رشان أوشي … تكتب … مافيا التأشيرات
الأنبياء الكذبة… والاستثمار في أزمة الشعب السوداني (5_10)
رشان أوشي
مافيا التأشيرات..
الفساد كالرائحة الكريهة، لا يكفي أن تسد أنفك عنها بل يجب أن تتحرى عن مصدرها فتزيله. (سقراط)…
ربما العالم بأسرة إصابته الحيرة في حجم الفساد الذي ضرب الدولة السودانية وكاد أن يودي بها؛ حتى الحرب التي قضت على الأخضر واليابس في عاصمة البلاد، ورئتها التي تغذيها بالحياة، لم تدفع من ولغوا في أموال الدولة إلى التوقف عن استغلال وابتزاز الشعب المكلوم.
فاجأت الحرب الآمنين في بيوتهم، وهي في جوهرها نتاج أخطاء الساسة وأطماعهم، وفسادهم السياسي المتجذر منذ استقلال السودان، ولن تكون الأخيرة أن استمر حال الدولة بهذه الشاكلة، واستمر تناسل العقول العاجزة عن الاصلاح .
قرر السودانيون الفرار من الأرض المحروقة، والبحث عن الأمان في بلاد الله الواسعة، وكانت الأقرب لاحتضان القلوب الوجلة هي مصر، التي تربطنا بها روابط التاريخ المشترك والوجدان المفعم بالانتماء.
ولكن سماسرة الأزمات، لصوص المال العام لم يفوتوا فرصة الاستثمار في أزمة الشعب، ونسبة لتدفق أعداد مهولة من اللاجئين إلى المعابر، أصبحت مسألة الحصول على تأشيرة دخول مهمة صعبة للغاية، تكلفك البقاء لأيام وقد تمتد لأسابيع في انتظارها، كانت فرصة سانحة لعصابات المافيا التي تتستر خلف الوظائف العامة لابتزاز المنتظرين.
موظفون كبار ومديرو مكاتب وزراء نشطوا في تجارة التأشيرة لجمهورية مصر، إذا رغبت في الحصول عليها بسرعة ليس أمامك سوى الاستعانة بهذه المجموعة مقابل (1500) دولار، رغم أنها إجراء مجاني وفقاً لاتفاقية الحريات الأربع.
علمت من مصادري أن سفير جمهورية مصر أبلغ شخصية دستورية رفيعة بأن وزارة بعينها في يوم واحد أدخلت (500) جواز سفر للحصول على تأشيرة إلى القنصلية المصرية ب “بورتسودان”.
هل تصدق عزيزي القارئ أن موظفين كبار تركوا مهامهم في جهاز الدولة، وأصبحوا تجار تأشيرات دخول؟.