السودان ومجلس الأمن.. معارك الدبلوماسية والسلاح
تقرير اخباري : هبة علي
في موقف حاد أثار جدلاً واسعاً حذرت الحكومة السودانية من مشاركة مندوب الأمم المتحدة في السودان في جلسة لمجلس الأمن انعقدت قُبيل أيام، الأمر الذي اعتبرته مسؤولة في المجلس غير مقبول، فيما اعتبره البعض محلياً انتزاع لسيادة السودان..
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة مفتوحة، صباح الأربعاء الماضي ، خصصها لمناقشة الوضع في السودان، في ظل تدهور الوضع الإنساني في البلاد، بعد مرور نحو أربعة أشهر على القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وسط مساعٍ دولية وإقليمية لوقفه باتفاق دون جدوى على أرض الواقع..
أصوات المشاركين في الجلسة دعت لوقف الحرب في السودان والعودة للمفاوضات وعوّلت على دعم مجلس الأمن للوصول إلى حلٍّ عاجل، كما تعرضت إنتهاكات طرفي النزاع؛ فقد قالت بريطانيا عبر ممثلها أنها لديها أدلة دامغة على انتهاكات ترقى لجرائم حرب من الطرفين في السودان، هذا ولم يُبدي المشاركين رغبتهم في المُضي نحو البند السابع كما توقع بعض المراقبين للأوضاع في البلاد..
القيادي بالكتلة الديمقراطية، مُبارك أردول عبر تدوينة على “فيسبوك” علّق على هذه الجلسة قائلاً: “تعتبر جلسة مجلس الأمن الدولي محطة مهمة في ترتيب أجندة السياسة الدولية للصالح السودان، فمن حيث الكلمات والمواقف والإحاطة التي قدمت من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة يمكننا أن نقول انتزع السودان احترامه ومقعده في الجيوبولتيك الدولي دون منازع، لا يجب أن نتراجع بعد هذا، المصالح والأمن المشتركان منطلقات مهمة واحترام مبدأ السيادة والاستقلال عرف دولي لا تراجع عنه”..
المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم أشار بحديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن الأوضاع في السودان تشهد مزيداً من الانفجار بصورة كبيرة الأمر الذي دعا مجلس الأمن لعقد إجتماع حول الأوضاع في السودان.وأبان سلم أن حديث رؤساء الوفود أرسل رسائل واضحة للغاية جميعها تؤكد أن المجتمع الدولي ينظر إلى الأوضاع في السودان بالخطر على الإقليم بصورة كاملة وليس بالخطر على السودان كدولة فقط، لافتاً إلى تهديد موجات النزوح
والمقدرة بأكثر من ٦ مليون سوداني؛ قاطعاً بأنها ستقود في النهاية لقوافل تعبُر البحر الأبيض المتوسط أو تعبر دول الجوار وتتسبب في أزمات إنسانية وأمنية.
وبالحديث عن البند السابع قال سلم: لا اعتقد أنه سيحدث لأن روسيا والصين ستستخدمات حق الفيتو وتعارضان قرار التدخل، منوهاً إلى أن
التدخل يمكن أن يكون عبر المحكمة الجنائية الدولية وكذلك عبر العقوبات الفردية التي تعمل عليها الولايات المتحدة منذ اكثر من اسبوعين، عليها الأمر الذي ينعكس ايجابا تجاه الحل.
وأضاف: عموماً المجتمع الدولي يسعى لحل سياسي في البلاد بحيث يضمن استقرارها وتشكيل حكومة تكنوقراط.
من جانبه يرى المحلل السياسي عثمان الفاتح أن المجتمع الدولي لم يعد فاعلاً كالسابق تجاه قضايا الشعوب بسبب الاستقطابات المرتبطة بمصالح البلدان الأعضاء، مشيراً إلى مواقف حكومة السودان بالمجلس واصفاً إياها بالصلبة.
وأوضح الفاتح من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن مجلس الأمن يعكس وجهات نظر ممثلي الدول الأعضاء والتي قال إنها تدعم خيار استقرار الدول لتضررها من الهجرة النزوح.
وأضاف: لا يوجد جديد يُذكر في الجلسة ولن يقدم المجتمع الدولي للسودان سوى المناشدات لوقف الحرب.