ما وراء الخبر … العملية السياسية .. الحوار المستحيل ممكن ! … محمد وداعة
ما وراء الخبر
العملية السياسية .. الحوار المستحيل ممكن !
محمد وداعة
الشعب السودانى هو صاحب المصلحة الاول فى انهاء الحرب
التواصل بين المتنازعين هو امر محمود و مطلوب
بعد 15 ابريل يبدو الحوار مستحيلآ ، و لكنه ممكن
قوات الدعم السريع المتمردة و قيادتها لا مكان لهم فى مستقبل البلاد
بعد الجرائم البشعة التى ارتكبتها قوات الدعم السريع ، لا احد عاقل يقبل بدمجها فى القوات المسلحة
الحوار المستحيل يبدو ممكنآ اذا كان شاملا ، مستجيبآ لمطالب اصحاب المصلحة وهم شعب السودان
الحوار المستحيل يبدو ممكنآ عبر مؤتمر دستورى لتأسيس مرحلة انتقالية جديدة
انهاء الحرب يتوقف على اخراج القوات المتمردة من المشهد العسكرى والسياسى والاقتصادى سلمآ او حربآ
افادت الانباء بتواصل تم بين الفريق البرهان وعمر الدقير ، و فى تقدير كاتب هذه السطور فهذا الامر ليس مزعجآ كما بدا فى احاديث البعض ، بل هو مطلوب وواجب كل الفاعلين السياسيين ، و هو قطعآ لا يعنى ان ( الطرفين ) اتفقا على امر ما ، و لعل اطرافآ عديدة يسرت و سهلت هذا الاتصال ، و لو كان الخبر صحيحآ او غير صحيح ، فأن التواصل بين المتنازعين هو امر محمود ، خاصة بعد اجتماع المكتب التنفيذى لمجموعة المركزى و ظهور تباينات عميقة رغم صدور بيان القاهرة ، و يبدو هذا التباين جليآ بين السطور، هذا التباين تجاوز المكونات الى اختلاف داخل احزاب و قوى مجموعة المركزى ، و كان ذلك واضحآ جدآ فى مقاطعة د. مريم الصادق للاجتماعات بالرغم من انها حسب ما رشح من معلومات قامت بتنظيم الاجتماع ، و تسهيل انعقاده فى القاهرة ، بما فى ذلك تحسين العلاقة بين بعض اعضاء مجموعة المركزى و السلطات المصرية التى استضافت الاجتماع ،
فى تقديرى فان هذا الاتصال لا غبار عليه ، وواجب كل السياسيين التواصل مع البرهان ، المهم هو الحديث الذى جرى فى الاتصال ، و كيف ينظر (الطرفان ) الى الموضوع المركزى فى الازمة فى السودان ؟ وعما اذا كان الدقير يرى الوضع كما كان عليه قبل 15 ابريل ؟ و هل لا زالت مجموعة المركزى تعتبر ان الاتفاق الاطارى هو اساس الحل ؟ و ان الوجود الاجنبى الكثيف سيقود الى حل؟ و ما هو وضع القوات المتمردة ، ماتبقى منها و من قيادتها فى الخارطة السياسية السودانية ؟
لا شك ان هذه الحرب اوجدت طرفآ ثالثآ ، هو الاعلى صوتآ و فعلآ وشعاره لا دمج (الجنجويد للسحق او للحل ) ، كان الاطارى يحشد من يسميهم اصحاب المصلحة ، و ينشر تقارير بان (60%) من عضوية ورش العمل الخمسة كانوا من اصحاب المصلحة ، الشعب السودانى الان هو صاحب المصلحة الاول فى انهاء الحرب ، وهو الطرف الاكثر تضررا من استمرارها ، ودون مبالغة من المنطقى ان نقول ان اكثر من (60%) من اوراق اللعبة الان بيد الشعب السودانى ، ملايين السودانين فقدوا ممتلكاتهم ، و تم احتلال بيوتهم و انتهكت اعراضهم، شردوا قسرآ، قتل الالاف منهم ، اغتصبت النساء ، استبيحت مدن و ارياف ، دمرت الجنينة و الخرطوم تدميرآ كاملآ ،
بعد 15 ابريل يبدو الحوار مستحيلآ ، و لكنه ممكن ، باجندة جديدة تضع فى الاعتبار القطيعة الكاملة و النهائية بين الشعب السودانى و قوات الدعم السريع و قيادتها ، بعد الجرائم و الانتهاكات التى ارتكبتها هذه العصابات العابرة للحدود ، و بعد ان تكشفت اطماعها الحقيقية فى الاستيلاء على السلطة و على البلاد برمتها ، و ما الحديث عن تنفيذ الاطارى و التحول الديمقراطى الا وسيلة الهاء و تضليل ، هذه القوات المتمردة لا مكان لها فى مستقبل البلاد ، و بعد هذه الجرائم البشعة التى ارتكبتها ، لا احد عاقل يقبل بدمجها فى القوات المسلحة ،
الحوار المستحيل يبدو ممكنآ اذا كان شاملا ، مستجيبآ لمطالب اصحاب المصلحة وهم شعب السودان ، العملية السياسية ممكنة اذا كانت سودانية بعيدة عن التدخل الاجنبى ، تكوين حكومة طوارئ ، و رئيس انتقالى ، مهمتها الرئيسية استعادة مؤسسات الدولة و الخدمات ، بناء ما دمرته الحرب و تعويض المتضررين ، محاكمة القتلة و المجرمين ، مراجعة الوجود الاجنبى فى البلاد ، انهاء الحرب فقط يتوقف على اخراج القوات المتمردة من المشهد العسكرى و السياسى و الاقتصادى سلمآ او حربآ ، الحوار المستحيل يبدو ممكنآ عبر مؤتمر دستورى لتأسيس مرحلة انتقالية جديدة ، اهم اجندته كتابة دستور دائم يحدد كيف يحكم السودان ، التداول السلمى للسلطة ، تقنين دور الجيش القومى الواحد فى الدستور ، اعادة هيكلة الدولة السودانية ، و الاتفاق على قانون الانتخابات ، تمهيدآ لقيامها حسبما يقرره المؤتمر الدستورى ،
31يوليو 2023م