المعركة الإقتصادية
يا سعادة البرهان .
✍️ الهندي الريح النور
⭕ إن القتال في الميدان الإقتصادي لا يقل أهمية عن القتال في الميدان العسكري والإنتصار في هذا الميدان يعزز الإنتصار العسكري ويحميه وبينهما علاقة طردية فكلما حمي وطيس الحرب إحمّرت أحداق الإقتصاد ويذدهر الأقتصاد كذلك عندما تضع الحرب أوزارها ويحدث الإستقرار .
⭕ إن إضعاف إقتصاد الدولة وإنهاكه يعد من أقوى الأسلحة التي يستخدمها الأعداء فتكاً ضد الدولة وغالباً ما يشعلوها بخلاياهم النائمة من جيوش العملاء والخونة والمرتزقة والطابور الخامس .
⭕ إن الأزمة الإقتصادية التي بدأت تطل برأسها على السودان لها أسباب إقتصادية بطبيعة الحال وأخرى غير إقتصادية مما يتطلب النظر إليها بكلياتها وشمول تأثيرها وتحديد أسبابها والجهات المسؤولة عنها حتى يتثني وضع المعالجات المناسبة وتوسيع دائرة الأجهزة المنوط بها المساهمة في تجاوز هذه الأزمة حتى لا تكون حصرا في بنك السودان ووزارة المالية فقط .
⭕ يُعد إرتفاع سعر الدولار أمام الجنيه السوداني الآن من أكثر وجوه هذه الأزمة الإقتصادية سفوراً مع وجه آخر ملازم له ومتأثر به وهو التصخم والذي ظهر جلياً من خلال الإرتفاع العام في مستوى الإسعار بطريقة لم تحدث من قبل .
⭕ على السيد رئيس مجلس السيادة أن يحقق إنتصارات في هذا الميدان تعزز إنتصاراته في معركة الكرامة ومعركة السيادة وذلك من خلال قرارت صارمة تعيد للإقتصاد توازنه الذي كان عليه حتى في ظل الحرب ولفترة أربعة شهور من بداية إندلاعها .
أولاً :
إلزام وزارة المالية والإقتصاد وبنك السودان المركزي بتشخيص الأسباب الإقتصادية والمالية للأزمة الماثلة ووضع معالجات مالية ونقدية وإقتصادية لمعاجة أسبابها.
ثانياً :
تفعيل دور اللجنة الإقتصادية العليا ومنحها إختصاصات إضافية تناسب المرحلة على أن تستمر بذات هيكلها الإداري ناقصاً رئيسها المتمرد المحلول وعمل إحلال وإبدال لبعض أعضائها الغير فاعلين إن لزم الأمر
ثالثاً :
توجيه وزارة المالية والخارجية بمتابعة تعهدات المانحين في جنيف الذين إلتزموا بدفع مبلغ مليار ونصف دولار مساعدات إنسانية للسودان في حال نشوب أزمة إقتصادية في السودان .
رابعاً :
توجيه الأجهزة الأمنية والشرطية ومكافحة التهريب بوضع خطة عاجلة لمحاربة السوق الأسود والتهريب والمضاربات على أن يتم الإعلان عن عقوبات رادعة لكل من يعبث بمقدارت الشعب السوداني .
خامساً :
توجيه وزارة التجارة والجهات ذات الصلة بالتجارة الخارجية في الولايات وخاصة الحدودية منها بالإلتزام بالضوابط الإدارية والإجرائية والقانونية في عمليات الإستيراد والتصدير .
سادساً :
عزل وزير الإعلام الحالي فهو يعد أضعف حلقة في هذه الحرب ومعلوم دور الإعلام في بث روح الطمأنينة وسط المواطنين ونقل الأخبار الإيجابية لهم مما يقلل من خطر الهجمة على الدولار من أجل تحويل مدخراتهم للخارج بسبب ظروف عدم التأكد بمآل الأوضاع الإقتصادية.
*سابعاً :* حث القطاع الخاص ورجال الأعمال للإطلاع بمسؤولياتهم تجاه الوطن الذي كان ولا زال ميداناً لإستثماراتهم ونمو أموالهم وذلك بمبادرات منهم كقطاع تسهم في تحسين الوضع الإقتصادي و تخفف من وطأة أثر تدهوره علي المواطنيين .
ثامناً :
تذليل كافة الصعاب التي تواجه المؤسسات والجهات ذات الدخول والإيرادت العالية وكذلك تلك التي تسهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية مثل مشروع الجزيرة والمواني وشركة المعادن السودانية وغيرها .
تاسعاً :
تكوين مجلس إستشاري إقتصادي يتبع للمجلس السيادي يتكون من خبراء وعلماء ومختصين مهمته وضع سياسات ونصائح إقتصادية تسهم في الخروج من الأزمة.
عاشرا :
تقديم مشروعات تنموية لمؤسسات التمويل الدولية والصناديق العربية بغرض التمويل العاجل.
نحن على ثقة أننا سوف نتجاوز هذه الأزمة الطارئة التي ألمت بالسودان بسبب الحرب الممولة والمدعومة من الخارج وعملاء الداخل وإن العبقرية السودانية التي أفشلت مخطط إحتلال السودان والسيطرة عليه قادره على إبتكار حلول تخرج الإقتصاد السوداني لبر الأمان .
والله من وراء القصد