عز الهجير … سر إنتصار الجيش! … رضا حسن باعو
عز الهجير
سر إنتصار الجيش!
رضا حسن باعو
مما لاشك فيه أن بالقوات المسلحة السودانية ضباط وأفراد عظام تشربوا بالوطنية والفراسة ويحفظون قسم الولاء والانتماء للوطن وجيشه ولايداهنون في ذلك حتي قبل معركة الكرامة التي استبسل فيها جيشنا الباسل وأثبت للجميع الذين كانوا يقولون معليش معليش ماعندنا جيش إن جيشنا العظيم له قدرة فائقة في إدارة الحروب اكتسبها لعمره الطويل كيف لا وهو من المؤسسين لجيوش عدد من الدول عبر بوابته الكلية الحربية مصنع الرجال وعرين الأبطال.
نعم هناك ضباط افذاذ بالقوات المسلحة السودانية بفروعها المختلفة يديرون معركة الكرامة بذكاء وحنكة حيرت قادة أعظم جيوش العالم حيث استطاعت قواتنا المسلحة من دحر التمرد بمرتزقته وخونته ودعمه الإماراتي بأقل خسائر وتعامل مع المعركة بخبرة السنين الطويلة إذ استنزف موارده وقوته القتالية مستفيداً من خبرة وفراسة ضباطه وضباط صف وجنود جيشنا الباسل ،فقد تابعنا كيف استطاعت قوة الحرس الرئاسي السوداني أن تحول مسار المعركة في يومها الأول وهي تتصدي للمتمردين الخونة في الساعة الأولي للمعركة الأمر الذي صدم قائد التمرد وقواته التي كانت تظن واهمة أنه بمقدورها هزيمة اقوي الجيوش الأفريقية كما صور لها بذلك الخونة والعملاء الذين صوروا لقائد التمرد بأنها ساعات وسيذيع بيانه الاول رئيسا للسودان وقائدا لجيشه.
مع استمرار المعركة ومضي أسبوعها الاول ظهر اثنين من أعظم وافضل جنرالات الجيش السوداني في المشهد هما الفريق أول ركن ياسر العطا ونسر الجيش الفريق أول ركن شمس الدين كباشي الأمر الذي زرع الثقة في نفوس الشعب السوداني بأن المعركة لصالح الجيش لامحالة طالما أن ياسر العطا وكباشي موجودين يعملان جنب الي جنب مع الكاهن الأكبر الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة.
مثلما يقول جنرالات الجيش إن أي معركة أو حرب لابد لها من غبينة لكن تظل غبينة النسر كباشي هي الأكبر خاصة وأنه من القلائل الذين وقفوا في وجه الهالك حميدتي وقال له لا حيث كثر الحديث عن الخلافات بين الرجلين في إدارة شأن البلاد وهو ماتاكد لي صراحة خاصة عندما أعلن الهالك حميدتي التزامه بتنفيذ توصيات مؤتمر سنكات الذي أعقب التوقيع على اتفاقية سلام جوبا والذي كان من بنوده إلغاء مسار شرق السودان الذي أثار جدلاً واسعاً عند التوقيع عليه دون أن يدرك الهالك أنه بإلغاء هذا المسار يكون قد دق اسفين علي اتفاق جوبا رغم ملاحظات البعض حوله.
النسر كباشي صاحب كاريزما قوية ندر ماتتوفر لدي بعض القادة العسكريين والمدنيين فهو رجل محبوب لعامة الناس لبساطته وتعاطيه مع الجميع ووقوفه في مسافة واحدة منهم فتارة تجده هلالابي علي السكين ومرة أخرى تجده يشجع الاحمر الوهاج ويستمع للعذب من الغناء والتطريب ويمتلك ذخيرة كبيرة من تاريخ الاغاني العذبة التي صدح بها مبدعي بلادي فتابعنا كيف أنه كان من أوائل مشيعي الراحل الدكتور عبدالكريم الكابلي عندما جيء برفاته الي ارض الوطن تنفيذاً لوصيته قبل رحيله أن ينقل جسده الطاهر الي الخرطوم.
كلما ظهر النسر كباشي في مكان الا وتجده مسيطراً علي المشهد باثا للطمانينة في نفوس الشعب المغلوب علي أمره تاكيدا بأن نهاية معركة الكرامة قد دنت،وان علم كباشي كيف أنه يمثل طوق نجاة لهذا الشعب العظيم لظهر لهم كل يوم في مكان لكن حساسية المعركة ومتطلباتها تقتضي أن يكون بعيداً عن العيون يدير المعركة وفقاً لماخطط لها ويظهر متي ما تطلب ذلك.
يعد ظهور النسر كباشي في قاعدة وادي سيدنا العسكرية التي لم يغيب عنها ضربة معلم في هذا التوقيت الذي تجتمع فيه شلة من عطالة السياسة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحثاً عن موطيء قدم لهم في سودان مابعد الحرب وهو الأمر الذي لن يقبل به أي سوداني ودبلد واصيل.
نعم تطاول أمد معركة الكرامة وعاني الشعب السوداني كثيراً جراء ذلك لكن هذا التطاول صنعه بعض الخونة والمرتزقة المتعاونين مع المتمردين حيث يوجد عدد كبير من الجواسيس والعملاء مدفوعي الثمن الذين باعوا انفسهم من أجل دراهم معدودة لكن نقولها صراحة للنسر كباشي سنصبر ويصبر شعبنا حتي يعجز الصبر عن صبره لكنا في المقابل نريد أن لاتنقطع طلتك البهية علي هذا الشعب المغلوب لأن ظهورك يبعث الأمل في النفوس بأن كلو ماشي حسب الخطة التي وضعتها القيادة العليا للقوات المسلحة العظيمة،وفي الختام نقول لك كباشي كلو ماشي لكن لانريد أن يكون ماشي للوراء.