حركات دارفور.. الخروج من الحياد.. قلق ومخاوف
الخرطوم- هبة علي
بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع “المحلولة” خرجت حركات مسلحة موقعة على إتفاقية سلام جوبا؛ من الحياد إلى الاصطفاف خلف الجيش الأمر الذي أثار قلقاً دولياً ومحلياً لجهة الهشاشة الأمنية بإقليم دارفور والتي يمكن أن تنزلق في أتون الحرب الأهلية بالخروج من الحياد..
الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش دعا الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في السودان للحفاظ على حيادها في الحرب لمنع انزلاق البلاد في أتون حرب أهلية.
وقال غوتيريش في تقريره قدمه لمجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي ، إن القلق يساوره إزاء احتدام التوترات القبلية والإثنية.
وتابع “كلما تطاول أمد هذا النزاع تعاظم خطر الانهيار الكامل للسودان أو اندلاع حرب أهلية شاملة”.
وكانت حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة أكبر الحركات المسلحة بدارفور قد أعلنتا، الخميس، خروجهما عن الحياد حيال الحرب والمشاركة في العمليات العسكرية لحماية المدنيين كطرف ثالث في الحرب ما يعزز احتمال مخاطر إندلاع مواجهات دامية في مناطق واسعة من إقليم دارفور.
وفي رفض لما صرّحت به الحركتين قال رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي الهادي إدريس ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر ونائب رئيس التحالف السوداني حافظ عبد النبي في بيان مشترك انهم تابعوا باستغراب انعقاد مؤتمر صحفي في بورتسودان باسم مسار دارفور، مؤكدين أنهم لم يفوضوا أحداً للمشاركة أو الحديث باسمهم وغير معنيين بمخرجاته.
وذكر البيان ان إعلان المشاركون في المؤتمر الصحفي انحيازهم لأحد طرفي الصراع يخالف ما توافقوا عليه منذ بدء الحرب وعليه فأن هذا الموقف يمثل من أعلنه وحده لا غير.
وأعلن البيان رفضهم القاطع لجر إقليم دارفور لحرب أهلية يسعى لها دعاة الفتنة لأجندة سياسية تخدم الأهداف الخبيثة لفلول النظام البائد.
محلياً أظهر المجلس المركزي للحرية والتغيير قلقا إزاء التصعيد في دارفور، داعياً مكونات الإقليم لعدم الانسياق وراء مخطط الحرب الأهلية بحسب بيان أصدره أمس السبت.
وما تمضي له جهات دولية ومحلية بشأن القلق من الانزلاق في أتون الحرب الأهلية وجد التأييد من الكاتب الصحفي طاهر المعتصم والذي اعتبر بدوره خروج بعض الحركات المسلحة من الحياد مؤشر خطير يؤكد حقيقة المخاطر التي حذّر منها الأمين العام للأمم المتحدة نسبة لخصوصية وضع دارفور منذ العام ٢٠٠٣.
وأوضح المعتصم بحديثه لـ”النورس نيوز” أن الخروج من الحياد سيجعل الاصطفاف على نهج قبلي وهذا لن يورث السودان إلا الدمار، لافتاً إلى أن عدم توقف الحرب سيجعل من دارفور بؤرة لحرب طاحنة.
ويذكر أن بعض الحركات المسلحة حدثت فيها انسلاخات أعلنت بدورها الانحياز للدعم السريع والقتال بجانبه، بالمقابل أعلنت حركات أخرى انحيازها للجيش وماتزال تقاتل بجانبه حركة تحرير السودان قيادة مصطفى تمبور والذي أكد أن خروج حركتي العدل والمساواة السودانية وجيش تحريرالسودان قيادة مناوي من الحياد تعني ان تلك التنظيمات قد ادركت ان هذه الحرب قد أخذت شكلا جديدا وانه قد ان الأوان للقتال بجانب القوات المسلحة لنصرة الشعب السوداني.
و أوضح تمبور بحديثه لـ”النورس نيوز” أن تصرفات المليشيا قد أجبرت تلك الحركات للخروج من صمتها واتخاذ هذا الموقف الذي وصفه بالمشرف، قاطعاً ان الحرب ستكون اقوي واشرس في مواجهة مليشيا الدعم السريع المتمردة.