رشان أوشي … تكتب … طوفان “آل دقلو” وسفينة “مناوي” بدارفور
رشان أوشي … تكتب …
طوفان “آل دقلو” وسفينة “مناوي” بدارفور…
طوفان الحرب الأهلية في دارفور اقتحم التاريخ، ووضع بصماته العميقة على الإقليم، شعباً ودولة، صفحات التجارب عبر الأزمنة، شاهدة على منعطفات حادة واجهت أهل هذه البقعة السودانية الطيبة، كما أن تعقيدات وتشابكات الأحداث، لم تأت بما تشتهيه السفينة الدارفورية التي حطمتها أمواج الصراع العنيف، فالأنواء والعواصف تضربها بقسوة من مرحلة إلى أخرى، كأن قدر الموت والدمار يلازم هذا الشعب.
بعد هروبه من “الخرطوم” إلى “نيروبي” عبر الحدود التشادية ومنها إلى الإمارات بواسطة طائرة خاصة، عاد قائد ثاني مليشيا الدعم السريع “عبد الرحيم دقلو” إلى إقليم دارفور، نتاج تعرضه لضغوط عنيفة من قادة جيشه الميدانيين.
ظهر “دقلو” “يوم الجمعة بمدينة مكجر _ولاية وسط دارفور، وتناول وجبة الفطور بمنزل أحد رجال الإدارة الأهلية، وناقش برفقة عدد من زعماء العشائر مبادرته للصلح بين قبيلتي” السلامات “و” البني هلبة “، بعد صراع قبلي عنيف خلف خسائر فادحة، وقع قبل أسبوع تقريبا.
عودة” دقلو “ضمن خطة إماراتية، تهدف إلى سيطرة المليشيا على إقليم دارفور، بعد فشل محاولة السيطرة على العاصمة، للضغط بها عبر طاولة التفاوض القادمة.
تنتشر المليشيا في معظم مناطق إقليم دارفور، وتسيطر تماما على حدود” السودان “مع جمهورية” أفريقيا الوسطى “، بينما تسيطر الإمارات على الحدود السودانية التشادية، حيث تستغل مطار” أم جرس “لإمداد الدعم السريع بالسلاح ونقل المصابين لتلقي العلاج، ودخول المقاتلين، كانت مكافأة الرئيس التشادي” محمد كاكا ديبي “قرضاً بقيمة مليار دولار من أموال الإمارات، وتسليح للجيش التشادي الذي يواجه معارضة مسلحة عنيفة.
ما زالت شركات” آل دقلو “تمارس نشاطها في تعدين الذهب بمناجم” سنقو “و” الردوم “، كميات كبيرة تهرب يوميا عبر” أفريقيا الوسطى “إلى الإمارات، تحت حماية عناصر” فاغنر “.
يسعى” عبد الرحيم “للسيطرة على إقليم دارفور عبر ترهيب أو ترغيب زعماء القبائل والعشائر، حيث ينشط هذه الأيام في عمليات تجنيد واسعة وسط الشباب.
ستغرق دارفور مرة أخرى في سيناريوهات قاتمة، إذا نجحت مساعي” آل دقلو “في نقل الحرب إلى الإقليم بعد فشل السيطرة على العاصمة واستلام السلطة.
في ذات الوقت يلتزم حاكم إقليم دارفور” مني اركو مناوي ” بموقف غريب، وهو يرى بأم عينيه تطاير الشرر من النار التي بدأت تستعر لتحرق الإقليم مرة أخرى، مما يعني إعادة إنتاج الأزمة، ولكن هذه المرة المتمردين هم” الجنجويد “بينما صعد خصومهم السابقون إلى السلطة.
هل سيلتزم” مناوي “الحياد حتى يواجه مصير وال غرب دارفور جنرال” خميس أبكر “رحمه الله؟، أم سيجد نفسه مجبرا على مواجهة” آل دقلو “قريبا.
حياده لن يجعله بمأمن من بطش المليشيا التي بالطبع لن تسمح له بحكم دارفور سياسياً بينما تسيطر هي عسكرياً.
محبتي واحترامي