ما وراء الخبر
سد النهضة .. فى محيط زلزالى
محمد وداعة
شواهد على عوامل إزاحة وتحرك مختلفة الاتجاهات في أقسام مختلفة من السد الخرساني (الرئيسي) والسد الركامي
إثيوبيا رفضت وجود أي خبير دولي لتقييم مدى القوة الخراسانية للسد
منظمة البيئة الدولية لن تساهم فى السيطرة على اى كوارث بيئية محتملة ، لعدم التزام اثيوبيا باشتراطات المنظمة الدولية
اثيوبيا تستغل انشغال السودان بالحرب و تحول موضوع سد النهضة الى ملف سياسى
أدان البرلمان العربي فى اختام اجتماعاته بتاريخ 10 سبتمبر 2023 م ، استمرار إثيوبيا في اتخاذ خطوات أحادية الجانب، وذلك بعد الإعلان عن إتمامها عملية الملء الرابع لخزان سد النهضة، مؤكدا أن تلك الاعمال تتناقض بشكل تام مع الاتفاقيات الثنائية والدولية التي تنظم استخدام مياه نهر النيل، وكذلك مع القوانين والاتفاقيات المنظمة لاستخدام مياه الأنهار الدولية بشكل عام، واعتبر البرلمان في بيانه الختامى أن اتمام الملء يتناقض مع مبادئ حسن الجوار، مطالباً الجانب الإثيوبي بعدم المماطلة والتوقف عن التعنت المستمر لنحو عشر سنوات من المفاوضات، أثبتت خلالها كل من مصر والسودان مواقف مسؤولة ومتزنة تعكس الحرص الشديد على التوصل إلى اتفاق يراعي مصالح جميع الأطراف، وأكد البرلمان العربي مجددا أن أية تصرفات أحادية لن تغير شيئاً من الطبيعة القانونية والتاريخية للحصص المائية الثابتة لكل من مصر والسودان في مياه نهر النيل، والمعترف بها دولياً
.
من الواضح ان اثيوبيا ماضية فى خطتها لاكمال ملء السد دون اى اعتبار لمصالح السودان و مصر و حقوقهما المائية ، وتعمل من جهة اخرى على اعاقة التوصل لاتفاق نهائى ووضع الدولتين امام الامر الواقع ، اثيوبيا لم تنفذ اتفاق المبادئ الذى ينظم تبادل المعلومات ، و لم تقم بعمل دراسة للاثر البيئى للسد ، و لا خطتها لادارة تدفق المياه و حجم التخزين فى بحيرة السد ، كما لم تحدد المخاطر التى تراها و التى تؤثر على سلامة السد ، و تأتى الزلازل التى امتد من تركيا و شمال سوريا ووصلت انزلاقات القشرة الارضية الى المغرب ، بالاضافة الى دراسات عديد ذكرت ان البحر الاحمر نتج عن انفلاق ارضى عرف بالاخدود الافريقى مما يزيد من احتمالات وقوع زلازل فى كل منطقة القرن الافريقى بما فى ذلك منطقة السد ، وهذا يعنى ان المناطق اسفل السد مهددة بالغرق لسنوات فى المنطقة المحددة من منطقة السد الى منطقة اسوان فى مصر ، بما فى ذلك تهديد السدود على مجرى النيل الازرق و نهر النيل بالانهيار على الاقل سدى الروصيرص و مروى ،
آخردراسة دولية حديثة شارك فيها متخصصون من عدة جامعات حول العالم، إضافة إلى خبراء مصريين و سودانيين، خلصت إلى وجود شواهد على عوامل إزاحة وتحرك مختلفة الاتجاهات في أقسام مختلفة من السد الخرساني (الرئيسي) والسد الركامي (المساعد)، ما ينذر بانهيار السد، وهذا بالطبع، بحسب الخبراء، لا يضر بإثيوبيا فقط، بل تصل أضراره إلى السودان ومصر ، قام الدارسون بتحليل 109 صور ومشاهد في الفترة الممتدة بين ديسمبر 2016 ويوليو 2021، باستخدام تقنية الأشعة الرادارية، وخلصوا إلى النتائج الخطيرة التي أعلنوا عنها ، يقول أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس الشراقي (هناك مشاكل فنية كبيرة في سد النهضة، طبقاً لتقرير لجنة الخبراء الدوليين في 2013، وهذا تقرير فني رسمي دولي ، كما ترفض إثيوبيا وجود أي خبير دولي لتقييم مدى القوة الخراسانية للسد ، وتابع وفقآ لقناة الميادين (هناك مخاطر جيولوجية في منطقة سد النهصة حيث يقسم أكبر فالق على سطح الأرض الهضبة الإثيوبية إلى نصفين، وهو الأخدود الأفريقي العظيم الذي قد يسبب وجود جبال بركانية ونشاط زلزالي يعد الأكبر في القارة الأفريقية، كما توجد في إثيوبيا انحدارات شديدة تبدأ من 5 اَلاف متر من سطح البحر إلى 500 متر، ما يسبب سرعة جريان مياه الأمطار وفيضانات شديدة تهدد أي مشروع مائي، وخصوصاً أن هذه الأمطار الغزيرة مدتها 3 أشهر سنويآ، أي في فترة زمنية قصيرة ويوضح الشراقي أنَّ (انهيار سد النهضة يتوقف على كمية المياه المخزنة في السد، ولكن في جميع الأحوال، فإن انهياره يمثل طوفاناً للسودان في الدرجة الأولى، وقد يصل الخطر في حال امتلاء السد الإثيوبي إلى السد العالي في مصر، والذي يبعد 2000 كيلومترويشرح(السد العالي آمن لأنه أفضل هندسياً، لكن من الذي يضمن عدم وجود كوارث طبيعية، مثل فياضانات شديدة ، ويعطي الشراقي مثالاً على ذلك بقوله(شاهدنا ذلك في انهيار بعض المشروعات المائية داخل إثيوبيا، منها مشروع جيبا 2 الذي انهار 3 مرات، وكان اَخر انهيار بعد افتتاحه بـ10 أيام فقط )،
الوضع الان لا يتعلق بفقدان الحقوق المائية للسودان و مصر ، و لا الخسائر المصاحبة لاى سد فى حرمان اسفل السد من الطمى و فقدان آلاف الافدنة الصالحة للزراعة على الضفتين و قد رصدت انحسارات واضحة للنيل فى اعالى عطبرة و نهر النيل و الشمالية ، و بينما لم يتحدد الاثر البيئى للسد حتى الان ، فلا يتوقع ان تساهم منظمة البيئة الدولية فى السيطرة على اى كوارث بيئية محتملة ، لعدم التزام اثيوبيا باشتراطات المنظمة الدولية،
اثيوبيا غير مكترثة للعلاقة التاريخية مع مصر و السودان و غير مهتمة بالفوائد المرجوة من الاتفاق على الامن و الاستقرار لصالح التنمية و السلام ، وهى تستغل انشغال السودان بالحرب و تحول موضوع سد النهضة الى ملف سياسى ، اثيوبيا لن تستطيع فرض الامر الواقع على السودان و مصر ،
11 سبتمبر 2023م