الخرطوم – خاص النورس
الفكرة المركزية او النقطة الجوهرية التي يتفق حولها السياسيون الوصول الى جيش موحد او واحد . وبالتالي ينتفي حولها وجود مليشيات او حركات مسلحة في المستقبل بالبلاد . واذا كانت حكومة بعد الثورة استطاعت الوصول الى اتفاق للترتيبات الامنية لحركات ماتسمى بالكفاح المسلح في جوبا دمجها في الجيش القومي وبدأ تنفيذ ذلك . الا ان وضعية قوات الدعم السريع تختلف عنها بسبب تبعيتها للجيش ومنصوص عليه في دستور 2005 بالإضافة الى الوثيقة الدستورية لقحت . تلك الوضعية جعلت من النقاش حول مستقبل الدعم السريع يأخذ ابعاد مختلفة. ورغم اتفاق قوى ثورة ديسمبر على حل الدعم السريع تحت شعارات الشارع ( الجنجويد ينحل) الا ان المصالح والمطامع تدخلت لجعلها من قوة عدوة للشعب لقوى صديقة للقوى السياسية التي سعت للوصول للحكم باقصر وسيلة وهي الانقلاب . لذلك كان امر مناقشة دمج قوات الدعم السريع في ورشة الاصلاح الامني والعسكري شهدت مشادات ومفارقات كبيرة وتحول درامي بين المعسكرين . كذلك شهد كيف حاولت قوى الحرية والتغيير المركزية اطالت امد بقاء المليشيات في الدولة . وبدلا من انها قوة مهددة للتحول الديمقراطي الى قوة تسعى لجلبها بقوة السلاح . ولان الحرب في الخرطوم وضعت النقاط على الحروف فان النتيجة النهائية لها قناعة الجميع بجيش وأحد وسودان بلا ملايش او حركات مسلحة. ولان الجيش في تاريخه لم يقبل بمثل وضعية الدعم السريع بالدولة فإن المستقبل مابعد حرب لن يكون بمثل ما كان في الماضي ولن يلدخ المؤمن من الحجر مرتين .. إذا كيف ننظر لمستقبل المليشيات بعد انتصار الجيش ودحر التمرد؟
وجهة نظر
يضع المختص في الشئون العسكرية د. ابو بكر ادم عدة سيناريوها في حال حققت القوات المسلحة انتصارا كاسحا على مليشيات الدعم السريع وقال لـ(النورس نيوز) يجب وضع في الاعتبار رؤية الجيش في المقام الاول لمستقبل تلك المليشيات . تلك الرؤية تتضمن وجهتا نظر الرؤية الاولى في ارض المعركة وهي تعبر عن حسم المعركة عسكريا دون النظر الى مالات التفاوض الذي يجري في بعض الدول . وهنا يمكن ان نقراء تصريحات نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول ركن شمس الدين الكباشي بشان حسم المعركة عسكريا وان ما يواجه السودان عدوان يمس امنه القومي وبالتالي لابد من حسم المعركة عسكريا باعتبار ان الجيش معني بنص الدستور عن حماية الامن القومي من المهددات . اما الرؤية الاخرى او وجة النظر الثانية متعلقة برؤية الجيش للتفاوض مع الدعم السريع التي تتعلق بخروجهم من منازل المواطنيين ومن المرافق العامة ووضع السلاح والتجمع في معسكرات محددة حتى يوم التعامل معهم . بالتالي في الحالتين المليشيات يبدو انها اختارة ان لا حل لها سواء الاستمرار في القتال والقضاء عليها . لذلك لا حديث عن المستقبل او القبول بالشروط التي وضعها الجيش سوى الاستسلام ومن ثم الحديث عن الدمج عبر بوابة الجيش . ويبدو من ذلك ان المليشيات اختارت الاصعب اختارت الانتحار بدلا من بصيص الامل الذي يمكن ان ياتي به اي اتفاق مع الجيش .وقال ادم هذا بالطبع ينسحب على الحديث عن المستقبل السياسي للمليشيات ولكن يصتدم بان الدعم السريع هي قوات عسكرية ولهذا رفض الجيش اشراك اي جهة سياسية في التفاوض معها في جدة وحتى قوى الحرية والتغيير تعتبر واجهات لاحزاب يمكن ان تختلف حول مستقبل الدعم السريع ولا اظن سيكون هناك اتفاق رينهم سوى الزراع العسكري ريثما يتحقق مقاصدهم سيتم ابعادها او إنكارها ولفت ادم الى الشعارات التي رفعتها الثورة بحل الجنجويد وتصريحات قادة قحت السابقة والسالبة تجاه الدعم السريع . ولهذا العلاقة بين الدعم السريع وقحت علاقة مصلحة . ولا يمكن ان تساند تلك القوى لتحول المليشيات لحزب سياسي . الامر الاخر الفظائع الكبيرة والجرائم الواسعة النطاق التي ارتكبتها اصبحت وصمة في تاريخ البلاد والمواطن ولا يمكن باي حال من الاحوال يمكن تقديم الدعم السريع كقوة سياسية مقبولة في الوسط او الراي العام . الامر الاخير الادانان والاتهامات التي تطال المليشيات من المنظمات الدوليةوالاقليمية تجعل من العسير ان يكون لهم مستقبل . وابان ادم ان المليشيات ليست لديها رؤية او هدف للحكم مشيرا الى اقرار يوسف عزت الناطق الرسمي بانهم عندما دخلوا الحرب ليس لديهم خطة لادارة العاصمة ناهيك السودان.
اطماع التمرد
ويرى المحلل السياسي والأكاديمي د. وليد عبد القادر ان مستقبل الدعم السريع في ظل التطورات على الارض سيكون لا وجود لها على الخارطة السياسية او العسكرية. بسبب اطماع التمرد في تأسيس ممكلة ال دقو . التي فشل فيها . وقال وتلك الاطماع ليس السودان وحده سيتم تكرار ما فعله في السودان بتشاد والنيجر ونيجيريا وغانا ومالي . وهو ما يسمى بهلال مملكة ال دقلو . مشيرا الى تاريخ الدعم السريع ومشاركة قايده محمد ابن حميدان وهو المؤسس للمملكة في الهجوم على تشاد بمساندة ليبيه والتي ادت لهزيمتهم وطردهم من تشاد . وبالتالي بعد حل الدعم السريع وما تم كشفه من مخططا للتمرد بالداخل والخارج تعني ان العالم سيتحد ضدها وتصنيفها منظمة او حركة ارهابية وهذا يقف حجر عثر امام اي تحول في المستقبل . واعتبر ان السودان باللنسبة لهم مرحلة اولى سوف يمتد مخططهم لدول اخرى في محيط السودان سوى مصر اوتشاد او افريقيا الوسطى وغيرها من الدول التي تعتبر مهمة لها . ففي حال انتصار الجيش هناك سيناريوها سوف تتم تجاه متمردي الدعم السريع منها هروبهم وعودتهم الى دولهم وقراءلهم او شعائرهم اما المؤثرين بينهم سيكونون مطاردين عبر القانون ومرصودين في كل الدول باعتبار هناك عقوبات تجاههم اما الذين تم القبض عليهم سيعاملون معاملة الاسرى ويطبق عليهم القانون . وقال لا اعتقد انه سيكون هناك مستقبل لانها في الاساس هي قوات عسكرية الا اذا تحول الى حزب سياسي تحت مسمى جديد.
الهزيمة النهائية
وقال الخبير الإستراتيجي بروفسير الفاتح محجوب لـ(النورس نيوز) إن قوات الدعم السريع تترنح حاليا وهي علي وشك اعلان هزيمتها في اي لحظة فهي قد فقدت التعاطف الشعبي وباتت محل بغض وكره شديدين بعد ان تحولت للصوص وقطاع طرق ونهابين ومغتصبين وهو امر انعكس علي كل منطقة او حي تسيطر عليه اذ يصبح علي الفور خالي من السكان وتنعدم فيه تدريجيا الخدمات وهذه مؤشرات واضحة علي تلاشي قوات الدعم السريع وقرب اعلان هزيمتها بشكل كلي وان الهزيمة النهائية مسالة وقت فقط لاغير بالتالي لا مستقبل لهم