الخرطوم: هبة علي
زيارتين متتاليتين قام بهما رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى كينيا وإثيوبيا خلال اليومين الماضيين، بعد قطيعة مع الأولى استمرت ثلاثة أشهر وتوتر مع الأخيرة، الأمر الذي ثمّن الزيارة وماعقبها من لقاءات أفريقية تتمثل في رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد رئيس وكذلك رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي، ورغم أن جميع اللقاءات تطرقت للأزمة السودانية والدفع بمنبر جدة إلا أن البعض يرى الجنرال يبحث عن الشرعية بتعزيز العلاقات الأفريقية مع بلده..
و في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس وليم روتو زار البرهان كينيا، حيث عقدا مباحثات مشتركة تناولت أوجه التعاون المشترك بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات وتطويرها في كافة المجالات ، كما تطرقت إلى تطورات الأوضاع فى السودان وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الإهتمام المشترك.
وجدد البرهان عزم الحكومة على إيجاد الحلول الجذرية للأزمة السودانية وإنهاء معاناة المواطنين وإنهاء الحرب فى السودان
من جانبه أكد الرئيس الكيني وليم روتو دعم بلاده للسلام والاستقرار في السودان ، والعمل على دعم جهود الحكومة السودانية لإستدامة السلام والاستقرار وإنهاء الحرب في السودان.
وقال بيان مشترك بين الجانبين أن اللقاء تطرق الي مبادرات السلام بما فيها منبر جدة وعملية سلام ايقاد وشدد الجانبان على الحاجة العاجلة لايجاد حلول للازمة في السودان في اقرب وقت ممكن .
واتفقا كذلك على التقدم المحرز في جدة مؤكدين ضرورة تسريع العملية التفاوضية للوصول لوقف اطلاق النار ووقف العدائيات .
كما أتفق الجانبان أيضا على ضرورة عقد قمة طارئة لرؤساء الايقاد في اطار المساعي لوقف إطلاق النار ووضع اطار لحوار سوداني شامل لا يستثني أحد.
وغداة زيارته لكينيا توجه البرهان أمس إلى إثيوبيا مُطلعاً رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على الجهود التي قامت بها الحكومة السودانية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والتعاون مع جميع المبادرات المطروحة لإيجاد حلول للأزمة التي تمر بها البلاد، من جانبه أكد ابي أحمد استعداد بلاده لدعم السلام والاستقرار في السودان فضلا عن المصير المشترك لشعبي البلدين.
“من الواضح ان القوى الإقليمية والدولية قد انتبهت الآن إلى خطورة الحرب في السودان وتأثيرها على الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي على دول المنطقة من الساحل الأفريقي وحتى القرن الأفريقي” بهذه الكلمات ابتدر خبير التفاوض والأزمات الاستراتيجية اللواء م د. أمين إسماعيل المجذوب حديثه لـ”النورس نيوز”، لافتاً إلى أن زيارات البرهان إلى مجلس الأمن الدولي ومخاطبة الأمم المتحدة والزيارات التي شملت جنوب السودان ومصر والسعودية تُشير إلى أن هنالك ضوء أخضر اُعطي لدول الإيقاد والإتحاد الأفريقي لتراجع موقفها من الأزمة السودانية.
وأوضح المجذوب أن التقديرات الأولية في السودان كانت بأن الوضع سيميل للميليشيا واتضح ان أهداف المليشيا قد إنتهت ولا مجال لتحقيقها وان الحرب قد تطول و تؤثر على دول الجوار والمنطقة القبائل الموجودة، لذلك جاءت الدعوة من كينيا وإثيوبيا لرئيس مجلس السيادة.
وأضاف: يبدو أن هنالك تشبيك لمبادرة الإيقاد والاتحاد الأفريقي مع منبر جدة.
و وصف المجذوب زيارات البرهان بالاستراتيجية وقال أنها جاءت في وقتها لخدمة الدول نفسها وخدمة السودان وبالتالي على المجموعات السياسية ان تراجع مواقفها والأمر ليس مكايدات في الميديا.
المحلل السياسي د. الفاتح عثمان أوضح أن جولات الفريق أول عبدالفتاح البرهان الخارجية الي كينيا وإثيوبيا ودول اخري مرشحة مثل الإمارات، جزء من خطة لإعادة ترتيب العلاقات السودانية المتوترة مع تلك الدول وهي ايضا تجيء ضمن ترتيبات اتفاف سلام يجري طبخه في الغرف المغلقة وفي القصور الرئاسية لدول الخليج ودول الجوار، مُبيناً أنه سيشمل صفقة حكومة مدنية موسعة تشمل الجميع بدون استثناء لاحد او حكومة تكنوقراط تقود البلاد الي انتخابات سريعة.
و أضاف عثمان من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” : الجنرال البرهان تمكن من استعادة اعتراف العالم والاقليم بسلطته وحكومته وهو امر يجعل حكومته لاعب اساس في اي ترتيبات انتقالية في السودان خاصة بعد الفظائع التي ارتكبها للدعم السريع والتي اكدت بجلاء انه طرف غير مسؤول ويصعب قبوله ضمن اي ترتيبات انتقالية كجزء من القوات النظامية في السودان.