نهار الأربعا ء الماضي جاءتني رسالة من الرائد احمد آدم من مكتب سعادة الفريق أول ياسر العطا عضو مجلس السيادة الانتقالي؛ يدعوني فيها للافطار الخاص بالسيد ياسر يوم الجمعة بمنزله بالمهندسين .. رحبت برسالة الرائد احمد؛ وهو رجل خلوق لا يرد له طلب؛ ايضاً اردت أن أرى عن قرب مدى اقتراب القوى السياسية والعسكرية من (ميس التوقيع)؛ او بعدهم عنه.. ثم ايقنت اني سوف اكون ضمن الحاضرين لافطار سعادة الفريق العطا ابن منطقة وادي بشارة وقريب الرائد هاشم العطا؛ وصاحب السيرة العسكرية النضرة؛ وبكل قربه واقترابه من اليسار؛ وأيقنت كذلك ان سياسيين كثر وفاعلين في الشأن السياسي سيكونوا حاضرين كذلك.. المهم في الموعد المضروب وصلنا منزل سعادته؛ وكان يستقبل ضيوفه بشخصه؛ يعاونه في هذه المهمة بعض أفراد عائلته؛ وبالفعل كان الافطار مناسبة لحضور عشرات السياسيين والاعلاميين ورجال الجيش والشرطة والأمن؛ وعدد كبير من رموز المجتمع؛ يومذاك استقبلت المهندسين كل الطيف السياسي استقبل الصيوان البديع ذي التنسيق العالي (مريم المنصورة وصديق الصادق وود الفكي وسلك ووجدي صالح)؛ وآخرين من الكيانات في الكتلة الديمقراطية؛ وكبار ضباط الجيش والأمن والشرطة؛ وقادة المجتمع؛ وكبار قادة الرأي من الزملاء (وجدي الكري وعبد الباقي الظافر واشرف ابراهيم وابو عبيدة عبد الله ومحمد حامد جمعة ومحمد عبد القادر وعاصم البلال؛ ومحمد قندول) وآخرين.
أبرز ما خرجنا به من ذلك الافطار (الحديث الضافي) الذي القى به المضيف لضيوفه ؛ ودعوته فيه للتلاقي والاجتماع لخدمة الوطن وانسانه؛ وقوله إن “كفاية” على هذا الوطن الذي تقاسم الدموع والمعاناة؛ وانه آن أوان التوافق لكل الطيف السياسي ليلتقي في ثوابت الوطنية ورفعة الوطن وانسانه.
تحدث مناوي وتحدث خالد سلك؛ وكله كان حديث الصادقين.. لكنني آثرت أن استمع لكلمة الفريق البرهان اذ فيها تلخيص لما وصل اليه قطار (الاطاري).. قال البرهان الكثير من الكلام؛ لكن في ظني أن أهم ما تناوله في تلك الكلمة هو قوله: “ان الصراع الذي تشهده البلاد الآن مصطنع؛ وان التجاذب بين المجموعات السياسية الكتلة الديمقراطية والمجلس المركز ونحن .. وانا بطلب منهم أن نترجل جميعاً جانباً ونفسح المجال لآخرين؛ ونحن اذا فشلنا في التوافق الوطني وعمل أكبر كتلة لقيادة البلاد والتغيير .. كلنا نمشي ونتنازل ونفسح المجال لآخرين ونريد أن نعمل انتقالاً حقيقياً ونريد أن يحس الشعب انه حدث له تغيير”.
رسالة البرهان كانت واضحة لأهل السياسة في حال فشلهم في التوافق أن يذهبوا جميعاً ويتنازلوا لآخرين.. وافساح المجال لآخرين.. انها الخطة البديلة التي يريدها البرهان؛ وليست (الخطة البديلة) التي يريدها المجلس المركزي.. بالأمس المركزي قال انه اذا فشل في (التوقيع) على الاعلان السياسي والتوافق فانه سيذهب الى الخطة البديلة.. ولكن الخطة البديلة عند البرهان؛ ان يذهبوا جميعاً ويفسحوا الطريق.. فهل يذهب المجلس المركزي كما قال البرهان أم يظل يستأثر بالساحة وحيداً.؟