مفاوضات جدة.. فرص الوصول إلى نهاية الحرب
الخرطوم- هبة علي
تتواصل المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع المحلولة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية لليوم الثامن وسط تسهيل وترقّب دوليين وإقليميين،؛ واهتمام محلي من ملايين النازحين الآملين في العودة إلى مُدنهم وقراهم بنجاح الاتفاق و وصوله لغايته..
وبهدف تحقيق وقف دائم لإطلاق النار استؤنف التفاوض بين طرفي القتال بعد تعليق المفاوضات أواخر مايو الماضي بسبب احتجاج الجيش على عدم تنفيذ ما أقره منبر جدة في 11 مايو بانسحاب الدعم السريع من الأحياء السكنية والأعيان المدنية.
الميسرون (المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الامريكية، والهيئة الحكومية للتنمية ” الإيقاد” مع الاتحاد الأفريقي) أعلنوا قبل أيام من خلال “بيان” بدء المحادثات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع “المحلولة” في مدينة ( جدة ) وقالوا إنها تتركز على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف إطلاق النار، وإجراءات بناء الثقة، إضافة إلى إمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية.
التكتم والسرية سادا جلسات التفاوض بالأيام الأولى لهذه الجولة والتي ناقشت ملفات عديدة أبرزها ملف المراقبة والفصل بين القوات، وما تزال الصفتين تلازمان سير العملية التفاوضية عدا بعض التسريبات التي تتناقلها وسائل الإعلام الإقليمية والتي تؤكد احراز تقدم كبير في التفاوض واتفاق الطرفين على وقف التصعيد الإعلامي والإساءة للقيادات العليا ووقف “التوصيفات العنصرية”.
خبير التفاوض والأزمات الاستراتيجية اللواء م د. أمين إسماعيل المجذوب لفت بحديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن منبر جدة يأتي هذه المرة برعاية قوية من الوسطاء، مشيراً إلى أن هنالك ورقة من الوسطاء تم عرضها على طرفي التفاوض ويفترض ان يتم الآن حولها النقاش.
وقال : أهم هذه الأجندة لهذة الورقة المسار الإنساني والمسار العسكري فقط ولايوجد مسار سياسي في هذه الجولة، منوهاً إلى أن المسار الإنساني يختص بفتح الممرات الإنسانية من توصيل للإغاثة والمواد الطبية للمستشفيات والغذاء للمتضررين، و ان
المسار العسكري يتحدث عن تجميع قوات الدعم السريع في معسكرات خارج العاصمة وجمع الأسلحة وفتح مسارات للفصل بين الجانبين اي هنالك مقترح بقوات من دول في المنطقة للفصل بين القوتين وأيضآ الخروج من منازل المواطنين والمستشفيات واماكن الخدمات والسماح بإدخال الاحتياجات للمناطق المحاصرة،وأضاف: ربما تكون هنالك هدنة طويلة لوقف إطلاق النار قد تستمر ٦ أشهر.
و توّقع المجذوب أن تُسفر هذه الجولة عن إتفاق أولاً لرغبة الطرفين ولرغبة الوسطاء ورغبة المجتمع الإقليمي والدولي في الوصول إلى إتفاق سلام مقابل إنقاذ الشعب السوداني، وكذلك لوجود تهديد ومتغيرات أمنية في الإقليم ربما تؤثر على الأمن والسلم الإقليمي في المنطقة العربية والمنطقة الأفريقية، وتابع: لذلك هنالك تفاؤل هذه المرة لقوة الوسطاء والورقة والمشروع المقدم والرغبة الأكيدة للوصول لسلام.
المحلل السياسي احمد خليل وصف مايحدث في جدة من مفاوضات بين الجيش والدعم السريع بالخطوة الجيدة في إتجاه السلام و وقف إطلاق النار بين الطرفين، آملاً أن تكون هنالك فرصة طيبة للسلام لجهة أنه اتضح طوال الست أشهر المنصرمة أن الحسم العسكري بات من المستحيلات.
و أشار خليل بحديثه لـ”النورس نيوز” إلى إمكانية إيقاف هذه الحرب بالمفاوضات إذا توفرت الإرادة الوطنية من قِبل الطرفين لأن الحرب انعكست على أوضاع السودانيين خاصة في الولايات واماكن ضعف الخدمات وتوقف الحال والاقتصاد بل تدهور وكثير من المصنوعات والسلع بدت تشح في الأسواق مع ارتقاع الأسعار.
ورهن خليل فرص نجاح مفاوضات جدة على رغبة الطرفين في السلام وإيقاف الحرب، وتابع: عموماً مواصلة التفاوض والقيام بعدة إجراءات بها دليل على مضيها نحو النجاح.