أسامة عبدالماجد…. يكتب…معاقبة قوش وعطا

معاقبة قوش وعطا

اسامه عبد الماجد

 

¤ ماذا يعني توقيع الولايات المتحدة عقوبات جديدة شملت رئيسي جهاز المخابرات السابقين صلاح عبد الله قوش ومحمد عطا المولي ؟؟ .. التبرير الواهي لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأمريكية ‏(اوفاك)، ان قوش تم رصد جهوده لتنفيذ انقلاب ضد الحكومة حيث عمل للحصول على الدعم الإقليمي والدولي لتلك الجهود.. وعطا دعا علناً في وقت سابق القوات المسلحة إلى الإطاحة بالحكومة المدنية.. وانه اختير لقيادة نشاط الحركة الإسلامية السودانية في تركيا وشارك في أعمال قوضت السلام والأمن.
¤ هي ذاتها واشنطن لم تغير نهجها تجاة السودان رغم ذهاب الانقاذ.. بتقديم تفسيرات كاذبة وملفقة.. معاقبة الرجلين القصد منها عدم مناهضة ومقاومة مليشيا حميدتي.. والابقاء عليها خنجرا مغروسا في خاصرة الوطن واضعاف المؤسسة العسكرية.. لتسهل السيطرة من الخارج دون الحاجة لتدخل عسكري وصرف اموال.
¤ لا نشاط خفي للرجلين بعد غروب شمس الانقاذ. حتى تزعم أمريكا ذلك فالكيد السياسي تجاههما معلوم والغيرة العسكرية – إذا جاز التغيير – نحوهما غير محدودة خاصة تجاة قوش و(الحفر) – بكسر الفاء – لهما من داخل دولة عربية كبيرا .. لذلك غير مرغوب في وجودهما بالسودان.. لكن عندما جاء وقت (الحارة) ومنذ لحظة اشعال الحرب كان رايهما معلنا.. وموقفهما وطني ضد المليشيا مثل موقف كل سوداني غيور على البلاد.. باستثناء شلة القوادة الأجنبية والعهر السياسي.
¤ لا اعتقد ان البرهان او كل جنرالات الجيش والمخابرات – يدركون خطورة تمرد المليشيا بدعم من الخارج.. وتاثيراته على وجود كيان الدولة السودانية وامن المنطقة مثلما يعي قوش وعطا ذلك.. نسبة لوجودهما في مركز القرار والامساك بمفاصل الدولة لسنوات طويلة.. وحدهما من يملكان سر المليشيا ويعرفان حقيقة الباغي الشقي حميدتي.
¤ ان قوش وعطا وخاصة الاخير كانا يضغطان على حميدتي بحذائهما.. لم يكن “يفرفر” او يرفع ذيله.. كان قزما امامهما.. سألت عطا قبل نحو عامين خلال احدى زياراتي لتركيا.. كيف كانت اجتماعاتك مع حميدتي.. اجابني بهدوئه المعهود : ” ماكنت فاضي عشان الاقيهو”… بالفعل كان الامر موكلا الى نائبه، ومدير هيئة العمليات الذي كان يتبع له حميدتي.. هل عرفتم حجم الباغي الشقي ايام الانقاذ ؟.. السؤال الى من يحاولون حجب اشعة الشمس باياديهم.. والايحاء ان حميدتي تضخم منذ حقبة البشير.
¤ تعلم واشنطن علم اليقين دون غيرها من عواصم العالم مكانة واهمية الرجلين.. والمامهما التام بطبيعة مايجري في السودان، واستشرافهما للمستقبل.. تعاملت معهما لسنوات طويلة.. وقد ابليا بلاء حسنا في مكافحة الارهاب والجرائم المنظمة والعابرة للحدود ومحاربة الفكر المتطرف.. مما جعل المخابرات السودانية ضمن الكبار عند تصنيف أجهزة الامن بافريقيا والشرق الاوسط.
¤ عندما حذر مساعد قائد الجيش ياسر العطا، مؤخرا الدول التي تساند المليشيا بمواجهة نفس ما تعرض له السودان.. كان يعرف كلمة السر، ذكرهم بخبرة الأجهزة المخابراتية السودانية وامكانية ردها “الصاع صاعين”.. وهكذا كانت المخابرات السودانية مهابة من كل دول المنطقة وخاصة دول الجوار.. وكانت تغير معادلات موازين القوة بالمنطقة.. وتؤثر ماوراء البحار.. من خلال امتلاكها اضخم بنك معلومات، واقوى شبكة تنسيق دولي.
¤ لذلك سعت قحت منذ وصولها السلطة.. بتبني رؤية الدول المعادية لبلادنا بالمطالبة بحل جهاز الامن.. وحمل تلك الدعوة الخائبة امثال ياسر عرمان.. كان المغزى كسر انياب السودان.. وان يكون ذليلاً مهزوماً ومنكسرا.. فاقداً للارادة الوطنية، مهانًا من اي دولة او دويلة !!.
¤ ان القرار الامريكي الجائر الهدف من ورائه استهداف مصر وهي فتحت ابوابها لقوش.. وتبنت مبادرة لحل الازمة السودانية هي الاقوي والاكثر واقعية.. واستهداف لتركيا ايضا وهي تحتضن عطا.. ومعلوم موقف القاهرة وانقرا مما يجري في السودان ورأيهما الداعم للقوات المسلحة وتاكيدهما شرعيتها في مواجهة المليشيا الجنجويدية المتمردة.. والهدف كذلك من القرار تخويف البرهان حال فكر في التعامل معهما.. والحق يقال لو استعان بهما وخاصة قوش لوجوده في المشهد حتى 2019 لتغيرت الصورة وبشكل كلي.
¤ ان الواجب الوطني كان يملي على البرهان الاستعانة بهما واستنفارهما مثلهم والشباب المجاهد.. وهما يملكان عقول بمثابة اسلحة فتاكة.. كانت ستسهم بشكل فعال في قصم ظهر المليشيا.. ونذكر البرهان انه اعلن عقب التقارب مع اسرائيل استعداده التعاون مع الشيطان من اجل مصلحة البلاد.. وصلاح ومحمد ما بشياطين.. منذ عودة قوش الى قيادة الجهاز في فبراير 2018 حدد المخاطر على الدولة السودانية.. ومنها وجود حميدتي لكن لم تسعفه الايام على القضاء على السرطان.
¤ ومهما يكن من امر.. يعلم قوش وعطا ان العقوبات سياسية من الدرجة الاولي.. وليس هناك مايدفعهما لزيارة واشنطن حتى يمنعا من دخولها.

Exit mobile version