على كل … متى ينتفض البرهان.. خزعبلات الغرف والاجندة … محمد عبدالقادر
على كل
متى ينتفض البرهان.. خزعبلات الغرف والاجندة
محمد عبدالقادر
ما الذى يريده قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان ورفاقه في كابينة القيادة العسكرية، سؤال طرحته فى مقال منشور بتاريخ الثامن من يناير المنصرم، اي قبل اندلاع تمرد الدعم السريع باكثر من ثلاثة اشهر.
وحتى لا يذهب الشاطحون المدبجون للتقارير المضروبة بعيدا ، فقد ظللنا ننبه الفريق اول البرهان الى اهمية ترك ( الحفر بالابرة) والاتجاه لاستخدام ( الازمة والطورية والكوريك) فى الحفر والدفن وانجاز المهام السياسية والعسكرية والابتعاد عن التباطؤ فى حسم المواقف لمصلحة الشعب وسيادة السودان.
نذكر بذلك ردا على من ينسبون ما نكتب الى انتمائنا لغرف اعلامية تتبع لهذا او ذاك، وتنشط لخدمة اجندة البعض بانتقاد قائد الجيش عقب اندلاع معارك المليشيا فى منتصف ابريل المنصرم.
لسنا بحاجة للتذكير بموقفنا الداعم للجيش وقائده البرهان وقيادته التى تجد منا كل التقدير والاحترام، وقد تشرفت بانشاء اول قروب واتساب داعم للقوات المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع، كل همنا نصرة البلد ولسنا ممن يخذل او يشيع الاحباط او يستهدف الجيش فى قيادته التى نعول عليها كثيرا فى تحقيق النصر القادم وان تاخر كثيرا..
نذكر ان تنبيهنا للبرهان كان وظل بوصفه قائدا سياسيا قبل ان يكون جنرالا عسكريا لاننا لسنا خبراء فى العمليات ونعلم تماما ان رباط اصغر مجند او مجاهد فى ارض العمليات اشرف منا جميعا.. واننا لم نخض فى اي شان يرتبط بسير العمليات او استراتيجية الجيش الحربية لحسم المعركة ولن نفعل، ولكن لن نصمت بالضرورة عن التصدي لقضايا شعبنا، ولن نمل من استعجال ساعة نصره والتعبير عن ملاحظاته على اداء القيادة السياسية والعسكرية..
ظللنا نكتب عن تناقضات البرهان قبل الحرب ونقول انه خرج علي شركائه في المكون المدني لتنفيذ ما اسماه بالقرارات التصحيحية، لكنه ظل ينتظر (ذات الذين انقلب عليهم ) لاحداث توافق سباسي يمضي بالبلاد الي بر الامان ..
اطاح البرهان بالدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء المستقيل في ذلكم التوقيت ثم اعاد تعيينه في ذات الموقع قبل ان يغادره مؤخرا لفشله في احداث التوافق المطلوب وتعيين الحكومة..
بارك البرهان الهجمة المرتدة التي شنها حمدوك علي اعفاءاته وتعييناته وهو يتفرج ، الغي حمدوك كل قرارات قائد الجيش وتعييناته من المسؤولين في الولايات مرورا بمدراء الادارات ووكلاء ااوزارات جميعهم اعفاهم قائد الجيش واعادهم حمدوك بعلم البرهان.
برر البرهان لقرارات الخامس والعشرين من اكتوبر بحرصه علي ابعاد الاحزاب السياسية واعادتها الي دورها حتي تستعد للانتخابات لكنه عاد ليسلمها قياد الامور ويتشبث بالمبادرات ومحاولات احداث التوافق التي تقودها ذات الاحزاب..
ابرز ما جاء في مسوغات قرارات البرهان التي وصفها بانها تصحيحية هو الحرص علي استكمال هياكل السلطة الانتقالية، مضى وقت كثير والحال يراوح مكانه ، ( ازداد الطين بلة) لاننا فقدنا مجلس الوزراء ورئيسه، حتى الدولة ضاعت بفعل حالة التوهان وفقدان البوصلة وفراغ هياكلها العريض.. ومازالت البلاد بلا حكومة رغم تطاول امد الحرب..
جمد البرهان لجنة ازالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو واعتقل قياداتها وكون لجنة لمراجعة عملها، لكنه لم يعد حقا الي اهله ولم يرفع ظلما حاق باي من معتقلي اللجنة فى ذلكم الوقت .
اعلن البرهان (حالة طوارئ ) ولم
يستخدمها الا في ما يتصل باحتياجه لتوظيف بنود الوثيقة الدستورية لحظة قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر، ثم رفعها بعد سبعة اشهر ظلت البلاد تسدد فيها فاتورة سمعة الطوارئ السيئة .. بينما فشل فى اعلان القانون الذى نحتاجه اليوم اكثر من اي وقت مصى مع اندلاع الحرب..
والان مازال سؤال الشارع مطروحا … ماذا فعل البرهان بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر ، رايناك تفعل الشئ وضده ، وبعد سبعة اشهر من الحرب ومنذ قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر مازالت البلاد بلا حكومة، ودولاب الدولة معطل و(الحال واقف) والشعب ينتظر ما بين الاحباط واليأس مجرد تشكيلة وزارية تتجاوز بالبلاد ازمات الحرب وتصل بها الى مرحلة الاستقرار.
ما تقدم كتبناه قبل عشرة اشهر وما زالت الاسئلة قائمة بعد سبعة اشهر من الحرب، لماذا تراوح الاوضاع مكانها ، والبلاد بلاحكومة رغم تدهور الاوضاع بسبب الحرب، وبلا استقرار يريحها من حالة التوهان والفوضى والانفلات التى قذفت بمواطنها فى المعابر وجعلته فريسة للقتل والسلب والنهب والنزوح واللجوء..
هذا دابنا فى الكتابة ، منذ الفترة التى سبقت الحرب، حتى يصمت من ينسبوننا الى الغرف والاجندة، سيظل البرهان موضع تقديرنا دون ان يسلبنا هذا الحق فى سؤاله ، متى سينتفض ؟! … ويضع الامور فى نصابها الصحيح سياسيا وعسكريا ؟! .