ما وراء الخبر
ضعف الوسطاء .. افشل مفاوضات جدة
محمد وداعة
منبر جدة : تكتيكات من المليشيا لاطالة امد الحرب و توسيع نطاقها و الاستعداد لجولة اخرى من الانتهاكات و الجرائم
*الوسطاء لم يظهروا قدرآ معقولآ من الجدية فى التعاطى مع مطلوبات القانون الدولى لوضع المدنيين اثناء الحرب*
*العودة لما قبل 15 ابريل و استعادة المليشيا لامتيازاتها ووظائفها يستحيل عمليآ*
*الشعب لن يقبل اى وقف لاطلاق النار لا يضمن اخلاء المنازل و الاحياء السكنية و الاسواق من المليشيا*
من الواضح ان تعليق منبر جدة يؤكد فشله فى اظهار اى قدر معقول من الجدية فى رعاية المفاوضات ، او تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ، من اجراءات بموجب القانون الدولى بالرغم من عدم احتياجها لاتفاقات اضافية ، و هى الاجراءات المتعلقة بحماية المدنيين اثناء الحرب ،و يأتى فى مقدمة ذلك اخلاء بيوت المواطنين و الخروج من المستشفيات و الاعيان المدنية و المرافق الخدمية ، لقد شاهد العالم كله قوات المليشيا المتمردة وهى تحتل منازل المواطنين و تضع نقاط تفتيش و ارتكازات فى الاحياء السكنية و تمارس سلطة الدولة من تفتيش و اعتقال المدنيين و الجبايات ، و تقوم باعمال العصابات و قطاع الطرق باستمرارها فى نهب المواطنين و الاسواق و تدمير المنشآت الحيوية ،
الوساطة فشلت فى ممارسة اى ضغوط حقيقة لجهة الزام قوات المليشيا المتمردة بما تم الاتفاق عليه فى مايو، وهو يمثل استجابة للقانون الدولى الانسانى ، وهى مطالب ليست من اختراع الجيش السودانى ، بل هى من صميم الاجراءات الضرورية لوقف اطلاق النار ، فلا احد عاقل يتخيل وقفآ لاطلاق النار يكرس بقاء المليشيا فى منازل المواطنين الذين ينتظر عودتهم و اغاثتهم فى الفقرة الثانية من الاتفاق ، لم يتطرق وفد الجيش الى اهمية استعادة المنهوبات و المسروقات من المنازل و الاسواق و المرافق العامة و الخاصة باعتبار ان عودة المواطنين و اغاثتهم تمثل اولوية ، تتحدث ابواق مأجورة عن الفشل فى القبض على (27) من السجون ، و تتجاهل هذه النواعق فرار الالاف من نزلاء السجون الذين اطلقت سراحهم المليشيا ، و من بينهم محكومين خطرين ، جندتهم المليشيا فى حربها ضد الدولة السودانية ،
ان البدائل المطروحة بالعودة الى وضع ما قبل 15 ابريل تقتضى الخروج من المنازل و الاعيان المدنية ، و استعادة المنهوبات ، و احياء الضحايا من القتلى و الاموات و تجاوز جرائم الحرب و جرائم التصفيات العرقية و التهجير القسرى ، وهى جرائم لا يمكن التصالح معها او تأجيلها ، وهو ما تسعى المليشيا اليه بتعنتها و محاولة الضغط و المساومة بهدف الوصول الى اتفاق يهمل جرائم الحرب و الانتهاكات التى ارتكبتها ، و تارة اثارة موضوع مرتباتها و استعادة امتيازاتها السياسية و المالية ، فضلآ عن المطالبة بوظائف فى الحكومة فقدتها ،
ما يحدث فى منبر جدة لا يستند على اى معايير دولية ، و لا يتسق مع القانون الدولى ، و لا منطق التفاوض لانهاء اى حرب ، هذه مجرد تكتيكات من المليشيا لاطالة امد الحرب و توسيع نطاقها و الاستعداد لجولة اخرى من الانتهاكات و الجرائم ، مع عجز الوسطاء عن ان يكونوا وسطاء محايدين وان يظهروا قدرآ من الجدية و عدم التساهل مع المطالب التعجيزية للمليشيا،
الشعب السودانى الذى اكتوى بنيران الحرب التى اشعلتها المليشيا المتمردة يتطلع الى انتهاء هذه الحرب التى قضت على الاخضر و اليابس ، و لكنه فى ذات الوقت لن يخضع للابتزاز و لن يقبل اى وقف لاطلاق النار لا يتضمن و يضمن اخلاء المنازل و الاحياء السكنية و الاسواق من المليشيا ، فلا معنى لوقف اطلاق النار اذا لم يتيح عودة المواطنين النازحين الى بيوتهم و ايصال المساعدات الانسانية لهم و توفير بيئة آمنة لممارسة حياتهم الطبيعية ، و بعد هذا كيف يعود المواطن لبيت افرغ من الاثاث و نزعت منه الابواب و الشبابيك و سرقت منه العربات بواسسطة المليشيا المتمردة و مرتزقتها من دول الجوار، هذا عبث لن يستمر طويلآ ، المليشيا المتمردة و حلفاءها يعقدون اوضاعآ ستنقلب عليهم و سيرضخون اذلة وهم صاغرون و دون وسطاء ،
4 ديسمبر 2023م