على مسؤوليتي
إبعاد سفير وفوضي الوزير !!
طارق شريف
في يناير العام( 2010) تعرفت على السفير معاوية التوم في فينا
كان حينها نائب السفير السوداني في إيطاليا وجاء لفينا للمشاركة في المؤتمر الاقتصادى السوداني الذى كنت مكلف بتغطيته الصحفية ممثلا لطيبة الذكر صحيفة الصحافة
كان معاوية يتحرك كالنحلة في كل الاتجاهات ويحرص على التواصل مع الجميع وهو يتميز بالذكاء والقدرة على الحوار الإيجابي والاقناع وما زلت أذكر نقاشي معه في هذا المؤتمر وهو دبلوماسي مسكون بحب الوطن .
وعلى الصعيد الإبداعي والانساني معاوية رجل مبدع على طريقته وهو حفيا ووفيا لاصدقائه أذكر انه فاجأني بمربع شعري في يوم زواجي وهو لايتاخر عن تقديم التهانئ لاخوانه وأصدقائه حتى ولو كان في أقاصي الدنيا .
نظرت لنجاحات السفير معاوية التوم في نيويورك بفرح كبير وسعدت أيضا لنجاح السفير الحارث وهو للأمانة والموضوعية دبلوماسي جدير بالاحترام وصنع نجاحات مهمة .
وما تحقق من نجاحات في بعثة السودان في نيويورك هو جهدا جماعيا ويحسب لكل البعثة هناك ولهم التحية فردا فردا
غير أننى رفعت حاجب الدهشة بقرار وزير الخارجية المكلف علي الصادق المفاجئ بابعاد السفير معاوية إلي سفارة السودان في الهند .
وبدأ القرار وكأن معاوية أرتكب اخطاء او قام بجرم كبير ولكن الحقيقة أن جرم معاوية الوحيد أنه عمل باخلاص وتجرد ووطنية وهذا فعل يستحق في وجهة نظر الوزير علي الصادق الأبعاد من هذه البعثة المهمة .
لا أدافع عن معاوية لاي اعتبارات صداقة ولو كان لديه اخفاقات في عمله لكنت أول من يطالب بابعاده ليس إلى الهند ولكن لبلاد الواق واق !!
هذا القرار غير الموفق من وزير الخارجية كشف الارتجالية التى تدار بها وزارة الخارجية وهي من أهم الوزارات في الدولة ولايمكن أن تتحول لمسرح العبث .
المعيار الذى يجب أن تستند عليه الوزارة في تنقلات السفراء هو تقييم الاداء وهذا دور وكيل وزارة الخارجية .
ولكن أن تصدر القرارات بهذه الارتجالية هذا تعسف غير مقبول .
هناك سفارات في دول مهمة تحتاج الى سفراء في حجم هذه الدول وهناك محطات فيها الف والف اخفاق ، والبلد في حالة حرب وتتطلب خطة دبلوماسية مبدعة للتواصل مع الخارج وبدلا من التحرك في هذه الملفات يتحرك وزير الخارجية ليحدث شرخ في سفارة ناجحة .
حسنا فعل السفير معاوية التوم بقبول قرار الأبعاد للهند وهو يضغط على جرحه النازف ويشعر بمرارة ظلم ذوي القربي الذى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند .
لن أطالب وزير الخارجية بمراجعة هذا القرار ولكن أطالب قيادة الدولة بمراجعة أداء وزارة الخارجية فهي تغرق في بحر الفوضوية.