حرب الخرطوم.. هل كشف ثغراتها الأمنية؟
الخرطوم – خاص النورس
كشف تمرد الدعم السريع وحربه في الخرطوم ان هناك حوجة في إعادة تصميم خارطة تامينية للولاية يجنبها الاختراقات المستمرة للحركات المسلحة وعناصر التمرد ودخولها للعاصمة دون اي حواجز امنية يمكن ان تحد من ذلك . ولعل محاولة حركة العدل والمساواة في السابق اكبر شاهد لذلك عندما حاولت دخولها عبر امدرمان . مصدر امني اكد لي وجود دراسات وبحوث حول تامين ولاية الخرطوم وقال لـ(النورس نيوز) ان تلك الدرسات أشارت الى مناطق الضعف ومناطق القوة التي يمكن ان نبني عليها خططنا الامنية وكشف لي ان واحدة من مسبباتها الاحزمة السكنية العشوائية التي تحيط بالعاصمة وتشكل بؤر امنية خطيرة يمكن ان تنطلق منها اي شرارة لاي تمرد واكد ان التدهور الامني وعدم الاستقرار في بعض الولايات كان سببا لهذه الاحزمة التي اصبحت قنابل موقوتة مبينا ان كل الحركات المسلحة لديها حاضنات حول العاصمة او المناطق القريبة منها . الامر الاخر ذكر لي بان الخرطوم والخرطوم بحري وامدرمان وشرق النيل بها مناطق واسعة ليس فيها موانع طبيعية وبالتالي من السهولة دخول وخروج اي نشاط هدام كذلك يستقلها المهربين وتجار السلاح وغيرها. خاصة في فصل الصيف لوجود بعض الخيران خاصة المناطق الغربية والشرقية والتي لاتشكل مانع كبير او ساتر يمنع الخطر عن العاصمة.
خلل كبير
حرب الخرطوم كشفت وجود خلل كبير في تأمين العاصمة . احد سائقي السيارات كشف وجود طرق يسلكها المهربون وسائقين بالاجرة يعرفون تلك الطرق . استخدمهم التمرد في الوصول الى داخل الخرطوم دون التعرض لي مسألة من اي جهة امنية. تلك الطرق تكثر فيها عمليات التهريب حتى في ظل الحرب وحظر السفر . واشار الى ان بعض تلك الطرق الترابية كانت مقترحات لطرق مسفلته وهي تختصر مسافات كبيرة من الطريق القومي ولذلك العارفين بتلك الطرق يستخدمونها للوصول او مقادرة العاصمة. وخلال حرب تمرد الدعم السريع نشطت طرق التهريب منها يتم إدخال السلاح وتهريب الوقود وتستخدم في تحرك قوات التمرد من والى الخرطوم او بحري او امدرمان. ذات المصدر اكد لـ(النورس نيوز) ان التمرد يستخدم تلك الطرق في الهروب بعد الاستعانة بادلة لتوصيلهم لوجهتهم الصحيحة. مبينا ان خطط تامين العاصمة تحتاج الى اموال ضخمة اذا اردنا بناء سور او ساتر في كل اتجاه وقال ربما هذا السبب الذي جعلت الدولة لا تلجا الى الساتر الترابي بالاضافة الى الظروف الطبيعية التي لا تساعد في استدامته وقال لابد من نظرة كلية الى تامين الخرطوم لا ينفصل عن الامن القومي للدولة واعتبر المناطق الطرفية والتي تعرف بالاحزمة تشكل مهددا داخليا للعاصمة وبالتالي لا بد من مراجعة ذلك.
شرط الاستقرار
ولان اعتماد الدولة على مفهوم الامن القومي الشامل ترى انها ليس هناك داع ان ترسل او تقوم بهذا النوع من التامين عبر ساتر ترابي او رصد الجيوش حول الخرطوم وانما تعتمد على منظومة المعلومات المتكاملة من القاعدة الى هرم الامن . ولكن بعض الخبراء ينظرون الى ذلك من خلال العمل السياسي ويرى الخبير الاستراتيجي بروفسير الفاتح محجوب لـ(النورس نيوز) ان تامين ولاية الخرطوم علي ضوء الحرب التي تدور رحاها حاليا في شوارعها واحيائها السكنية وفي دور العبادة والمستشفيات يعني اولا منع وجود اي قوة عسكرية بخلاف الجيش السوداني واخراج معسكرات الجيش خارج العاصمة. وقال يجب تحقيق الاستقرار السياسي في الحكم لانه شرط للاستقرار الامني . ويرى ان التامين بالاسوار او الترع فلا معني له ولا يتفق مع المدن الحديثة