التقيت في زمانٍ غير هذا، بثلاثةِ ولاة تعاقبوا على ولاية الجزيرة، كُلٌ على حده، من ضمنهم محمد طاهر إيلا، من ضمن الأسئلة، سألتهم سؤال اتفقوا على اجابته، لماذا لا تهتم حكومة الولاية بمشروع الجزيرة، واستثمار عائداته التي تلي الولاية في دعم مشاريعها الخدمية، فكانت اجابتهم بأنّ المشروع (ادارياً) لا علاقة له بحكومة الولاية، لتبعيتهِ المُباشرة للحكومة المركزية، ووالي الولاية بحكم المنصب (عضو) في مجلس ادارته، وزاد إيلا في حديثه، بأنهم لهذا السبب لم يوعدوا أي مُستثمر جاءهم بتوفير الأرض لمشروعه، لعدم توفرها أصلا، والأراضي المتاحة خارج التخطيط تتبع لمواطنين، والاراضي الحكومية المخصصة (كانت) للاستثمار تصرّف فيها من سبقوه بالبيع والرهن، وفعلوا فيها كما فعل الخضر في أراضي ولاية الخرطوم.
في وسط هذه الظروف السياسية، والأوضاع الاقتصادية المُعقّدة، التي أوقفت حال البلاد والعباد، جاءت الأخبار من الجزيرة المُقعدة بسبب السياسات الهوجاء، تقول بأنّ الأستاذ مصطفى دفع ألله أمين عام حكومة ولاية الجزيرة، اجتمع مع أعضاء حكومة الولاية مشاركة الولاية فى معرض الصين وأفريقيا للإقتصاد والتجارة في دورته الثالثة، والتوأمة بين ولاية الجزيرة ومقاطعة خوتان الصينية، ودعا لضرورة إعداد دراسة متأنية لمشاركة الولاية في المعرض، لعكس آفاق الإستثمار والفرص المتاحة بالولاية، ومشاركة رجال الأعمال والشركات مشدداً على أهمية تحديد نوع المشاركة في مجالات الزراعية والثقافية والإستثمار والصحة والبنى التحتية والأوراق البحثية والسمنارات، ووجه بالإسراع في الإعداد للمشاركة وتكوين مجموعات عمل فى كافة المجالات التي ستشارك بها الولاية، وقالوا أن الهدف من المشاركة في المعرض رفع معدل التنمية الإقتصادية وعرض الفرص الاستثمارية في كافة المجالات، ونقل وتبادل الخبرات والتجارب بين ولاية الجزيرة ومقاطعة خوتان الصينية.
وقفتُ أمام هذا الخبر الذي جاء به الزميل مُزمِل صديق، وسألت نفسي، هل يتحدّث هؤلاء عن جزيرة أخرى، غير الجزيرة، التي نعلم جغرافيتها وتاريخها ومآلات الأوضاع فيها، ونعلم جيداً حالها اليوم، وبأي شئ تُريد حكومتها المُشاركة، يا تُرى هل أعادت الحكومة المركزية ادارة المشروع مرة أخرى للولاية، أم أنّ في الولاية مساحات صالحة جاهزة، للاستثمار لا يتعرّض فيها المُستثمر للنصب والاحتيال، أو يتعرّض فيها لمشكلات مع الأهالي، وعلى أي ضمانات يستند هؤلاء لجلب المستثمر، ومن يحميه ويحمي حقوقه، (إذا) افترضنا أنّ هناك مُستثمر مُستعِد للمغامرة، وما هي آليات الحماية للاستثمار الآمِن، أم أنّ وباء حُمى السفر للخارج بحجة الوقوف على التجارُب عاد من جديد..؟
الخبر يدُل على أنّ البعض يُصِر على ضياع مُكتسبات الناس في اللا شئ، فعن أي توأمة، وعن أي خبراتٍ يتحدثون، وبأي شئ سيُشاركون،والبلاد بلا موارد وبلا حكومة تحمي، والأمن في داخل الخرطوم حيث تمركز قوات الجيش والشرطة والأمن بات معدوما.