آراء و مقالات

بخاري بشير يكتب: إفطار الرئيس البشير!

انتشرت بالسيوشيال ميديا عدد من الفيديوهات التي توثق لافطار الرئيس البشير الذي اقيم بمنطقة كوبر يوم الثلاثاء الحادي عشر من أبريل الموافق التاسع عشر من شهر رمضان المعظم.. وتداعى نفر من أهل كوبر لاقامة هذا الافطار ليحمل اسم البشير متزامناً مع الذكرى الرابعة لسقوطه في الحادي عشر من أبريل العام 2019م.

لكن ما حملته الفيديوهات أكد (الشعبية الكبيرة) التي يتمتع بها الرئيس السابق عمر البشير بين الشعب السوداني؛ شعار الافطار جاء بعنوان (فاقدنك).. وهي كلمة في الدارجة السودانية تعبر عن حجم (الفقد)؛ وكثرة اللوعة والاشتياق للقاء الشخص الذي افتقدته؛ وقد عبر هؤلاء عن فقدهم وحبهم الكبير للرئيس البشير؛ وكانت لحظات الافطار اكبر معبر عن هذه العلاقة.

البشير بعد الاطاحة به ظل حبيساً؛ رهن عدد من القضايا مع عدد غير قليل من كبار قيادات حزبه وكانت ابرز تلك القضايا قضية انقلاب 30 يونيو 1989.. وهي القضية التي سعت مجموعات من قوى التغيير لتعديل القانون الجنائي لأجلها؛ وهو عدم سقوط الجرائم بالتقادم.. علماً بأن القاعدة القانونية الثابتة هي أن القانون لا يسري بأثر رجعي؛ انما يسري منذ لحظة التوقيع عليه.

عرف ان قضية الثلاثين من يونيو 1989 من القضايا ذات (التقادم)؛ حيث مر عليها ما يزيد على الـ 33 عاماً؛ والمراقب يعلم انها محاكمة سياسية باميتاز؛ لأنها تحاكم (حزب سياسي أو مجموعة ذات ايدولوجية بعينها) ؛ لكن القانون والقضاء السوداني بتجاربه الرائدة والكبيرة سيمر من خلال هذا الامتحان وهو أكثر قوة وتماسكاً.

نعود لافطار الرئيس البشير بكوبر؛ فقد اثبتت وقائع الافطار أن الرجل (محبوب بشدة) بين السودانيين – ولا يزال – محبوباً وسط ابناء هذا الحي العريق (حي كوبر)؛ الذي خرج منه هو واخوته؛ والرجل كذلك محبوب وسط عدد كبير من الاسلاميين الذين تدافعوا للمشاركة في هذا الافطار الرمزي ؛ ولهذا السبب كان الحضور كبيراً عكسته كاميرات التوثيق الكثيرة التي تناولت الحدث بشيء من الانتصار والزهو السياسي.

على المستوى الاجتماعي ما زال الاسلاميون هم الأقدر والأقوى في التماسك؛ والاستقرار؛ فبرغم ما مروا به في السنوات الأربع المنصرمة؛ ما زالوا هم الأكثر ترابطاً مجتمعياً فيما بينهم.. ولهذا السبب؛ جاءت افطاراتهم (محضورة)؛ سوى كانت في الخرطوم بمسميات افطار التيار الاسلامي العريض؛ أو اذا كانت في الولايات.

هذا الترابط والتماسك الواضح بين الاسلاميين؛ كان عبارة عن رسالة قوية لخصومهم في الساحة السياسية.. وهي تعني اننا موجودون؛ وأصحاب (غلبة – وشوكة).. وفي الرسالة الواضحة اننا قادرون على المنازلة السياسية؛ وقد قال قادتهم انهم غير معترفين بموضوع (حل الحزب) من حكومة ما بعد الثورة.

افطار الرئيس البشير في كوبر؛ جاء (استفتاءً) بحب الرجل بين أهله ومؤيديه وانصاره.. ربما زاد من درجة حبه (فشل) الحكومات المتعاقبة التي جاءت بعده؛ والتي أصبح الفشل هو عنوانها.. الغريب ان بعض (الشرذمة) ارادوا ان يخلقوا (بلبلة) في الافطار؛ أو يسعوا لعدم قيامه؛ وتم ضبط بمبان وقنابل صوتية؛ وابعد بعض الصبية الذين ارادوا ان ينالوا من الافطار.. لكنه نجح باعلى الدرجات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *