ذات مرة ان وزير الخارجية يلف الحبل بهدوء حول رقبة البرهان.. وعلى مجلس السيادة التحرك قبل ان يحكم شده.