عز الهجير … لاتفاوضوهم فتشقوا الصف! … رضا حسن باعو
عز الهجير
لاتفاوضوهم فتشقوا الصف!
رضا حسن باعو
شغل فيديو مسجل للفريق أول ركن شمس الدين كباشي عن ذهاب وفد الجيش الي جدة الخميس المقبل لمفاوضة المليشيا المتمردة الهالكة غض النظر عن صحته من عدمه لكنه أثار جدلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي فتحدثت مجموعة عن أنه تسجيل قديم اريد من خلاله إفراغ خروج كباشي الي وادي سيدنا ومنها الي بورتسودان من مضمونه ومجموعة أخري تحدثت علي أنه جديد وبه رسائل مهمة تنصب في المصلحة العامة ،وبين هذين الفريقين ثار نقاشا مستفيضا لكن أكثر ما استوقفني في النقاش الذي جري أنه خلق حالة من عدم رضاء الغالبية عن الخطوة.
نعم دحر جيشنا الباسل المليشيا المتمردة وداعميها الخنازير بمعجزة ربانية ماكان لها أن تتحقق إن لم يكن الجيش علي حق مثلما قال بذلك الجنرال كباشي نفسه حينما أكد لقواته في وادي سيدنا إن النصر تحقق بتوفيق الله لأن الجيش علي حق عكس المليشيا المتمردة.
بالفعل ماتحقق معجزة كبيرة جداً من حيث العتاد العسكري الذي حشده المتمردين والقوة البشرية لهم مقارنة بامكانياته وعتاد الجيش وقوته بداية الحرب ،فبالمعايير المنطقية والاستعداد والجاهزية للمعركة كل المؤشرات كانت تمضي في صالح التمرد لكنها إرادة الله وعزيمة جيشه الذي نعلم الكثير من التفاصيل التي لم يحن وقت الحديث عنها بعد فالحصة معركة واي معركة هي معركة الكرامة التي استبسل فيها جيشنا بصلابة ولقن العدو درساً لن ينسوه وسيسطره التاريخ باسم رجال افذاذ .
تحمل الجيش ومن خلفه الشعب السوداني ويلات الحرب فتشردت الأسر السودانية واغتصبت الحرائر ونهبت المقتنيات وطال أمد الحرب لكن ظل الشعب صامداً صابراً محتسبا كل ذلك من أجل سيادة البلاد وكرامة الإنسان السوداني.
نقول بصريح العبارة لقيادة الجيش العليا نعلم أنه في حالة الحري لايمكن أن تعلم المواطن بتفاصيل المعركة ولا بحجم الخسائر التي تنجم مهما كان ذلك ومانعلمه أيضاً وضعية الجيش حين إنطلاق رصاصة الخيانة الأولي كيف كان وماذا كان سيصير أن تحقق لهم مرادهم ،كل ذلك وغيره نعلمه لكن وقفت الشعب السوداني مع جيشه وحمل تروس الثورة للسلاح بجانب القوات المسلحة السودانية كل ذلك من أجل هدف واحد وهو دحر التمرد حتي اخر جنجويدي مرتزق ،بل تعدي الأمر إلي ابعد من ذلك إذ صار المطلب الشعبي محاسبة كل داعمي التمرد من قوي الحرية والتغيير التي صارت بالنسبة لغالبية السودانيين بمثابة الجناح السياسي للمليشيا المتمردة،وينتظر الشعب محاسبتها عاجلا غير آجل.
بصريح العبارة نقول إن الشعب السوداني توحد ولازال متوحدا خلف القيادة العسكرية من أجل هدف واحد وهو نهاية التمرد ومحاسبة اعوانه من العملاء والخونة وتناسي كل آلامه واوجاعه ومقتنياته ومدخراته التي نهبت عربونا وفداءا للوطن ومهرا للانتهاء من المليشيا المتمردة ولن يقبل بغير ذلك.
اي خطوة من الجيش لمحاولة بث الروح من جديد في الخونة لن يقبلها راعي الضأن في الخلاء وستضع قيادة الجيش العليا في موقف لا يحسد عليه إذ لايمكن لقاتل مغتصب أو عميل خائن يكون في سودان مابعد الحرب.
علي الجيش أن لايقبل بالتفاوض في جدة أو غيرها إلا علي تسليم ماتبقي من المرتزقة الهالكة ومحاسبة اعوانها من الخونة والعملاء مدفوعي الثمن من امارات الشر التي لم يعد عداؤها للسودان خافيا فقد بات واضحاً وضوح الشمس.
تفاوض الجيش مع المليشيا المتمردة يعني شق الصف الوطني الذي لن يقبل بتفاوض يعيد هؤلاء الاوباش الانجاس ويجعلهم يدنسوا تراب الوطن الذي روي بدماء الشهداء والحرائر من بني الشعب السوداني فو الله لا أظن أن هناك من يقبل بإعادة عقارب الساعة لماقبل الخامس عشر من أبريل الماضي فلقد تابعنا كثر من شباب بلادي الخلص الذين يقبضون علي السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض يقسمون بأنه لامكان للعملاء داعمي التمرد امثال قيادات قحت علي رأسهم عبدالله حمدوك وخالد سلك ووجدي صالح ومحمد الفكي واولاد الصادق المهدي وقالوها صراحة إن لم يحاسبهم الجيش فسنحاسبهم نحن قالوها صراحة دون مواربة الأمر الذي يفتح الباب علي مصراعيه أمام نزاع اخر وحرب لاتقل خطورة عن الحرب الدائرة الآن.
لايمكن لمن كان سبباً في الخراب والدمار الذي حاق بالبلد أن يكون عاملاً في البناء ونخاطب قيادة الجيش العليا الكرة الآن في ملعبكم فهل يمكن أن تضعوا يدكم في يد من غدر بكم واراق دماء الأبرياء من أبناء الشعب السوداني وبذلك تخسرون شبابكم الذي حمل السلاح وساندكم في معركة الكرامة ،انه الخذلان إن فعلتم ذلك وحينها ستواجهون بموجة غضب عارمة من جموع السودانيين الذين ساندوكم ووقفوا معكم في خندق واحد من أجل كرامة الشعب السوداني.