أسامه عبد الماجد
ترشيح رئيس وزراء
¤ تناولنا بالامس اهمية تشكيل حكومة في هذا التوقيت.. قد يساعد في رفع العبء عن مجلس السيادة ليتفرغ الى العمليات الحربية، بما فيهم مالك عقار.. والذي حتما يتابع الاوضاع عن كثب في جبهة النيل الازرق.. ولكن هل القيادة تعتزم تشكيل طافم وزاري.. واجراء تغييرات وسط الولاة تسهم في تقوية الصف ؟!.
¤ المؤشرات تقول لا!.. والا لكانت الحرب كفيلة بحث القيادة للاسراع بتشكيل حكومة كاملة.. او اجراء عملية سد الثغرات.. لا احد يعلم بالضبط ماذا يريد الرئيس البرهان وكيف يفكر.. حتى اقالة المتمرد حميدتي تأخرت كثيرا.، تمت في 19 مايو الماضي.. الاوضاع تتطلب تسمية رئيس وزراء..
¤ لكن حال رأت القيادة ذلك، لا اعتقد انها ستذهب بعيدا عن محيطها.. هكذا العقلية السودانية في كل الحقب.. ودونكم الانقاذ التي تقلب في مناصبها قيادات بعينها لسنوات طويلة.. وبالتالي كيف سيكون الحال لمكون عسكري لا تجربة له.. وظل يخوض معركة سياسية شرسة طيلة اربعة سنوات في مواجهة قوى شريرة ومتآمرة وشباب هائج اضاع مستقبله بما كسب يداه بخروج دون هدى للشارع.. انتهت بحرب حقيقية وفي العمق هي اخطر معركة يخوضها الجيش السوداني بعد هجليج.. عندما احتلت دولة الجنوب المنطقة على مرتين في 2012 .. وللمفارقة كانت الثانية في شهر ابريل.
¤ لو قرر البرهان اختيار رئيس وزراء قد لا يتجاوز من هم حوله وفي مقدمتهم نائبه مالك عقار ،مساعده الفريق مهندس ابراهيم جابر وضابطه اللواء عبد الرحمن الصادق.. وهكذا فعلت قحت لم تتكبد عناء البحث.. ووجدت في مرشح وزير المالية لحكومة معتز موسى ، عبد الله حمدوك ضالتها.. واختارت لمنصب الوزير الاول عمر مانيس النائب الاسبق لمندوب السودان بنيويورك.
¤ المطلوب من رئيس الوزراء ثلاثة مهام على الاقل في هذا التوقيت.. بسط الامن، اعانه الناس في معاشهم والمساهمة بقدر المستطاع في اعمار مادمرته الحرب.. أي محاولة لتوسيع مهامه، مؤشر او دعوة لافشاله.. بالنظر الى الثلاثة – باعتبار ان البرهان مثله والبشير يفكر داخل الصندوق – رغم ان البشير كان يملك ذراعا سياسيا قويا وطويل، يعتبر عقار هو الانسب لجهة انه عمل وزيرا اتحاديا وواليا.. وبعرف كيفية بسط الامن وادارة المال بين المركز والولايات.. ¤ لكن لو سالتوا العبد لله ، على قول د. البوني – نفتقد كتاباته الشيقة – اقول يجب التفكير خارج الملعب الحالي.. واختيار شخصية من خارج النادي السياسي.. غير مثقلة بفواتير الاحزاب. والانتماء. ولا توظفها القوى السياسية في خانة لاتعرف مهامها او كيفية سدها كما فعلت قحت مع حمدوك الذي يفتقر للفنيات وضعيف اللياقة الذهبية.. الذي كان متسللا طيلة زمن مبارة الفترة الانتقالية.. وفشل مرارا في هز الشباك.. رغم الفرص الثمينة التي اتيحت له.. و(باصات) هيثم مصطفى التي هيأها له المجتمع الدولي.. ورغم التشجيع المتواصل بالمدرجات من الشعب.
¤ كان كل تصويب وارغو الحمدوكي في (الاوت).. رغم غض طاقم التحكيم من المجلس السيادي الطرف عن مخالفاته وفريقه الفاشل.. بما فيها استخدام اليد لتمرير الكرة عبر (لجنة التمكين) التي كانت بارعة في ارتكاب (الفاولات) واللعب على الاجسام.. وشد الاخرين من اقمصتهم.
¤ قد نكون في حاجة لوجه جديد مثل اشرف الكاردينال.. الذي يرتدي قميص المنتخب القومي.. لم يكن ضمن كشوفات فريق حزبي.. يمتلك شعبية جارفه ومكانة رفيعة في ثلاثة اوساط حية ومؤثرة (رياضية ومالية ومجتمعية من طرق صوفيه وادارات اهلية ومنظمات مدنية ).. مما يؤهله للعب بحرية وبمعنويات عالية دون ان تمارس عليه اي ضغوط.
¤ ثم ان اللياقة المالية العالية للكاردنيال لن تجعله رخيصا وكذلك من هم حوله.. لن يحتاج ان يكون راتبه وطاقمه بالدولار من خارج الحدود كما كان اللاعب الفاشل حمدوك.. ولن يكون (كردنة) عرضه للابتزاز من اي جهة ترغمه على بيع مباريات عطاءات الموانئ او الثروة الحيوانية والمعدنية وغيرها بابخس الاثمان.. كما يمتلك خط دفاع اعلامي يجيد التعامل باحترافيه مع كل الهجمات وقيادة الهجمات المضادة بمهنية عالية.. مجموعة البلد الاعلامية ويالها من مؤسسة.. يملك الكاردينال شبكة اتصالات واسعة، وهو شخصية تتمتع بقدرة كبيرة على طرح المبادرة..
¤ مثل اشرف قارئ جيد للملعب.. وعلى دراية باجواء المباريات (العمل في مجال التنمية والمشروعات).. وله خبرة دولية مصقولة بالمال والاعمال من علاقات برؤساء دول وحكومات افريقية.. احوج مانكون لها خاصة مع رؤساء الجنوب ، كينيا ، اثيوبيا ،اريتريا ورواندا ونافذين بتلك الدول وغيرها من البلدان.
¤ كثير من الدول اتجهت لتشجيع اللاعبين اصحاب المال ليقودوا شعبهم لانهم في كامل الجاهزية واللعب في كل الخانات وتحت الضغط المتواصل.. ويقفون في الخانة الصحيحة وبارتياح.. في مقدمتها الولايات المتحدة التي قد تجدد الثقة مرة اخرى في دونالد ترامب.. وليبيريا التي وثقت في النجم العالمي رجل الاعمال جورج ويا رئيسا.. وزامبيا التي انتخبت رجل الاعمال هاكايندي هيشيليما (الرئيس الحالي).. وللمفارقة خاض خمسة انتخابات رئاسية سابقة فشل في تحقيق الفوز فيها كلها.
¤ واختارت باراغواي للرئاسة هوراسيو كارتيس (2013- 2018).. يمتلك عشرات الشركات وبنك، وأكبر شركة لتصنيع السجائر في بلاده ومصنعاً للمشروبات الغازية. وهو رئيس (ليبرتاد) من أفضل اندية الكرة القدم في باراغواي.
¤ وهناك تجارب لرجال اعمال اثرياء تقلدوا منصب رئيس وزراء اشهرهم اللبناني الراحل رفيق الحريري ومن بعده نجله الملياردير سعد ويقود ليبيا حاليا المهندس عبد الحميد دبيبة امبراطور البناء والمقاولات.. ريشي سوناك (بريطانيا) والراحل سيلفيو برلسكوني (ايطاليا) المالك الاسبق لنادي (إيه سي ميلان) وقبل شهرين اختار البرلمان التايلاندي رجل الأعمال سريتا تافيسين .. ومن قبل كان في ذات المنصب رجل الاعمال المعروف تاكسين شينا مالك سابق لنادي مانشيستر سيتي وشهيد حقان في باكستان
¤ ومهما يكمن امر .. انظروا للكاردينال وقارنوا بينه وحارس قوافل (الجمال).