ما وراء الخبر … نقابة الصحفيين .. تتقاصر عن مهمتها … محمد وداعة
ما وراء الخبر
نقابة الصحفيين .. تتقاصر عن مهمتها
محمد وداعة
النقابة فقدت احترام قواعدها من الاعلاميين و الصحفيين بتجاوزها لميثاق الشرف الصحفى
النقابة فشلت فى اقناع الراى العام بانها كيان يمكن الوثوق فيه او الاعتماد عليه ممثلآ و قائدآ للسلطة الرابعة
النقابة تحولت الى وكالة اخبارية تنقل الوقائع و الاحداث دون موقف و تمييز
الساحة الاعلامية ملوثة بالمال السياسى و الاستخبارى
واجب النقابة حماية عضويتها من الانزلاق الى مواقف مدفوعة الاجر و خاصة بعد انقلاب 15 اكتوبر2023م
نلاحظ ان النقابة ربما استعادت توازنها ورشدها، بعد 19 مايو 2023م
نقابة الصحفيين اصدرت بيان للراى العام ، تعليقآ على بيان اذاعة هلا 96 الصادر بتاريخ 19 مايو 2023م ، جاء فيه ( فى تعد جديد على المؤسسات الصحفية ، كشف فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعى ، عن اقتحام افراد تابعين لقوات الدعم السريع لاستديوهات اذاعة هلا 96 ، تزامنآ مع ذلك تواصل قوات الدعم السريع استيلاءها على مقر الهيئة السودانية للاذاعة و التلفزيون ، و التى تمثل ارثآ و تاريخآ عظيمين للاعلام السودانى، مازال محفوظآ فى مكتباتها الصوتية و المرئية ،و اذا تدين نقابة الصحفيين هذا السلوك تطالب قوات الدعم السريع بالانسحاب الفورى من هذه المقرات باعتبارها منشآت مدنية و ارثآ للسودانيين ) ،
تعتبر هذه اول ادانة صريحة للدعم السريع ، بالرغم من ان لا احد يعلم الكيفية التى تأكدت عن طريقها نقابة الصحفيين من ( ارثآ و تاريخآ عظيمين للاعلام السودانى ما يزال محفوظآ ) ، فهل تجزم النقابة بأن هذا الارث لم يتعرض للتدمير و التخريب ؟ ، و كيف تأكد لها ذلك ؟ و سبق ان سكتت عن اعلان الجهة العسكرية التى اعتدت على مقر صحيفة الحراك السياسى برغم ان المعلومات التى ابلغت لها سمت الجهة المعتدية بقوات الدعم السريع صراحة ، لا احد يصدق ان نقابة الصحفيين لا تعلم بان قوات الدعم السريع تتواجد فى مبانى الاذاعة و التلفزيون منذ يوم 15ابريل 2023م وهى فى الاصل كانت موجودة قبل ذلك التاريخ ، و ان هذه القوات احتجزت عدد من الزملاء الاعلاميين رهائن لديها مما عرض حياتهم للخطر ،
نقيب الصحفيين الزميل عمر ابوارديس انتخب نقيبآ بحصوله على (205) صوت من جملة (659) عضوآ تأكد تسجيلهم ، و تشير الارقام الى ان جملة حضور الجمعية العمومية لم يتجاوز (270) عضوآ بالاضافة الى المصوتين الكترونيآ ،بينما تراوحت الاصوات التى نالها الاعضاء المرشحين ما بين (158) الى(4) اصوات مما يشكك فى حقيقة القوائم المتنافسة و ما اشيع عن محاصصة سرية جرت بين القوائم باستثناء قائمة شبكة الصحفيين و ما جرى بعد ذلك من تسويات ، وعلى الرغم من اعداد كبيرة من الصحفيين قاطعوا هذه العملية ، الا اننا باركنا ولادة النقابة بعد انتخاب مجلس النقابة ، و كنت ممن قالوا ( ان يكون لنا نقابة لدينا عليها ملاحظات ، افضل من عدمها ) ، و قدمنا نصائح لبعض الزملاء فى المكتب التنفيذى للابتعاد عن العمل السياسى المباشر ، و المحافظة على استقلالية النقابة ، و عدم الانياز الى اى من المجموعات السياسية المتصارعة ، خاصة مع وجود عناصر منتمية لاحزاب سياسية بين عضوية المكتب التنفيذى ،
بعد 15 ابريل 2023م ، وفشل انقلاب الدعم السريع ، و تحوله الى تمرد ، ليس ضد الجيش فحسب ، بل الى انتقام من الدولة و المجتمع عبر تدمير و تخريب ممنهج ، و استباحة تامة للعاصمة ، شملت الدخول عنوة و تحت تهديد السلاح الى المقرات الصحفية و الاعلامية ، و اتخاذ الصحفيين و الاعلاميين دروعآ بشرية ، و تنفيذ اكبر عملية سلب و نهب للاسواق و البنوك و المواطنين ، و تعطيل المستشفيات و المرافق الصحية و اتخاذها مراكز عسكرية ، كان اداء النقابة اقل من الحدث ، و طيلة الشهر الاول من الحرب تراوحت بييانات النقابة بين القلق و الشجب ، و لم تصل الى الادانة ، او المطالبة بالتحقيق على الاقل فى احتجاز الاعلاميين و الصحفيين فى ابراج النيل ، او العمارة الكويتية ، او الاذاعة و التلفزيون سونا ،
من الواضح ان هناك جهات حاولت الاساءة للنقابة ، و العمل على تقزيم دورها ، و انتهاج سياسة غريبة بان حياد النقابة يملى عليها عدم ادانة الانتهاكات ، او على الاقل تسمية الاشياء باسماءها ، فتحولت الى وكالة اخبارية تنقل الوقائع و الاحداث دون تمييز، و لهذا فقدت احترام قواعدها من الاعلاميين و الصحفيين بتجاوزها لميثاق الشرف الصحفى ، وفشلت فى اقناع الراى العام بانها كيان يمكن الوثوق فيه او الاعتماد عليه ممثلآ و قائدآ للسلطة الرابعة ، و تسللت بعض عضوية مجلس النقابة و المكتب التنفيذى بعد الانتخابات ، و انخرطت فى على الاقل فى تبنى وجهات نظر الجهات المتصارعة ، وكشف البعض عن حقيقة انتمائه السياسى مما افقد النقابة مصداقية و استقلالية كانت معقودة عليها ، ليس اقصاءآ للمنتمين سياسيآ من العمل النقابى ، و لكن تطلعآ للترفع عن المكاسب الحزبية الضيقة لمصلحة النقابة و سمعتها ،
الاعلاميين و الصحفيين من عضوية النقابة او ممن قاطعوها ، يعلمون الوضع المأساوى الذى تمر به الساحة الاعلامية و بالذات فى القطاع الخاص ، و ندرك ان بعض عضوية النقابة و ممن هم خارجها كانوا عرضة للترغيب و الترهيب و الابتزاز ، و ان البيئة الاعلامية ملوثة بالمال السياسى و الاستخبارى ، و ان ( العيال قيد الهوان ) ، و كان واجب النقابة حماية عضويتها من الانزلاق الى مواقف مدفوعة الاجرتتنافى مع ميثاق الشرف الصحفى ، و خاصة بعد انقلاب 15 اكتوبر2023م و ما تلى ذلك من احتراب ،
بعد شهر على فشل انقلاب قوات الدعم السريع فى 15 ابريل 2023م ، و تحول الاحداث الى تمرد و مواجهة مع الجيش ، و انتهاكات لا حصر لها على الدولة و المجتمع ، نلاحظ ان النقابة ربما استعادت توازنها ورشدها ، فادانت اقتحام مقر اذاعة هلا 96، و ادانت الاعتداء على منزل الاستاذ على شمو ، و ما حدث للزميل احمد فضل ، ووثقت ان المعتدين دعم سريع ، و اعادت النقابة تسمية (القوة المسلحة ) التى اقتحمت مقر صحيفة الحراك السياسى بانهم دعم سريع ، و اكدت على ادانتها لاحتجاز اعلاميين بالاذاعة و التلفزيون بواسطة الدعم السريع منذ 15 ابريل 2023م ، بدلآ عن المناشدة السابقة باطلاق سراحهم دون موقف واضح من الاحتجاز ، نأمل ان تكون هذه بداية صحوة ، ستجد منا التشجيع والتقدير ،
22 مايو 2023م