ما وراء الخبر … الهدنة ..ما خفى اعظم … محمد وداعة
ما وراء الخبر
الهدنة ..ما خفى اعظم
محمد وداعة
المليشيات المتمردة توثق و تعلن عن خروقاتها للهدنة بنفسها
كل هذه الخروقات تم ابلاغها لوسطاء الهدنة بالادلة و الفيديوهات و الاحاديث المسجلة
الخزانة الامريكية اصدرت عقوبات على فاغنر الروسية لتوريدها صواريخ للقوات المتمردة
الجيش ليس مخولآ او مفوضآ للدخول فى اى عملية سياسية جديدة او قديمة
مهمة الجيش الان هى القضاء على القوات المتمردة ، او اجبارها على الاستسلام
من يقولون لا للحرب عليهم اقناع حلفاءهم المتمردين بالقاء السلاح
جاء فى اتفاق جدة ( إدراكا من المعنيين بضرورة تخفيف المعاناة عن كاهل الشعب والناجمة عن القتال في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023، ولا سيما في العاصمة الخرطوم، وتلبية لمتطلبات الوضع الإنساني الراهن الذي يمر به المدنيين ، شدد الموقعون على التزامهم بالخطوط الأساسية بموجب القانون الدولي الإنساني لتيسير العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات المدنيين، على ألا يؤثر ذلك على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي للأطراف الموقعة عليه، ولن يرتبط بالانخراط في أي عملية سياسية )
كذلك رحّب الطرفان بالجهود التي يبذلها أصدقاء السودان من أجل ضمان احترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الالتزام بإعلان جدة وتنفيذه على الفور، على ألا تحل أي من النقاط في الإعلان محل أي التزامات أو مبادئ بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تنطبق على هذا النزاع المسلح وعلى وجه الخصوص البروتوكول الإضافي الثاني لسنة 1977، والملحق باتفاقيات جنيف الأربعة لسنة 1949 والتي يجب على جميع الأطراف الوفاء بها.
اتفاق الهدنة الموقع فى 20 مايو 2023م اعتبر ان اتفاق جدة الموقع فى 11 مايو 2023م هو المرجع الاساسى لاتفاق الهدنة ، و اكد على كل الالتزامات التى وردت فيه ، و مع ذلك جاءت نصوص اتفاق الهدنة فى غاية الوضوح ، و من اهم ما ورد فيه ، و يعتبر خرقآ للهدنة (انتهاكات و خروقات القانون الدولى الانسانى )، و فصل الاتفاق و اعتبراى من الاعمال الاتية خرق للهدنة ( استهداف البنية التحتية المدنية او المراكز السكانية ،اخذ الرهائن او الاعتقالات غير القانونية للمدنيين ، تقييد او اعاقة حركة المدنيين ،احتلال مساكن المدنيين ،الاخفاء القسرى او الاحتجاز التعسفى للاشخاص ، السلب و النهب ، استخدام المدنيين كدروع بشرية، احتلال المستشفيات و مرافق البنية التحتية الاساسية، استخدام اى مجموعات قبلية او عرقية ) .
مضت ايام الهدنة السبعة و لم تتقيد مليشيا الاخوة دقلو باى بند من بنود اتفاق الهدنة ، بل زادت من رقعة الانتهاكات سوى كان ذلك باحتلال بيوت جديدة و طرد اصحابها ، او السيطرة على مستشفيات جديدة ، بالاضافة الى التوسع فى السلب و النهب ، و زيادة الانتشار وسط السكان فى احياء لم تكن تتواجد فيها و اتخاذ ساكنيها دروعآ بشرية، الهدنة نصت على بقاء اى طرف فى مكانه عند بداية تنفيذ وقف اطلاق النار ، المليشيات المتمردة لم تتقيد بهذا الشرط على الاطلاق ، و بدلآ من ذلك تقوم بمهاجمة مقرات الجيش العسكرية ، و تعلن عن ذلك فى وسائل الاعلام ، و تتحرك فى الطرقات ، و تستولى على عربات المواطنين و تنهب الوقود من محطات الوقود عيانآ بيانآ ، كل هذه الخروقات تم ابلاغها لوسطاء الهدنة بالادلة و الفيديوهات و الاحاديث المسجلة ، الخزانة الامريكية اصدرت عقوبات ضد فاغنر الروسية لتوريدها صواريخ للقوات المتمردة ، و هذا الخرق الواضح لا يحتاج الى دليل اضافى للوسيط الامريكى ، وهو خرق سافر للهدنة بتحريك معدات عسكرية للقوات المتمردة غض الطرف عن الجهة الموردة ، و تحت ظلال الهدنة المهزلة زاد عدد المستشفيات التى تسيطر علييها القوات المتمردة من (22) مسستشفى الى (34) مستشفى ، منها ثمانية مستشفيات فى شمال ولاية الجزيرة تم احتلالها بعد تجديد الهدنة بساعات قليلة،
رغم مرور (24) ساعة على قرار السودان تعليق التفاوض فى جدة ، لم يصدر تعليق او رد فعل من السعودية ، بينما اصدر البيت الابيض تعليق محدود ابدى فيه اسفه على قرار السودان تعليق التفاوض ، وهو امر مفهوم بالنسبة لقطاعات واسعة من الشعب السودانى ، اساسآ فالوسطاء غير مكترثين او مهتمين بايقاف اطلاق النار ، و لا تسهيل وصول المساعدات الانسانية ، الامريكان و السعوديين يخططان لاستغلال ايام الهدنة للتحضير لعملية سياسية يتم العمل عليها بواسطة الثلاثية ( يونتامس ، الايقاد و الاتحاد الافريقى ) لانقاذ ما تبقى من قوات التمرد ، التاريخ لا يعيد نفسه ، و لا عودة لما قبل 15 ابريل 2023م ، و من يصر الان على استدعاء الاتفاق الاطارى عليه ان يعلم انه بهذا يطيل امد الحرب ، من يقولون لا للحرب عليهم اقناع حلفاءهم المتمردين بالقاء السلاح ، الجيش ليس مخولآ او مفوضآ بالدخول فى اى عملية سياسية جديدة او قديمة ،مهمة الجيش الان هى القضاء على القوات المتمردة ، او اجبارها على الاستسلام ، هكذا تنتهى الحرب ،
1 يونيو 2023م