الحركات المسلحة.. بعد الحرب.. المواقف والمصير
الخرطوم- هبة علي
تباينت مواقف بعض الحركات المسلحة من الحرب بالبلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع، فبعد ان كان الحياد يتسيّد مواقفها بات الانحياز يتضح مع مرور الوقت على الحرب، الأمر الذي غذى الخلافات وحالات التشظي داخل بعض الحركات ويتوقع أن يقود بدوره إلى تغييرات هيكلية و ربما إلى احداث انشقاقات كما هو الحال داخل حركة العدل والمساواة..
يُذكر أن حركة “تحرير السودان” بقيادة مصطفى تمبور انحازت للجيش ، في المقابل ذهبت حركة تمازج بقيادة مصطفى قرشي، بالوقوف مع “الدعم السريع”، وكلاهما من الموقعين على اتفاق جوبا للسلام،اما على صعيد الحركات المسلحة التي ظهرت مؤخراً والتي شكلها عسكريون يتبعون في الأصل للقوات المسلحة فقد انحازت قوات كيان الوطن للجيش و وجهت جنودها للقتال في صفوفه بعكس قوات درع السودان التي آثرت الذهاب إلى قوات الدعم السريع..
المحلل السياسي د. وائل ابوك تحدث لـ”النورس نيوز” عن مواقف الحركات المسلحة وما إن كانت جميعها ستختار الانحياز إلى أحد طرفي النزاع، قائلاً: قوات كيان الوطن تُعتبر صنيعة القوات المسلحة واختارت الانحياز لها لهدف تراه تلك القوات، وكذلك قوات درع السودان وتمازج صنيعة لها بيد أنهما اختارتا مصالحها الشخصية وانحازتا إلى جانب الدعم السريع. وأشار أبوك إلى بقية الحركات الموقعة على إتفاق سلام جوبا اختارت الحياد للحفاظ على مصالحها وفق الإتفاقية، فضلاً عن أنها ليس لديها قوات بإستثناء حركة الطاهر حجر الذي يتطلع إلى الرجوع للإتفاق الإطاري .
وأوضح أبوك أن مصير الحركات المسلحة في حال أتى الحل عبر منبر جدة سيكون الزوال لجهة أن أفرادها ليست لديهم معايير.
حركة العدل والمساواة التي عصفت بها الخلافات بسبب مواقف من الحرب بدأت بلقاء قادة منها قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو في انجمينا وتصاعدت حدتها بعد تغريدة الأمين السياسي للحركة سليمان صندل التي عبر بها عن موقفه من الحرب ليقوم بعدها رئيس الحركة د. جبريل إبراهيم باعفاء أربعة مسؤولين بالحركة من بينهم صندل، الأمر الذي أدى إلى تحركات داخل الحركة لعزل جبريل من الرئاسة.
وعلّق أبوك على مايحدث بداخل العدل والمساواة: خلافات العدل والمساواة سببها جبريل الذي يتخبط في إدارة الحركة ولا يعلم ما يريد فعله وسينتهي الأمر اما بعزله او بانشقاق.
من جانبه يرى العميد ركن م د. خالد محمد عبيد الله فضل السيد أن حركات دارفور ستجد نفسها معزولة من المجتمع الدولي ومهددة بانقسام داخل صفوفها وستضردخ اخيرا وتندمج داخل القوات المسلحة.
وعزا عبيد الله انضمام تمازج للدعم السريع من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن الحركة ليس لديها إمكانيات لتدمج داخل القوات المسلحة وعوضت ذلك بالانضمام للدعم.