آراء و مقالات

عبدالقادر كاوير يكتب… دلالات زيارة بن زايد لاثيوبيا وسلفاكير لكينيا

عبدالقادر كاوير يكتب… دلالات زيارة بن زايد لاثيوبيا وسلفاكير لكينيا

لفتت زيارة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة إلى اثيوبيا امس أنظار المتابعين من واقع توقيتها ودلالاتها والزخم الاعلامي والدبلوماسي الذي رافقها، وطبيعة الوفد المرافق الذي ضم أخيه ونائبه وابنه ولي العهد والاتفاقيات ال١٧ التي وقعها، واثارت أسئلة كثيرة من قبيل ، لماذا تستثمر مليارات الدولارات في اثيوبيا وماهي الأهمية الاستراتيجية لاثيوبيا بالنسبة للامارات.
في الواقع ترغب الامارات حسب ما أرى لتحقيق عدد من الأهداف من خلال بناء ” علاقة استراتيجية مع اثيوبيا “:
الاول: يمكن بناء علاقة قوية مع اثيوبيا وضع اليد على ملف الخلاف التاريخي على نهر النيل بما في الصراع على بناء سد النهضة بين اثيوبيا والسودان ومصر وهذا الملف في مجمله يشكل اساس الصراع القادم والدخول فيه بعمق يعطي ميزة التاثير على الدول الثلاث في اي وساطه او ترجيح كفة طرف او أطراف في المستقبل.
الثاني: تمتلك اثيوبيا موقع جيوسياسي مهم، وهي ثاني اكبر دولة افريقية والتمركز فيها يعني زيادة التاثير المباشر على السودان( وهي هدف في الوقت الحالي) فضلا عن اهمية اثيوبيا في القرن الأفريقي وشرق افريقيا وبوجود مقر الاتحاد الافريقي يمكن التاثير على كامل القارة.
الثالت: تمر اثيوبيا في الوقت الحالي وفي عهد رئيس الوزراء آبي احمد بمرحلة ضعف وهي متنازعة بين الشرق والغرب، ويبحث النظام عن ” هوية” بين ذلك، لذلك تنتهز الامارات لحظة فقدان البوصلة للدخول والتحكم من خلال تقديم عروض استثمارية وشركات تجارية ودعم أحوج ما تكون اليه اثيوبيا في هذا التوقيت.
الرابع: لدى الامارات خطة طموحة للاستحواذ على ممرات التجارة الإقليمية من خلال بناء خط ملاحي وبري وجوي رأس حربته شركة مواني دبي وطيران الامارات، ولأن اثيوبيا دول غير ساحلية فقد يوفر لها طيران الإمارات حلول بينما يمكن فتح مواني في المنطقة مثل ميناء بربرة في أرض الصومال والمواني الصومالية كمنافذ أمام التجارة الاثيوبية – الإماراتية.
الخامس: لدى الامارات هاجس كبير من التحركات السعودية في الإقليم وتتخوف من سحب البساط من تحت قدميها لذلك تحاول الاسراع ببناء تحالفات وتوقيع اتفاقيات وتقديم الدعم للانظمة والحكومات لقطع الطريق أمام التحركات السعودية ومن قوى اخرى مثل تركيا وايران.
السادس: لن يهدأ للامارات بال ما لم تتمكن من الدخول والسيطرة على السودان الذي اصبح عقدة لها، ولن يكون وجودها في الإقليم ذي معنى ما لم يكن لها موطيء قدم فيه خاصة في شواطيء البحر الاحمر، فقد حاولت السيطره على ميناء بورتسودان في السابق لكنها فشلت، وحاولت لاحقا شراء وبناء ميناء جديد في منطقة ابو عمامه لكن فشلت أيضا. لذلك ستكرر محاولاتها عدة مرات.
السابع: محاولة بناء وإدارة تحالف موسع يضم اثيوبيا، كينيا ، وجنوب السودان وتشاد لاعادة صياغة نظام إقليمي جديد يحقق مصالحها ويخدم حليفتها اسرائيل في مشروع التطبيع الجديد، ويستثني هذا التحالف مصر التي ينظر لها على أنها منافس تقليدي على النفوذ لذلك لا بد من اضعافها او تفكيكها مستقبلا اذا لزم الأمر .
الخلاصة؛
في الحقيقه تلعب الامارات لعبة خطرة ولا شك انها أكبر من حجمها، والسؤال المطروح ابدا لدى المتابعين، من يقف خلف الامارات، ومن يدعمها سرا او بالصمت في مشروع هيمنه وتدخل هو الأكثر طموحا، ولا تقوم به حتى دول عظمى مثل الصين والولايات المتحدة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من صعوبات كبيرة ولم تعد القوى الكبرى قادرة على حسم معاركها العسكرية والاقتصادية؟
هذا السؤال متروك لكم لابداء الرأي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *