الخرطوم – خاص النورس
من المعلوم بالضرورة مهام السفارات في كل دولة من الدول هي خدمة مصالح دولتها وهي مهام منصوص عليها في الاتفاقيات الدولية التي تحدد ذلك . ولكن بجانب تلك هناك مهام لا يراها الناس او لا يعرفها تقوم بها السفارات وهي خاصة بالجانب المخابراتي تخدم في ذلك مصالحها وامنها القومي . بالتالي السفارات هي واجهات للدول ليست ذات مهام دبلوماسية فحسب وانما مهام امنية ولذلك نجد طاقم السفارة خليط من البشر الذين تتنوع اعمالهم بين الادارية والدبلوماسية والمخابراتية . غير انه في ظل النزاعات والحروب هناك تقديرات امنية تقوم بها الدول تجاه سفاراتها بالابقاء او النقل الى دولة اخرى تمارس منها نشاطها وفي حالات محددة يتم الغاء السفارة وتكليف دولة من الدول لرعاية مصالحها . بالتالي وجود السفارات في ظل الحروب تحددها مصالحها التي قد تتفق او تتعارض مع الانظمة الحاكمة .
كثافة نيران
وفي حرب الخرطوم رغم كثافة الاشتباكات والنيران بين الجيش ومليشيات الدعم السريع المتمردة ورغم اجلا معظم السفارات لرعايها الا ان الملاحظ هناك بعض قليل منها ظلت تتواجد وتعمل رغم المخاطر التي اشار اليها كثير من التقارير وتعرض معظم السفارات الى اعتداءات من قبل المتمردين رغم ذلك ظل السفير الاماراتي وطاقم سفارته الامنيين بالخرطوم . ولان اصابع الاتهام كانت توجه اليها بدورها في حرب الخرطوم ربط بعض المراقبين بين وجود السفير وطاقمه بادوار امنية تتعلق بالحرب فان السؤال يطرح نفسه هل السفراء الذين مازالوا بالخرطوم لديهم مغامرة دبلماسية ام مهمة أخرى ؟؟
سر الوجود
ربما لم يفاجأ أي مواطن سوداني بالتقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية يوم الأربعاء 9 أغسطس، والذي كشفت فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة أرسلت سرًّا شحنات أسلحة وذخائر إلى ميليشيا الدعم السريع في يونيو الماضي عبر عنتيبي الأوغندية، لمساعدة حليفها المتمرد محمد حمدان دقلو في معركته الرامية إلى السيطرة على السودان. ويقول متعقب الرحلات الجوية الذي يعرّف نفسه باسم غريون (Gerjon)، قد انفرد واستبق منذ أواخر يونيو الماضي تقرير الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار، عندما كشف عن جسر جوّي إماراتي ينطلق من مطار الريف العسكري في أبوظبي إلى تشاد المجاورة للسودان عبر أوغندا، لافتًا إلى أن عدد رحلات الشحن الجوي الإماراتية وصل إلى 50 رحلة. و بعد أيام قليلة من إعلان متعقب الرحلات عن الجسر الجوي وانتشار الخبر على نطاق واسع، حاولت الإمارات التغطية على الموضوع بنشر خبر وزعته وكالة الأنباء الرسمية “وام” يوم 4 يوليو، بعنوان “الإمارات تشيّد مستشفى ميدانيًّا في أم جرس التشادية لدعم الأشقاء السودانيين اللاجئين إلى تشاد”. لكنّ متعقب ع الجوية غريون قال في تغريدة أخرى، إن الأشخاص المطّلعين على الأمر أخبروه بأن عدد الرحلات الجوية (50 رحلة) أكبر بكثير من المعتاد بالنسبة إلى مستشفى ميداني.وبحسب “وول ستريت جورنال”، فإنّ وثائق كشفت عن وصول هذه الأسلحة عبر طائرة مساعدات إماراتية هبطت في عنتيبي بأوغندا في يونيو حيث تمَّ الإعلان حينها أن الطائرة محمّلة بالمساعدات الإنسانية.ولعل القصة كلها لايمكن ان تتم الا تحت غطاء دبلوماسي وهو الدور الذي تطلع به السفارات وبالتالي وجود السفير الاماراتي بالسودان ومحاولته الوصول للخرطوم من بورتسودان جزء منها ضمان وصول تلك الاسلحة الى المتمردين .
سقف الحرب
تقول المختصة في الشان الدبلماسي مي محمد علي السفارات معلوم مهمامها وهي تحافظ على ذلك وقف الاتفاقية الدولية التي تنظم عمل البعثات ولكن هناك تجاوزات تحدث لبعض السفارات خاصة اذا كان طبيعة عمل السفير امنية وان الملفات التي تديرها في الدولة ذات طبيعة امنية. وقالت ل(النورس) وجود السفراء تحت سقف الحرب يفسر بوجود علاقة باحد طرفي النزاع وفي وجوده يسهل مهمة الاتصال والتواصل بين قيادتي الدولتين. وتسهيل وصول الدعم سوى كان للحكومة او المتمردين .واكدت ان حرب الخرطوم كشفت مستوى الدعم والتنسيق بين مليشات الدعم السريع والامارات عبر سفارتها بالخرطوم واشارت الى تقرير وول استريت جورنال الامريكي حول حرب الخرطوم والتي كشفت مستوى الدعم الكبير التحظى به تلك المليشيات . وقالت ان نشاط السفير وطاقم السفارة يتنافى مع العرف الدبلوماسي وابات ان السلطات في السودان لديها ما يثبت تورطها في حرب الخرطوم وهو كفيل بادانة الدولة وطرد السفير ورات ان الامارات جاهرت بعداء للسودان وان الاسلحة والمعدات التي تم الاستيلاء عليه يمثل دليل دامغ على تورط السفارة في الاشراف وتسهيل وصول الدعم اللوجستي والقيام بدور التنسيق بين القوى الحاضنة للمتمردين وتسهيل المنابر الإعلامية والسياسية لدعم المتمردين.