أحمد يوسف التاي يكتب: أوصياء أم وسطاء..
(1)
القضايا الوطنية المعقدة بين الخصوم والفرقاء السياسيين بحاجة ماسة إلى روافع تأتي من خارج الوطن حيث تكون معركة الصراع السياسي…. والخلافات السياسية مهما صغرت تحتاج دائما إلى وسطاء محايدين مهنيين يلتزمون حدود الوظيفة بحيث لايخرج دور الوسيط عن الحدود المرسومة للوسطاء، فإن تجاوز الوسيط حدوده اصبح جزءا من تعقيدات المشكلة، وبالتالي يستعصى عليه القيام بالدور المنوط به.
(2)
الوسطاء الدوليين يمثلون رافعة مهمة جدا وعنصر ا من عناصر الحل بما يقومون به من تسهيل وكسر للحواجز النفسية التي تحول دون التفاهم بين الفرقا،…ومهام الوسطاء الدوليين تنجح وتفشل بمقدار مستوى الحياد الذي يبدونه إزاء أطراف الصراع المختلفة..وانحياز الوسيط لطرف دون الآخر يعني الفشل المبكر لمهمته.
(3)
الوسطاء الدوليين لا يملكون عصا سحرية لحل القضايا الوطنية، ولن يلعبوا الدور المفصلي في الحل ، فأقصى ما يمكن أن يلعبه الوسيط المحايد هو التقريب بين وجهات النظر وإجراء التسهيلات وتعزيز كل مايمكن أن يساعد في خلق مناخ مواتي للحوار والتفاوض.
(4)
بعض الوسطاء الدوليين يحملون اجندة لتخريب الأوطان وتمزيق البلدان، وتفتيت وحدة الشعوب، بعضهم يحمل صفات وملفات ذات طبيعة استخبارية، ويضطلعون بوظائف مخابراتية، لذلك تجدهم يتجاوزون حدود الوساطة، ويتحولون إلى أوصياء بدلا عن وسطاء، فهؤلاء يجب أن يطردوا قبل الوصول لمنتصف الطريق ،والا يُسمع لقولهم ولا يُلقى بال لأفكارهم ومساعيهم الشريرة..
…. اللهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.