أسامه عبد الماجد … يكتب … مناوي.. المليشياوي !!

 

أسامه عبد الماجد

مناوي.. المليشياوي !!

 

¤ المقياس النهائى للرجل ليس حيث يقف فى لحظات من الراحة.. ولكن أين يقف فى أوقات الصراع والجدل.
(مارتن لوثر)

¤ بشئ من اللامبالاة قدم رئيس حركة التحرير – ولا نقول السودان لان تلك اكاذيب واوهام – مني اركو مناوي سرد تفصيلي للخمسة ايام التي سبقت، تمرد مليشيا الدعم السريع الإرهابية.. ومحاولتها الانقلاب على القوات المسلحة لاستلام السلطة بالقوة.. كانت كل معلومة ادلى بها مناوي، مقرونة بمعلومة اخرى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المليشيا تتجه الى الحرب.. واطلقت الرصاصة الاولى، بمعاونة من قحت التي قدمت لها الاسناد السياسي.. وقادت رحلة البحث عن تاييد دولي لها.
¤ اكد مناوي اتجاة المليشيا الى الحرب واستعداها لها.. دلل على ذلك بلحظة خروجهم من منزل عبد الرحيم دقلو (الساعة 1 صباح الاربعاء 12 ابريل).. قال مناوي: (لاحظت حجم قوات أمام منزل عبد الرحيم مبالغ فيها، وكانت معززة بالراجمات ومضادات الطيران وبعض المدرعات)، كما لاحظ حجم التوتر بين حراسة حميدتي وحراسات القيادة العامة.
¤ وفي ذات يوم الاربعاء كان مناوي واخرين في اجتماع ببيت الضيافة مع البرهان بحضور كباشي.. ابلغهم كباشي بتعزيز حميدتي قواته في مروي بـ (54) سيارة قتالية.. وصلت مروي بعد ساعات من لقاء مناوي واخرين بعبد الرحيم دقلو… وبحسب مناوي قال لهم البرهان ” قبل شهور كان عدد قوات حميدتي في الخرطوم أقل من (30) ألف، الآن فاقت الـ (100) ألف مقاتل ولا يزال يحشد المزيد).. ورجح كباشي أن حميدتي لديه خطة انقلاب بمعاونة ضباط من الجيش.
¤ لكن الذي استوقفني اذا كان مناوي تيقن وقتها – قبيل الحرب – ان المليشيا تنوي التمرد.. وحدث ذلك بالفعل.. وارتكبت كل الجرائم الفظيعة، من قتل وتشريد واغتصاب واسر ونهب.. ما الذي يجعله وهو رجل دولة.. حاكم لاقليم دارفور يقف هذا الموقف المخزي.. وكأنما الحقائق غائبة عنه.. او هناك حالة (غباش) بشان الذي حدث ؟!.
¤ نحن في معركة (اخلاقية) قبل ان تكون (عسكرية).. تتطلب توفر ذخيرة من الضمير .. وسلاح من الشجاعة مستجلب من مخزن المروءة.. ويتحلى الشخص بالاحساس بالمسؤولية الاخلاقية قبل الوطنية.. جرائم المليشيا موثقة وباتت معلومة لدى الجميع عدا امثال مناوي.
¤ يراوغ مناوي ويوحي انه صديق للقوات المسلحة.. لكن (الاصدقاء) اخطر على الجيش من ا(لاعداء) الاخيرين حسموا امرهم بالوقوف الى جانب الباطل.. والاولين متنازعين بين موقفين.. ربما بين (الدولارات) و(الادانات).. يدعي مناوي الزعامة الثورية.. وعندما جاءت لحظة (الاختبار) حدث (الانهيار).. انحاز مني الى جانب (الاشرار) على حساب (الاخيار) في القوات النظامية والشعب السوداني الذي قتلته المليشيا وشردته ونهبته واغتصبت الحرائر منه.
¤ برع اركو منذ سنوات في لبس الاقنعة.. والظهور باكثر من وجه حسبما تقتضي المواقف وربما المصالح.. اننا نعيش في زمن (المطامع) و (المغانم).. اذكر ان مناوي عندما كان كبير مساعدي الرئيس في حقبة الانقاذ.. (ايام كان في دولة وفي حكومة وفي قيادات وفي مال) كما قال ذات مرة في مؤتمر صحفي بمنزله.. اذكر وقع اشتباك بين قواته ونظاميين بالمهندسين بام درمان.. ما ادى لمصرع عدد من جماعته.
¤ تم موارة القتلى الثري في جبل طورية بغرب ام درمان.. يومها ذرف مناوي الدموع.. وكان ذلك حديث الصحافة.. اين دموعه اليوم وصديقه والي غرب دارفور المغدور خميس ابكر يغتال بوحشية.. ويمثل بجثته التي وطاتها عجلات سيارة لجنجويدي متوحش وسط فرحة العصابة الاجرامية وزغاريد نساء هن اكثر دموية من الرجال.. واين مني من القتل والتهجير الذي حدث لابناء عمومته في غرب دارفور
¤ ان مناوي ليس بامين على اهلنا في دارفور.. خذل الشعب السوداني بصمته عن جرائم المليشيا .. وفجع فيه اهل دارفور وهم يرونه يصمت عن قول الحق.. ان كلمة الحق غالية.. لافرق بين مني وسلك وعرمان وشلة قحت الذين يعتقدون ان الجولة للباطل
¤ ومهما يكن من امر فات على امثال مناوي ان الحق سينتصر لذاته.. ليس بالقوة او الشدة وان (دنيا زايلة و زايل نعيمكي)

Exit mobile version