آراء و مقالات

ما وراء الخبر … الطلقة الاولى .. كانت فى مروى (1) … محمد وداعة

ما وراء الخبر

الطلقة الاولى .. كانت فى مروى (1)

محمد وداعة

 

12 ابريل وصلت 130 عربة مقاتلة الى مروى وقضت الليل فى مزرعة احد اصهار حميدتى

13 ابريل انتقلت القوات الى المعهد الدينى جوار المطار و القاعدة الجوية

14 ابريل حاصرت هذه القوات مطار مروى و القاعدة الجوية من ثلاث محاور

15 ابريل هاجمت هذه القوات مطار مروى و القاعدة الجوية

16ابريل انضمت اليها عربات قتالية من الدبة ، و عربات محملة بصواريخ ارض جو قادمة من ليبيا

بعدما يزيد على خمسة اشهر من اندلاع الحرب التى شنتها قوات الدعم السريع ، بعد فشل الانقلاب الدموى للاستيلاء على السلطة ، تجدد الحديث عن جزئية من اطلق الطلقة الاولى ، الدعم السريع و حلفاءه من بعض قيادات مجموعة المركزى يحاولون اقامة الدليل على قيام طرف ثالث اشعل فتيل الحرب ، و تصريحات تتهم ( الفلول ) باطلاق الطلقة الاولى فى المدينة الرياضية على قوات الدعم السريع المتواجدة فيها ، من ناحية هذه محاولة على ترسيخ فكرة ابقاء ( الفلول ) باعتبارهم العدو الاول الذى شن الحرب للقضاء على الاتفاق الاطارى ، و محاولة شحذ المزاج الشعبى ضد ( الفلول ) ، و من ناحية اخرى تريد هذه القيادات تبرير موقفها المؤيد لقوات الدعم السريع ، مجموعة الاتفاق الاطارى تجاهلت ان اول من نطق بكلمة الحرب هم قياداتها ، قالوا ( البديل للاطارى هو الحرب )، وهذه الاحاديث كانت بمثابة تهديد لقائد الجيش الفريق البرهان ( يا توقع .. يا الحرب ) ، وهو حديث افتقر للحكمة و العقل و النضج السياسى ، وفاتهم ان اى حرب بدأت بالحديث عن الحرب ،

 

بتاريخ 12 ابريل 2023م ، اصدرت الهيئة الشعبية للشمال بيانآ جاء فيه ( ان الهيئة ترفض التواجد الكثيف لقوات الدعم السريع فى مروى، مؤكدة ان منطققة مروى و الشمال عمومآ ليس منطقة حرب او توترات ،وان وجود قوات الدعم السريع فى مروى يعنى نقل التفلتات و الفوضى و الاختلال الامنى للمنطقة لان قوات الدعم السريع قوات متفلتة وغير منضبطة ، و لا حاجة تستدعى وجودها فى مروى ،و ان القوات المسلحة و قوات الشرطة و الاجهزة الامنية تتطلع بدورها فى حماية الامن و الحدود )، و أكدت الهيئة (ان الاقليم الشمالى يكفيه ما يعانيه من ظلم و تعديات و تهميش و انه ليسس هناك اى مجال ليكون ساحة للحرب بسبب تفلتات طامعين فى اراضيه و ثرواته ، او لمن لهم اجندة سياسية يخططون لتنفيذها بالقوة العسكرية ) ،
130 عربة مقاتلة وصلت بتاريخ 12 ابريل الى مروى ، مع العلم ان قوات الدعم السريع ليس لها معسكر فى مروى لتذهب اليه ، قضت هذه القوات ليلتها فى مزرعة تخص احد اصهار آل دقلو، و انتقلت صباح 13 ابريل الى جوار المطار فى ارض حصل عليها حميدتى زاعمآ تشييدها لتكون معهد دينى ، وهى ارض تقع فى حرم المطار، بهذا الانتقال كانت القوات فى وضع قتالى ، و اكملت حصار المطار فى صباح يوم 14 ابريل ، بينما لم تفلح مفاوضات قائد الفرقة فى اقناع قائد هذه القوات بالانسحاب ، فى الاثناء وصل وفد يقوده صالح جمعة خال حميدتى و احد ضباط الدعم السريع (يحى ) زاعمآ انه يريد نزع فتيل الازمة ، و فى حضور قيادات من مروى و نهر النيل فى رئاسة المحلية جرت اتصالات ابلغهم على اثرها السيد جمعة بموافقة حميدتى على سحب القوات ، و استمع بعض الحضور لصوت حميدتى شخصيآ عبر ( الاسبيكر) يقول انه سيأمر قواته بالانسحاب ، و بدلآ من هذا قامت هذه القوات بمحاصرة مطار مروى من ثلاثة محاور ، وفى صباح 15 ابريل نفذت هذه القوات هجومها على مطار مروى متزامن مع هجوم الدعم السريع على القيادة العامة و مطار الخرطوم و القصر الجمهورى وهى مناطق كانت هذه القوات تتواجد فيها منذ 11 ابريل 2019م ،
هذه القوات وصلت مروى دون اخطار الفرقة ، ولم تدخل مروى من الشارع الرئيسى المسفلت ، وسلكت الطريق الترابى ، و كانت مزودة بالمؤن و كميات ضخمة من الذخائر و تانكر وقود، و يأتى انضمام قوات قادمة من ليبيا دليلآ على وجود خطة مسبقة لاحتلال مطار مروى و القاعدة الجوية ،
من يتحثون عن الطلقة الاولى يعلمون علم اليقين ان كل الاعمال التى تمت منذ 12 ابريل و حتى 14 ابريل تعتبر اعمال حربية ، وبعضهم سلفآ يعلم ان البديل للتوقيع على الاتفاق الاطارى هو الاستيلاء على السلطة بالقوة ، وهذا ربما يفسره وصول اتباع هؤلاء لمنطقة مروى قبل 11 ابريل ، كما ان بيان الناطق الرسمى للجيش الصادر يوم 13 ابريل اعتبر( ان تحركات و انفتاحات قوات الدعم السريع داخل العاصمة و بعض المدن ، تمت دون موافقة القوات المسلحة او مجرد التنسيق معها مما اثار الهلع وسط المواطنين و فاقم من المخاطر الامنية و زاد من التوتر بين القوات النظامية ، و ان هذه الانفتاحات و اعادة تمركز القوات يخالف مهام و نظام عمل قوات الدعم السريع و فيه تجاوز واضح للقانون و مخالف لتوجيهات اللجان الامنية المركزية و الولائية و استمرارها سيؤدى الى المزيد من الانقسامات و التوترات التى ربما تقود الى انفراط عقد الامن بالبلاد ) ،
5 سبتمبر 2023م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *