آراء و مقالات

محمد أحمد الكباشي يكتب: آخرتا نهب مسلح في قوز برة!!

ليست هي قوز دنقو التي أخذت حظها من الشهرة من خلال معركة لم تتجاوز ساعات حتى تمكنت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع حينها من دحر حركة العدل والمساواة في عام 2015م تلك هي قوز دنقو لكن هنا نقصد قوز(قوز برة بضم الباء) وربما أرادت أن تدخل باب الشهرة كما نزلته قوز دنقو لكن الفارق كبير بين الأثنين فالأولى تقع في أقصى جنوب ولاية دارفور كثيرون لم يسمعوا بها إلا بعد المعركة المشار إليها بينما تنام قرية قوز برة على الضفة الغربية لنهر النيل غربي كبوشية وهي قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها ألف مواطن ومثلها بقية القرى بالمنطقة يعمل غالبية سكانها بالزراعة ومن فرط الأمان الذي تعيش فيه لا يلجأ الأهالي هناك إلى إغلاق أبواب (الحيشان) ويتركونها مشرعة لاستقبال الضيوف في أي زمان .. قرية هادئة لا تعرف الضوضاء ولا أصوات السلاح إلا ما ندر ربما من سلاح تقليدي إيذاناً بإكمال مراسم عقد وما دون ذلك لا وجود لأي مظاهر سلاح.

قرية بهذا الهدوء وبهذا الأمان وبتلك الصفات الفضيلة لأهلها الكرام أبت مجموعة متفلتة دخيلة على مجتمع ولاية نهر النيل ومجتمع قرية قوز برة الآمنة أبت تلك المجموعة المجرمة إلا وأن تحيل ساعات الصباح الأولى من ليلة أمس الأول لهذه القرية إلى حالة رعب وذعر وهلع وتفاصيل الحادثة تبدو صادمة وغريبة إذ ان مجموعة من الملثمين يحملون كلاشات وعددهم أربعة قاموا بالدخول لمركز صحي قوزبدر ولا أدري لماذا استهدف هؤلاء الرعناء المركز الصحي في الواقع أنهم يجهلون تماماً عن المنطقة وبعد أن تبينوا أنه ليس الموقع المستهدف اتجهت المجموعة موقع تجاري صغير يملكه أحد المواطنين ولم يكن حينها بالموقع ما دفع بالمجموعة المجرمة بكسر المحل ونهب جزء من محتويات مرةً أخرى إتجهت المجموعة إلى مركز صحي قوز برة وقبل دخول المركز وصل شخص ومعه مريض يحمله بعربته وشاهد عربة البوكس التي كانت متوقفة بالقرب من المركز ولفتت إنتباهه و حينها تحركت عربة البوكس مبتعدةً عن المركز ودخل بعدها المركز لتلقي العلاج وسأل المساعد الطبي عن تلك العربة فذكر له المساعد الطبي بأنه لم يدخل عليه أحد ..

بعد أن تلقى صاحب العربة العلاج وغادر المركز الصحي عادت العربة البوكس مرةً أخرى ودخلوا على المساعد الطبى وتم تهديده وبملعومات دقيقة فتحوا غرف الطبيب وتحت تهديد السلاح نهبوا المبالغ الموجودة في المركز ..
وتحركوا صوب محل تجاري آخر بقوز بدر وحينما شعروا بهم وقبل وصولهم للمحل أطلق صاحب الدكان النار من مسدس وحينها غادرت العربة بمن فيها مسرح الأحداث ..

هذه تفاصيل حادثة دخيلة كما أشرت على المجتمع لكن الشاهد أن حوادث مماثلة بدأت تظهر على طول طريق النيل الغربي خلال الأشهر الماضية ومن الواضح أن حالة السيولة الأمنية بالعاصمة الخرطوم وتنامي ظاهرة السرقات وتواجد الحركات المسلحة وإنتشار الجريمة فقد بدأت العدوى تنتقل إلى ولاية نهر النيل ما يستدعي أن ترفع الأجهزة الأمنية بالولاية أعلى درجات الاستعداد لمواجهة ظاهرة النهب المسلح ويجب هنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها لأن حادثة قوز برة جريمة نهب مسلحة كاملة الأركان فالخطر صار ماثلاً..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *