عزمي عبد الرازق
من يشتري أكاذيب وتُرَّهات مريود؟
لو فكر مريود، أن يبيع بضاعته، هذه الأيام، من الأكاذيب والتُرهات، لشخص غير عادل دقلو، سوف تبور بالطبع كالبيض الفاسد، وهو نفسه، أي مريود تنقصه الجدية والحماس للكتابة الموضوعية والصادقة، لأنه لا يريد أكثر من أن ينجز ربطه الشهري ويأخذ حافزه كأحد كتبة المليشيا ثم يذهب إلى أهله يتمطى، فقط المطلوب منه أن يحشد على جدار “بدون زعل” قصص مشروخة وميتة، تدور حول علي كرتي، دولة ٥٦، السيطرة، الفلول، التهميش، بشكل مكرور، بعدها يقدم سردياته الموغلة في البؤس، لا أحد يهتم، وفي سبيل ذلك يحشد الأكاذيب الفاقعة، وقد استعان من قبل بصفحة مزيفة لرشان أوشي، ليضلل بها الناس، وكذلك صفحات مزورة للمؤتمر الوطني، يستشهد بها بطريقة خبيثة، دون أن يطرف له جفن، حد أنه أحياناً يوحي لنا بأن عبد الرحمن عمسيب أحد ضباط هيئة الأركان، ثم ينتفض في جو من الاحتفال والإعجاب بالذات يعدد مشاهد قوة الدعم السريع التي هزمت جيش(الفلول) ينفث مرض قلبه على أهل الشمال، ويطرب للنهب والدمار والإغتصاب، لشيء في نفسه، فتطفح أضغانه، ولا يأبه بعد أن يبلغ به الاستكبار أن يحاكي قوم عاد: من أشد من آل دقلو و(الأشاوس) قوة؟ وربما فات عليه، أو عن قصد، بأن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة، وتلك ردة قبلية خطيرة لكاتب ومثقف، تكاد تكون من أكبر أنواع الردة التي عرفناها في الملل والنحل السابقة.
وفي آخر ترهاته المكتوبة واصل مريود في التدليس والتحريف، وكسر عنق الحقيقة لتوافق تخيلاته عمن لا يخاف الله فيهم، ووصمهم بما يسعى له هو، حتف أنفه، في تسويق مشروع الانفصال، عبر معاول التضليل والقتل والتطهير العرقي، وقد صور بخياله المريض الكتابات التي تقف ضد، وتحذر من مشروع الدعم السريع المشبوه، بأنها تريد عزل دارفور ليخلو لها وجه النهر والساحل، وأن الانفصال هو بديل الحرب العبثية الدائرة، وقد حشر مقالي الأخير بعنوان ” نهاية الحرب بداية تفعيل مشروع تقسيم السودان” في نفس الزاوية الضيقة التي يحتمي بها، بينما المقال، وهو متاح على موقع الجزيرة نت، يحذر من مؤامرة التقسيم والهويات القاتلة، لكن قاتل الله الغرض، ماذا تتوقع من مريود الدعامي؟ فهو أيضًا ينافح بأن كل من يرفض ممارسات الدعم وقيام حميدتي بهذا الانقلاب الدموي، مجرد فلولي لا يريد لدارفور الخير، دون أن يأخذ في الحسبان ما قام به أوباش الدعم في الجنينة ومستري وأردمتا ونيالا، من جرائم وصلت حد دفن الناس أحياء، دعك من الخرطوم فمريود يبغضها ولا يعنيه ما جرى لها ولسكانها، ويصورها، على طريقة أليكس دي وال، كما لو أنها تأسست على موقع قيادة تم بناؤه لأغراض النهب الإمبريالي، وأن الفلول، يجلبون إليها الثروات الحرام، ولا ضير من شفشفة كل شيء، والمثير حتى هو نفسه تعرض للشفشفة، لكنه أثر أن يكتمها حتى لا تفسد الدور الذي يلعبه.
ولأن الجحيم فارغ كل الشياطين هنا، بالمعنى الشكسبيري، فإن مريود يريد أن يسمم أدمغة الناس بأشكال خاصه من المعارف الخاطئه، يَذُبُّ عن مشروع القتل على الهوية، ويمنح حربه شعارات خادعة مثل جلب الديمقراطية، والتسربل بديكورات ثورية، مع إطلاق يد الجند للتعريض بالأسرى وهتك الأعراض، واستباحة كل ماهو موروث، ليس اليوم فقط بل منذ فضيحة مكافحة الهجرة غير الشرعية، التي كانت تقوم بها قوات حميدتي، بمنطق أن “صد القوارب وإعادتها ليس خلقا أوروبيا”، على قول أحدهم، لتنعم أوروبا بالرخاء والطمأنينة، بعد حشو خزائينها من الذهب والمطاط الإفريقي وأنياب الأفيال، وجلود الغابة، ودونك مأساة الفيل السوداني جمبو مع الاستعمار وترحيله إلى حديقة حيوانات لندن ثم بيعه إلى سيرك بارنوم وبيلي في أمريكا، وبعد ذلك وحيد القرن رمز دولة ٥٦ التي يريد مريود القضاء عليها، وهنا أريد تذكير عبد الحفيظ مريود، الشيعي الملتزم طائفياً، بأن الدعم السريع أقرب للخوارج في فعائلهم، وقد قاتلهم الإمام علي، وكان عندما أراد الخروج لهم، وهو المؤمن الشجاع غير الهياب، قال له منجم وبعض الجهلة الذين يعلقون التمائم والحجبات، كما يفعل الأن رهط مريود: لا تسافر فإن القمر في العقرب، فإن سافرت هُزمت أنت وأصحابك” فقال سيدنا علي: “بل أسافر ثقة بالله وتوكلاً على الله وتكذيباً لكم”.