الخرطوم – خاص النورس
زار رئيس المجلس السيادي القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان عقب خروجه من الخرطوم ومباشرة أعماله من بروتسودان زار جمهورية مصر في أول زيارة خارجية بعد اندلاع تمرد الدعم السريع في الخرطوم .ربما كم قال المفكر المصري محمد الفقي هو تقدير للدور وموقف مصر تجاه السودان او كما قال ليس لمصر اطماع في السودان . ثم زار البرهان دولة جنوب السودان وهي لا تقل اهمية من مصر باعتبار ان الجنوب كانت جزء من السودان وتعلم جيدا تفاصيل المشكل السوداني وبالتالي الزيارة تجديد ثقة القيادة السودانية للدور الذي يمكن ان تلعبه جوبا في حل أزمة السودان . بجانب ذلك يمكن ان تستخدم جوبا نفوزها لدى حركة تحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو لوقف هجماته في ولاية جنوب كردفان ومحاولة صرف انتباه الجيش عن معركته الحقيقة في الخرطوم بالاضافة الى رعاية جوبا لتنفيذ اتفاق السلام مع الحركات المسلحة وبحث المعوقات التي تعترض تنفيذها . هنالك انباء عن مشاركة للبرهان في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة فى نيويورك ولعلها اذا تمت فانها تعزز فرضية سيطرته على الاوضاع بالسودان وعكس حقيقة الازمة السودانية للعالم وبالتالي تاخذ الزيارة الى امريكا اهمية كبيرة خاصة ان الادارة الأمريكية سوف تنتهز الفرصة لبحث الازمة عن قرب ووضع الحلول الممكنة لها. بجانب بحث مستقبل العلاقات بين الدولتين . زيارات البرهان يمكن ان تمتد الى دولة قطر التي تعتبر من الدول التي وقفت مع السودان وقدمت كثير من الدعم خلال الحرب . وربما المباحثان تتطرف ملف الحركة الاسلامية ومحاولة البعض لتشويه صورتها الخارجية . ولاتقتصر الزيارة لقطر ربما شملت دولة الكويت والتي ترتبط بعلاقات اقتصادية قديمة بالسودان.
اكثر من اتجاه
البرهان ضرب مثلا للذين يقولون انه في البدروم غيب ظنهم ففاجاهم بالخروج ليس من محيط امدرمان وانما الى البوابة الشرقية مدينة بورتسودان لتصبح الخرطوم كما قال بعض المراقبون كاي مدينة يتواجد بها متمردين ويقوم الجيش بنظافتها والقضاء على ما تبقى منهم . ولكن خروج البرهان والقيام بزيارات الى بعض الدول فيه مدلولات في غاية الاهمية خاصة تلك التي لها تاثير على الوضع الداخلي . ولعل اول تلك المدلولات كما ترى المختصة في الشؤون الدبلماسية مي محمد علي ان البرهان يريد التحرر من القيود التي تتحكم فيه الحرب وبالتالي القيام بوظيفة ادارة الدولة السياسية والتنفيذية وترك الشان العسكري لنوابه وهيئة الاركان بالجيش . الامر الاخر يؤكد خروجه انه يسيطر على الأوضاع في الارض وليس كما يروجه التمرد بانهم يسيطرون على 90% من العاصمة ويحاصرون القيادة . وقالت ل(النورس) تلك الصور يمكن ان تقراء باكثر من زاوية خاصة ان بعض الدول لا تدعم اي حركة تمرد او تغيير بقوة السلاح بالتالي يمكن ان نقراء ذلك في سياق زيارته الى نيويورك التي سوف تتم حيث يمكن للبرهان ان يجني منها الكثير ويمكن تمثل نقطة تحول كبيرة في خارطة الحرب في السودان خاصة اذا علمنا مسبقا ان امريكا لديها معلومان واسعة عما يجري على الارض وهي تؤمن بمنطق القوى في ادارة الدول .ولذلك لن يجد البرهان مشقة في الوصول لما يريد من امريكا على الاقل يضمن حيادها .اما تاثير الدول الاخرى حسب مصالحها ولكن مصر تعلم الاهمية الاستراتيجية للسودان بالنسبة لامنعا القومي بالتالي ليس لديها اطماع داخلية وهو حق مشروع لاي دولة وانما تعلم ما يجري في السودان سوف يجر عليها الكثير من المشاكل اذا لم تتحرك في كل الاتجاهات لضمان استقرار السودان . ولذلك مصر يمكن ان تستخدم تاثيرها كما فعلت في جمع فرقاء السودان في القاهرة مؤخرا لبحث عملية وقف الحرب . مصر كذلك تعلم تاثيرها في افريقيا التي يمكن ان توظفها لصالح وقف الحرب كما فعلت عندما استضافت مؤتمر رؤساء دول جوار السودان اخيرا . كذلك تعلم مصر ان استقرار السودان مهم بالنسبة لها لاستقرار اوضاعها الاقتصادية . ووجود اختلالات امنية في السودان بالتاكيد ستتأثر بها . عوضا على التدفقات الكبيرة للاجئين السودانيين تجاه مصر . بالتالي تعامل الدولة المصرية مع ملف السودان هو تعامل خاص يمكن ان تلعب فيه دورا لوقف الحرب وتحقيق السلام.
مؤشرات إيجابية
الخبير والمفكر مصطفى الفقيه اكد في برنامج على قناة (ام بي سي) المصرية ان ما يجري في السودان سيكون له تاثير على الدول الأفريقية مشيرا للاحداث التي تجري في النيجر والغابون وما يجري في بعض دول جوار السودان . وهو سر اهتمام العالم بخروج البرهان اكثر مما يجري على الارض من معارك بين الجيش السوداني ومليشيات متمردة . ويرى المحلل السياسي الصادق خليل ان هناك مؤشرات جيدة سبقت الزيارت التي يعتزم ان يقوم بها البرهان الى نيويورك وهو قرار الخزانة الامريكية بفرض عقوبات على قادة الدعم السريع وقال ل(النورس) إن القرار مؤشر السياسة الامريكية تجاه الحرب في السودان مبينا ان القرار يمثل بالضرورة راي مؤسسات الدولة الامريكية سواء كان في الكونقرس او مجلس النواب او البيت الابيض واضاف ان البراهان سيجد ان الارضية ممهدة له لازالة الغبش حول قضية التمرد في السودان وخطورته على تماسك الدولة السودانية وتاثيرها على محيطه الإفريقي.
وقال يسبق وصول البرهان عمل كبير تقوم به البعثة السودانية بنيويورك بجانب العملومات التي تمت تعزيزها لدى المنظمات الدولية والتي تتحرك تجاه ادانة الدعم السريع بجانب دور الحقوقيين بشان انتهاكات التمرد وتحمله كل الجرائم التي انتهكت . ولذلك زيارة البرهان للمشاركة في الاجتماعات الدورية للامم المتحدة سانحة ممتازة لوضع العالم امام الصورة الحقيفية رغم ان نائب البرهان مالك عقار قد طاف في جولات خارجية بعد تعيينه الا ان خروج البرهان بنفسه بعد الاشاعات التي يطلقها التمرد بحصاره في مقر القيادة تمثل اكبر دليل على سيطرته على الأوضاع الداخلية او يمكن ان يفهم في هذا السياق .