خارطة طريق عقار.. مؤشرات النجاح والفشل
الخرطوم: هبة علي
ماتزال ردود الفعل تتوالى على خارطة الطريق التي طرحها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بالأسبوع الماضي، حيث اتفقت معها بعض المجموعات السياسية والكيانات في نقاط واختلفت على أخرى فيما وُجهت بالرفض من أخرى، وبين هذا وذاك يمضي عقار في طرح خارطته إلى فئات أوسع رافضة للحرب كمجموعة نساء ضد الحرب..
وكان عقار قد تقدم في خطاب رسمي بخارطة طريق تتضمن وقف الحرب بين الجيش والدعم السريع وإعادة تأسيس الدولة عبر عملية سياسية شاملة.
وقال مالك عقار، في خطاب بثه التلفزيون الحكومي من مدينة بورتسودان الثلاثاء الماضي ، إن خارطة الطريق تبدأ بوقف إطلاق النار بين الطرفين، وتحديد مناطق بعيدة لتجميع قوات الدعم السريع بعيدا عن المناطق المدنية والفصل بين القوات، حتى لا تتعرض حياة المواطنين للخطر.
وأشار عقار إلى أنه بعد وقف الحرب ستعقبه عملية إنسانية من إيصال المساعدات للمتضررين والمناطق المنكوبة بالإضافة إلى مساعدة المناطق الغير المتأثرة بالحرب من أجل ضمان حياة كريمة.
وأوضح أن خارطة الطريق ستشمل عملية سياسية لبناء الدولة، ووضع الأساس الدستوري الذي يقود إلى الانتخابات العامة باعتبارها الطريق الوحيد للحكم.
وشدد على ضرورة ملاحقة المجرمين الذين فروا من السجون، بالإضافة إلى تعقب عناصر النظام البائد المرتبطين بارتكاب جرائم إنسانية وسياسية خلال فترة حكمهم.
وتتجه جهود عقار إلى توحيد المبادرات الداعية لإيقاف الحرب، فقد التقى امس الاول بقيادة مبادرة “نساء ضد الحرب”.
وقال إنه استمع خلال اللقاء لمحتوي المبادرة التي تعبر عن رغبة وعزم معظم نساء السودان في سعيهم لايقاف هذه الحرب.
وأكد عقار اتفاقه التام مع اهداف المبادرة ودعمه غير المحدود واستعداده للعمل معهم بشتى السبل لإيقاف الحرب، لاسيما وأن المتضرر الأول من الحرب هم النساء.
وأشار إلى مساعيهم لتوحيد المبادرات، قبل أن يشير إلى خطورة تعدد المنابر الذي يضر بجهود السلام ويطيل امد الحرب، وفق ما قال.
و تحظى خارطة طريق عقار باهتمام واسع لجهة أنها أتت من جهة ماتزال موجودة في سدة الحكم وتتقلد المنصب الثاني في الدولة،ويتفق مع ذلك المحلل السياسي أحمد خليل مؤكداً أن
أي مبادرة تعمل على إيقاف الحرب مقبولة ويمكن أن يكون لعقار دور كبير بحكم تواجده في منصبه نائباً لرئيس مجلس السيادة ويمكن أيضآ أن يكون مؤثراً على مجلس السيادة في إيقاف الحرب ويستطيع إقناع البرهان وحميدتي بالجلوس والقبول بحل هذه الأزمة عبر التفاوض والحوار لأن كل المساعي التي بذلت في هذا الجانب وجدت اعتراضات او عدم جدية أحد طرفي النزاع.
و أوضح خليل بحديثه لـ”النورس نيوز” انه وبرغم تواجد عقار المحسوب على جانب العسكريين إلا أن الدعم السريع وكما هو ملاحظ يمكن أن يقبل بأي بمبادرة في إطار إيقاف الحرب ويمكن أن يتفاعل معها بشكل جيد وبالتالي مطلوب من القوات المسلحة والدعم السريع ان يدفعوا بممثليهم للعمل بجدية لإيقاف هذه الحرب.
ويرى خليل أن خارطة طريق عقار يمكن أن تجد الدعم المحلي والدولي لكن يبقى السؤال عن كيف سيقنع صاحب المبادرة الآخرين بها.
من جانبه يرى العميد ركن م دكتور خالد محمد عبيد الله فضل السيد أن خارطة طريق عقار في بنودها غير الواضحة للدعامة، وترتكز على وقف إطلاق نار طويل الامد تلتزم فيه أطراف الصراع يليه اتفاق سياسي يعطي قحت حصة في الانتقال، مشدداً على أن الاقصاء للمؤتمر الوطني غير مقبول لجهة أنها شريحة دخلت الحرب من باب الاستنفار.
وقطع عبيد الله في حديثه لـ”النورس نيوز” بأن القوة المتمردة ستتعنت لارتهان قرار مصيرها لعدو تاريخي كانت تحاربه بالأمس وهي الحركة الشعبية، جازماً بأن خارطة طريق عقار لن تري النور سياسيا ولا عسكريا.