جمع السلاح … كوارث وحروب قبلية

الخرطوم: خاص النورس

الصدفة كانت عندما كنا نعزي في جاري الذي توفيت زوجته وجنينها في بطنها بطلقة في راسها من احد ابناءه الصغار وهو يلهو بالطبنجة او المسدس عندما خرج منه الطلقة واصابة زوجته التي كانت في الشهر الاخير للولادة كانت تحاول منعه من اللعب بالسلاح ادت لوفاتهما .. الصدفة الثانية دائما ما ينقل لنا الرجل اخبار السوق الذي يعمل به وروى انه شاهد بان المتمردين يتركون اسلحتهم في حمامات السوق ويهربون وهي ليست المرة الاولى لياتي صاحبها لبيعها لأصحاب السوابق .. والشاهد في التقرير ان عدد من المتفلتين والمحكوم عليهم بجرائم القتال شاهدناهم يحملون السلاح باعتبارهم جزء من التمرد ويبدو ان مليشيات الدعم السريع توفر لهم الحاضنة والملاز الامن . بالتالي اصبح انتشار السلاح مهدد خطير لا يقل خطورة من الحرب . حكي لي احد المصادر بان بعض المواطنيين كانوا يمشون خلف التمرد ليس حبا فيهم وانما في الغنائم التي يحملونها معهم في كل تحركاتهم من اموال وذهب وسلاح وزخيرة اذا سقط احدهم ليتم بيعها باسعار كبيرة لقطعة السلاح او الزخيرة ويعتبر بالنسبة لهم مورد دخل ثابت حتى وان تعرضوا للخطر . واكد لي ذات المصدر ان عملية التجنيد التي تقوم بها التمرد خلال الاشهر الاخيرة استهدفت عناصر محددة منها عصابات النيقرز والحرامية واصحاب السوابق والمتفلتين في الاحياء الفقيرة يتم التجنيد بالترغيب او الترهيب صغار او كبار في السن يتم نقلهم الى معسكرات لتدريبهم على ضرب السلاح فقط ولفترة قصيرة جدا ويدفع بهم الى الخطوط الامامية في القتال . لا يهم لديهم ان قتلوا او شردوا او اسروا .

مسؤولية ومصلحة

قالت لي الباحثة الاجتماعية د. إسراء السر قضية انتشار السلاح في يد العصابات ظاهرة خطيرة ومهددة للسلم الاجتماعي للاسرة السودانية واضافت لا يخلوا اي بيت منه واصبح اختناء السلاح من الضرورات بالنسبة للاسر او التجار بسبب غياب سلطة الدولة. وتوقعت ل( النورس) بانتشار ظاهرة الاعتداء والعصابات بالخرطوم حتى وان توقفت الحرب وبالتالي يلقي على عاتق الاجهزة الامنية مسؤولية كبيرة في جمع السلاح والقبض على تلك العصابات وحملت التمرد مسؤولية مباشرة في انتشار السلاح وسط تلك الفئات وقالت التمرد لجاء الى سد النقص في مقاتلية بتجنيد العصابات والاطفال وكل من له سوابق وأشارت الى اطلاق السجناء وتفريغها لتكون لهم قوة في الحرب . وقالت هؤلاء ليس كلهم يحاربون من اجل قضيه منهم من يريد حماية نفسه بقوة السلاح ولذلك يستخدمه في السرقة والنهب والتهديد وفي ظل غياب الدولة تصبح تلك العصابات هي المهدد لامن الناس اكثر من الحرب ولفتت الى المنهوبات في الاسواق بواسطة تلك العصابات وبمعاونة المليشيات مما يؤكد ان التمرد لديه مصلحة من تفريغ السجون من السجناء. الذين اصبحوا هم وقود الحرب الدائرة الان واكدت انه من السهولة جمع السلاح الذي وزع للمتطوعين لوجود سجلات بذلك بعد نهاية الحرب ولكن من الصعوبة جمع ذلك من المليشيات الذين فر بعضهم وعاد إلى اهله او مات ووقع السلاح في يد المواطنيين او العصابات . واعتبرت تسليحها خطورة ومجازفة كبيرة لانها لانها لا تقاتل من اجل هدف فقط ما يورفه لها من حماية .
مخلفات الحرب

واكد الاكاديمي والمحلل د. انور شمبال ان انتشار السلاح وسط العصابات والجماعات خارجة عن القانون يعتبر اخطر من الحرب وقال ان حمل السلاح بين المواطنين اصبح شي طبيعي لانعدام السلطة القانونية للدولة . واضاف الكل يريد اقتناء السلاح الدفاع عن نفسه في مواجهة العصابات التي انتهزت ظروف الحرب وتحصلت على السلاح من اجل النهب والسلب وترويع المواطنين . وراى ان الدفاع عن النفس خاصة في اوقات الليل اصبح امرا فريدا . واشار الى انتشار أسواق بيع السلاح في مدن العاصمة مما يمكن من انتشار واتساع رقعة الجريمة . وقال ان مليشيات الدعم السريع سلحت افراد عصابات ومنهم من انضم للدعم السريع للحماية والحصول على السلاح وقال انتشار السلاح كان بسبب كسر مخازن بعض الوحدات الأمنية بالولاية . ويقول شمبال ل(النورس) الاخطر من ذلك ما بعد الحرب وهي كيفية جمع السلاح وقال رغم ان الدولة لها تجارب في عملية جمع السلاح الا ان الشاهد لم تستطيع جمع كل مافي يد المواطنين وابان الى ارتباط السلاح ليس بقضية الحرب في الخرطوم كذلك بالحالة الامنية الكلية بالسودان وما ينتج عنه من صرعان حول المراعي ومصادر المياه بالتالي المعالجة الامنية وحدها لا تكفي لابد من محفزات لكي يقدم كل من يحمل السلاح لتسليمه . وراى شمبال ان هناك عوامل كثيرة ادت اى انتشار السلاح مبينا ان مخلفات الحرب من الغنائم بها تجارة رائجة لبيع السلاح والزخائر وان والعصابات من السهولة الحصول على احتياجاتهم من السلاح ولفت الى ظاهرة ضرب النار من منسوبي التمرد خلال احتفال أحدهم بالزواج الذي انتشر خلال الحرب مما ادي الى اصابات في وسط المواطنين
مستوى الوعي

تصبح اهمية جمع السلاح عملية معقدة ومتكاملة في ظل انتشار جماعات وحركات مسلحة وقبائل تؤمن بان السلاح هو ما يوفر لها الامن . ويرى مصدر ل(النورس) اذا ارادت تحقيق ذلك الهدف يجب ان يكون جزء من استراتيجية الدولة في تحقيق السلام في كل الدولة . وقال لابد من رفع مستوى الوعي باهمية جمع السلاح الا في يد القوات النظامية مع تشديد الرقابة على مصادرها وتشديد القوانيين الرادعة والعقوبة على حاملي السلاح دون ترخيص

Exit mobile version