إنهاء تفويض “يونيتامس”.. التأثير السياسي والبعد الخارجي
الخرطوم- هبة علي
جدل واسع صاحب وجود البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان لجهة إعتبارها منتهكة لسيادة البلاد بالتدخل السافر في شؤونه، حيث طالبت بعض التحالفات السياسية بطرد البعثة ورئيسها فولكر بيرتس مرات عديدة في العامين الماضيين، بل وأن الأمر تخطى تلك القوى بعد تهديد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بطرد فولكر في مطلع أبريل الماضي و وصل لمطالبة حكومة السودان بإلغائها.
مجلس الأمن الدولي إستجاب لمطالبة حكومة السودان واعتمد القرار رقم “2715” الذي بمقتضاه أنهى ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان، اعتبارا من الثالث من ديسمبر 2023؛ وصدر القرار بأغلبية 14 عضوا، في المجلس المكون من 15 عضوا، وامتناع روسيا عن التصويت.
و بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2524” المتخذ في يونيو 2020؛ تم تشكيل البعثة لدعم عملية التحول الديمقراطي في البلاد.
العميد ركن متقاعد دكتور خالد محمد عبيد الله فضل السيد يرى أن إيقاف مشروع رئيس الوزراء السابق د. عبدالله حمدوك المتعلق بالبند السادس وإيقاف مهام البعثة الاممية في ديسمبر الحالي ولتغادر تماما في ٢٩ فبراير ويتم تعيين مبعوث خاص من الامم المتحدة ليعمل او لينقل مهام البعثة للجماعات التخصيصة، يرى أن ذلك يثير خشية الدوائر العسكرية بأن يصبح كمبعوث أوباما الذي سرعان ما انهار إبان حكم البشير.
وأكد عبيد الله بحديثه لـ”النورس نيوز” أن وجود بعثة يونيتامس كان يسرع بتقسيم السودان ويعمل عكس ما هو ظاهر وهو العمل على وحدة واستقرار البلاد وسيادتهاويعمل علي تمرير المعونة الاتسانية ورفع المعاناة عن كاهل الشعوب الإنسانية.
ولفت عبيد الله إلى أن من مهام البعثة كان الدفع والتسريع بمفوضات جدة والانتقال الديمقراطي وديمومته وتأييد اتفاق جوبا للسلام، مشيراً إلى أن تدخل البعثة في منبر جدة جدة من منبر عسكري انساني ليصبح سياسيا وتكون المعادلة فيه للحرية وللتغيير ويفقد الجيش السوداني انتصاره في معارك الخرطوم، وتابع: يظل المبعوث باب من ظاهرة الرحمة وباطنه الحكم حكم كرزاي وتقسيم اراضي وتمكين مجموعة سياسية دون الأخرى.
المحلل السياسي عثمان فضل الله أوضح أن السودان الآن في وضع استثنائي و أحوج مايكون للتعامل مع الأمم المتحدة وتيسير أعمالها في البلاد حتى تغيث من يحتاج للإغاثة وتساعد وتسهل امر الوصول لإتفاق ينهي الحرب، لافتاً إلى أن قرار إنهاء البعثة الأممية في السودان قد يكون غير زي جدوى باعتبار أن البعثة ألغيت كهيكل ولكن بقيت مهامها موجودة في بعثات الأمم المتحدة الموجودة في السودان.
وبيٍن فضل الله من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” الفرق أن السودان كان سيتعامل مع بعثة واحدة والآن سيتعامل مع عدة منظمات، فالبعثة بمثابة تجميع كل وكالات الأمم المتحدة والتنسيق فيما بينها، وتابع: بالتالي المهام ستظل هي المهام المكلفة بها البعثة، وطلب الحكومة بالالغاء ماهو إلا إرضاء غرور لمجموعات الإسلاميين وعموما من سعى وراء ذلك هو شخص قصير النظر لجهة تعيين مبعوث جديد ذو صلاحيات لا تقل عن صلاحيات البعثة.