بعد تحركاته الأخيرة.. نظام الإنقاذ في مرمى النار
الخرطوم: النورس نيوز
هجوماً لاذعاً وإتهامات عديدة طالت نظام الثلاثين من يونيو من قبل قوى سياسية وثورية؛ بممارسة العنف وتاجيج الصراعات وخلق الفتنة لاشعال نيران الحرب في البلاد بين القوات المسلحة والدعم السريع لأجل إجهاض العملية السياسية كما يقول داعميها..
الحرية والتغيير المجلس المركزي اتهمت نظام المؤتمر الوطني المباد بإجراء عمليات تجنيد وتجييش لمجتمع دارفور، مشيرةً إلى أن ما يحدث في دارفور لا ينفصل عن ما يحدث في الخرطوم حيث يعد الفلول وآخرين من دونهم المسرح فى إقليم دارفور لإستعادة سنوات الحروب و النزاعات، كما يعملون على تهيئة المناخ بكامل الوطن لإندلاع حرب شاملة تستعيد سلطة النظام البائد.
و دعا المجلس المركزي من خلال بيانٍ له يوم أمس، السودانيين والسودانيات في الداخل والخارج والمجتمع الإقليمي والدولي للإنتباه لما يحدث من جرائم قبل فوات الآوان، منبّهاً إلى أن الحرب في دارفور مخطط لها من قبل فلول النظام البائد لتمتد إلى كل السودان وعاصمته الخرطوم.
واضاف: إن عودة الفلول والدفاع الشعبي وهيئة العمليات والتجييش في كل أنحاء السودان لم يتم بالصدفة بل مع سبق الإصرار والترصد والهدف الرئيسي من كل ذلك هو تدمير العملية السياسية واستعادة كاملة لنظام الإنقاذ مما يستدعي وحدة قوة الثورة والتغيير ومواجهة المخطط بعمل جماهيري واسع وتضامن إقليمي ودولي دون تردد أو إضاعة للوقت.
و تشهد مناطق عديدة في دارفور هذه الأيام جرائم تمثلت فى مقتل ٢٠ من المدنيين في فوربرنقا ، و اغتيالاتٍ وسط النظاميين فى جنوب و شرق و وسط دارفور ، ومقتل موظفى بنك الادخار والتنمية الاجتماعية فرع الكومة فى شمال دارفور ، وغيرها من جرائم يتم تسجيلها ضد مجهول.
وقبل يومين نظمت عناصر من النظام البائد إفطار جماعي و ذلك وفاءاً للرئيس المخلوع عمر البشير تحت اسم مبادرة “فاقدنك يا البشير” لإخراجه من السجن الأمر الذي أعتبره الكثيرين خطوة جرئية من أنصار الحزب المحلول.
واعتبر الناطق باسم الحرية والتغيير المجلس المركزي، ياسر عرمان مبادرة فاقدنك يا البشير “ذات شعار سطحي وتعبر عن حالة توهان وعدم قدرة على قراءة الواقع الجديد وعجز الذين تسببوا في عجز مؤسسات الدولة واختطفوها ونهبوها وعملوا على حزبنتها.
من جانب آخر تم دق ناقوس الخطر من عناصر البائد، فوفقاً لما ورد في صحيفة “الحراك” حدد الحزب الشيوعي طبيعة الصراع الدائر في الساحة السياسية الآن، وقال عضو اللجنة المركزية للحزب صدقي كبلو، إن الصراع القائم الآن هو صراع حول السلطة والموارد بين الحركة الإسلامية وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مشيراً إلى أن دلقو منذ سقوط نظام الجبهة الإسلامية وضع نفسه في حالة عداء مع الإسلاميين.
وأضاف أن الحركة الإسلامية تغفر الذنوب جميعاً إلا لمن يكفر بها. واعتبر كبلو تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر هو امتداد لسلسلة انقلابات الحركة الإسلامية، لافتاً إلى أن مشاركة حميدتي في الانقلاب كان ذكاءً خارقاً من البرهان وجره في طريق العداء مع الثوار ومحاولة لفصله عنهم بصورة كاملة، مشيراً إلى أن العداء بين الثوار وحميدتي لم يكن وليد اليوم وبدأ عقب فض اعتصام القيادة العامة، جازماً بأن انقلاب 25 أكتوبر وسع الهوة بين الدعم السريع والثوار.
وشدد كبلو إن الحركة الإسلامية تسعى لتصفية أي تيار مسلح معادٍ لها الآن، ونوه بأن مصير حميدتي ومجموعة من المجلس المركزي سيكون الإعدام والتصفية والتشريد والانتقام ومصادرة ممتلكاتهم، حال عودة الحركة الإسلامية للسلطة مجددًا.
المحلل السياسي طاهر المعتصم قال إن تحرك جماعة الإسلام السياسي لم يبدأ مؤخرا، مشيراً إلى أن بدايته كان بإنقلاب بكراوي والذي مهد قبل شهر لإنقلاب ٢٥ أكتوبر.
ونوه المعتصم بحديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن هنالك من يدفع هذه المجموعة في هذه الفترة ليس خوفاً من الاقصاء او لأجل إستلام السلطة مرة أخرى لجهة أن هذا يستحيل حدوثه بقرائن الأحوال، بل هدف رفع السقف في العملية السياسية الجارية ليكون كروت ضغط.
أما المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم فقال إن هنالك تضييق شديد مورس على الاسلاميين بعد العام ٢٠١٩، أي في ظل حكومة مابعد الثورة، لافتاً إلى أنهم الآن عاد لهم نشاطهم بصورة كبيرة، وأضاف : من الواضح ان هنالك جهات تقف خلف عودة نشاط الإسلاميين.
وأشار سلم بحديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن المتابع لتحرك حزب المؤتمر الوطني المحلول في الفترة الماضية في عدد من ولايات السودان واللقاءات التي تمت بصورة علنية برغم انه محلول بحكم قضائي، يجدها محاولة من بعض الجهات لخلق نوع من الموازنة مابين التيارات اليسارية واليمينية.
وعزا سلم نشاط الإسلاميين إلى الفراغ السياسي من الممسكين بزمام الأمور وعدم القدرة على تشكيل حكومة والدفع بها